تدعو لدولة لجميع مواطنيها، تقوم على التكافؤ والمساواة والعدل، تؤمن بأن العدل هو غاية مقاصد الشريعة الإسلامية، وأن ميزان العدالة، حيث يوجد، يصبح شرع الله حاكما ونافذا. ترفض تسليم عقلك لمشايخ الفتنة، وقساوسة الكراهية، يرفض عقلك ادعاء كاذبا بأن عقيدتك ونبيك وربك يحرضونك على الكراهية ويثيبونك عليها، ويأبى قلبك أن يقبل فى المقابل من يدعون أن هذه الأرض ليست أرضك وهذا الوطن ليس وطنك، وأنك حفيد غزاة غلاظ استقروا بالدم والسيف.
تعلم أن الأديان كلها جاءت من سماء واحدة، من لدن رب واحد لو أراد لجعل الناس أمة واحدة، لكن حكمته شاءت أن يعيش الجميع فى سعى إلى عدل على الأرض وجزاء فى السماء.
تدرك أن الإيمان فى القلب أولا، وأن الدين المعاملة، وأن العدل وحسن الخلق أحب المكارم إلى الله، وتعرف أن الله حملك أمانة الأرض، وأمرك بالسعى فيها لما ينفعك وينفع من حولك، لم يخلق لكل «ملة» سماء خاصة، ولا أرضا خاصة، لم يصنع أنهارا «مسلمة» وأنهارا «مسيحية»، ولم يُنزل من السماء مطرا «مؤمنا»، ومطرا «كافرا»، ولم يرزق من يعرفونه ويعبدونه، ويترك الملحدين.. شاءت حكمته أن تقتسم الأرض والوطن والماء والسماء والرزق مع شركاء لك، لا لتتعارك فتظفر بكل شىء لنفسك مرة، وتخسر كل شىء مرة، وتحرم شركاءك مرة، ويحرمونك مرة، ولكن لتصنعا حياة مشتركة معا، حياة واحدة ومصيرا واحدا على أرض وسماء واحدة.
تؤمن بأن هذا الوطن رزق مشترك بينك وبين أخيك، وحتى تدوم لك النعمة فلابد أن تضع يدك فى يده، تزرع وتذهب ثمار زرعك شئت أم أبيت إلى فمه، تمهد الطرق ليسير عليها، تبلغان معا النجاح المشترك.
تعتقد فى القانون حلا وحيدا ونهائيا، يسعدك أن تقف أمامه متمتعا بحقوقك كاملة ودافعا ثمن أخطائك كاملة، تهرع إليه عندما يستباح حقك وتسعى من خلاله لرد المسلوب منك، لا تتحصن بكنيسة ولا مسجد، لا تستدعى الأنبياء ليشاركوك معاركك، ولا تنقل صراعاتك فى الدنيا، وخصوماتك حول شئونها، إلى ميادين الخطابة وساحات الاستشهاد.
تفهم أنك مطالب بصيانة أمانة الوطن، بجهد وعرق «لا دين لهما»، وتعرف أن مجتمع العدالة والحداثة والنمو ستبنيه أنت وشريكك بقانون لا يميز بينكما بالاسم ولا بالعلامات التى تفصح عن الديانة، ودستور يرعى تلك المساواة، ويبنى هذا التكافؤ، ويمنح الجميع كل الحقوق والواجبات، ويصون حريات الجميع.
تتوقف عن فرز الآخرين لاستثناء المغايرين لك فى العقيدة من مزايا ملك للجميع، وتحترم حقوق الآخرين فى العبادة، تتقرب إلى الله بالعدل، ولا تحتكر الحقيقة واليقين.
تتعدد الطروحات والوثائق لبناء هياكل ومؤسسات للوطن الذى نريد، لكن يبقى المصرى كما ينبغى أن يكون فى حاجة لبناء جديد.. أو هكذا أعتقد..!