اختلف خبراء ومحللون سياسيون حول الظهور المستمر للرئيس محمد مرسى أثناء ممارسته الطقوس الدينية وإلقائه الخطابات السياسية بالتزامن مع المناسبات الدينية، بالاضافة إلى إلقائه الخطب الدينية فى المساجد، وحديثه المتكرر عن مصطلحات الأمة وأهل السنة والجماعة. د. سعيد صادق، استاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، اعتبر أن مرسى يحاول إضفاء صبغة دينية على قراراته السياسية باعتبارها مدعومة من الله، مشيرا إلى إلقائه خطبة بمناسبة الاحتفال بليلة القدر، فى نفس اليوم الذى اتخذ فيه قرار عزل وزير الدفاع، ورئيس أركان القوات المسلحة.
وأعرب صادق عن خشيته من اعتياد الجمهور على هذا المشهد، مضيفا «إضفاء البعد الدينى على السياسة يؤدى إلى تكفير المعارضين، ويرسخ صورة الرئيس الإمام تمهيدا لدولة الخلافة». من جهته اعتبر أشرف الشريف، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن ظهور مرسى فى أثناء تأدية الشعائر الدينية وإلقائه الخطب يتسق مع خلفيته الإسلامية، مقللا من خطورة هذه المشاهد.
وقال: «هذه تحركات تقليدية وتأتى فى مناسبات دينية طبيعية ويتخذها الرئيس فرصة للتقرب من الشعب يبدو شخصا بسيطا متواضعا بخلاف الرئيس السابق الذى اتسمت شخصيته بالتعالى».
وفى الوقت نفسه، أكد الشريف أن مرسى لابد أن يقدم خطابا وطنيا مشتركا يستخدم من خلاله المنابر الوطنية وليست الدينية.
أما عن استخدام مرسى لفظ الأمة وتحديدا اهل السنة والجماعة خلال خطبته فاعتبره الشريف «لا يتحدث بالمعنى العقائدى الدقيق لكن المعنى الاصطلاحى الشعبى عن الجماعة الإسلامية الواحدة»، مستبعدا تعمد مرسى الخوض فى صراعات مذهبية.
واعتبر الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، استخدام مرسى للمساجد فى إلقاء كلماته، وخطاباته يصبغ الدولة بالدين ويجعل من المسجد مكانا للصراع السياسى، مستدركا: «مرسى قص شريط إباحة الحديث فى السياسة داخل المساجد، لذا لن يجرؤ أحد على منع استغلال المساجد فى السياسة».
وأوضح زهران أن أداء رئيس الجمهورية للصلاة وسط الناس شىء إيجابى «إذا تجنب فيه الحديث فى السياسة واقتصر لقاؤه معهم على بعض الاحاديث المباشرة مع الموجودين، يتلقى خلالها مشاكلهم.
وكان للدكتور محمد الجوادى، الخبير السياسى، رأى آخر حيث قال إن مرسى يستهدف من خلال خطاباته التى يلقيها فى المساجد إرسال رسالة مفادها أنه مرشح الإسلام وليس جماعة الإخوان المسلمين ويوجه رسالته بالتحديد إلى السلفيين الذين يؤكدون دائما تبعيته للإخوان فى إدارته للدولة.
من جهته، قال الدكتور محمد غزلان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، إن مضمون كلمات مرسى وخطاباته بالمساجد يحمل مبادئ عامة فى الإسلام، ولا يمس السياسة بشىء وأن المسجد هو أحد المنابر العامة التى يتواصل فيها رئيس الجمهورية مع الناس، مستدركا: «ليس معنى أنه أصبح رئيسا للجمهورية أن يتحاشى الحديث مع الناس فى المساجد».
وأكد غزلان حق السياسى مخاطبة الجماهير فى المساجد فى الأمور العامة ومبادئ الدين الإسلامى بعيدا عن الخوض فى الشئون السياسة كالدعوة لتأييد حزب أو فصيل سياسى.