وصف الكاتب محفوظ عبدالرحمن، صاحب جائزة نجيب محفوظ للدراما ورئيس جمعية مؤلفى الدراما العربية، شكل الشاشة هذا العام ب«السيئ والمرعب فى آن واحد»، معتبرا أن هذا الكم الهائل من المسلسلات «أهدرت نجومية عدد كبير من الأسماء اللامعة الذين ظل الجمهور فى انتظارهم لسنوات مثل عادل إمام ومحمود عبدالعزيز». عبدالرحمن كان قد توقع فى حديث ل «الشروق» قبل شهر رمضان أن يكون هذا الموسم «الأسوأ» فى الدراما منذ سنوات طويلة، ومازال مصرا على رأيه قائلا: «نعم مازلت مصرا على رأيى واعتقد أن هناك شريحة كبيرة من الجمهور يتفقون معى فى هذا الرأى».
وقال محفوظ عبدالرحمن: المشاهد المصرى فقد حاسة تذوقه للعمل الدرامى بسبب هذا الكم الهائل الذى أصبح يوتره ولا يمتعه، وكان له أثره على المؤلف الذى بدأ يكتب بشكل مباشر وبكثير من الملل خشية أن يتوه المشاهد منه خاصة أنه من الوارد أن تفوته عدد من الحلقات فى ظل هذا الزخم.
وأشار إلى أن هذا لم يكن ليحدث مع جيله من كتاب الدراما، وقال: أتذكر أننى حينما كتبت مسلسل «سليمان الحلبى» وقع حدث فى الحلقة ال13 كان له مقدمات فى الحلقتين الثانية والثالثة وفهمها المشاهد الذى كان حينها يتابع العمل بتركيز، وهو الأمر الذى كان يشجعنا لوضع رسائل غامضة والغاز إيمانا بقدرة المشاهد على حلها والتجاوب معها.
وقال عبدالرحمن حينما تهدر نجومية هذا العدد الكبير من النجوم فى وقت واحد .. فماذا تتوقع خاصة أن منهم نجوما ننتظرهم منذ سنوات طويلة من الغياب بينهم عادل إمام ومحمود عبدالعزيز وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز ومحمد سعد ومنهم فنانون ننتظرهم من العام للعام مثل يحيى الفخرانى ونور الشريف وآخرون أثبتوا أنفسهم فى الدراما التليفزيونية فى الأعوام الأخيرة.
وهناك أيضا بعض الأعمال العربية التى تستحق أن نراها بعناية.. فكيف نتابع هذا الكم فى وقت واحد وأتحدى أن يكون هناك شخص واحد يتابع مسلسلا بعينه ولم تفته حلقة واحدة.
إن حل هذه المشكلة فى يد صناع القرار وهم أصحاب القنوات والوكالات الاعلانية وشركات الانتاج الذين لن يوقفهم شىء سوى تعرضهم لخسائر مادية فادحة وحينها ستحدث الإفاقة التى ننتظرها منذ قرابة ال15، وربما حينها يقدروا قيمة التخطيط والاجتماع فيما بينهم للوصول الى طريقة ترضى جميع الأطراف وتنهض بالدراما المصرية .
وعما إذا كانت هذه الأسباب هى وراء عدم عرض مسلسله «أهل الهوى» فى رمضان قال: «رب ضارة نافعة».. فقد بدأ المخرج عمر عبدالعزيز تصوير العمل فى وقت متأخر جدا ولم يستطع اللحاق بقطار رمضان وأشعر بأنه تم انقاذنا خاصة أن العمل انتاج قطاع الانتاج.
وتابع: هناك ظاهرة غريبة وغير مفهومة تجسدت هذا العام حينما أهمل التليفزيون المصرى الأعمال التى انتجها وعرضها فى ذيل الأعمال التى اشتراها، وهو أمر يدعو للدهشة.
وعاد عبدالرحمن ليؤكد أن الدراما «سلعة لا تخسر» وتحقق أرباحا هائلة لكن الأمر فى حاجة فقط إلى تنظيم، وقال: أستعيد شهادة المنتج صفوت غطاس فى قضية أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون السابق والمحبوس بتهمة إهدار المال العام أن مسلسله فرقة ناجى عطاالله حقق عائدا ماديا يقدر ب120 مليون جنيه لتسويقه داخل وخارج مصر وهو المسلسل الذى يشارك فى إنتاجه قطاع الانتاج إضافة الى أنه من المعروف أن الفن هو القوة الناعمة لمصر فى منطقة الشرق الأوسط لسرعة وصولها وتأثيرها على الدول العربية كافة .
وأضاف: سلعة بهذه الأهمية الكبرى على المستويين المادى والاستراتيجى لابد من الاعتناء بها ولابد من وجود جهة ما أشبه بغرفة صناعة السينما تكون مستقلة عن تلك الجهات التى أراها جهات قتل الابداع من أهم أدوارها وضع تخطيط للانتاج الدرامى سنويا وخلق أكثر من موسم للعام الواحد والحد من توغل الاعلانات بهذا الشكل.