تبرأ عدد من أبناء التيار الجهادى والسلفى، من الحادث المأساوى الذى وقع بسيناء، واتهموا تنظيمات سلفية جهادية «تكفيرية»، رافضة للواقع، بارتكابه، مشددين على ضرورة أن تقوم الأجهزة الأمنية بضرب التنظيمات التى تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فى البلاد. ورجح عاصم عبدالماجد المتحدث الإعلامى باسم الجماعة الإسلامية، انتماء منفذى أحداث سيناء إلى مجموعات تكفيرية، نافيا ضلوع أى من التنظيمات الجهادية المعروفة فى هذا الحادث لانتهاء علاقتها بالعمل المسلح، وتحاول حجز مكان لها على الساحة السياسية.
ووصف عبدالماجد مرتكبى المذبحة بأنهم «شديدة الانغلاق، والجهل، والاعتداد بالرأى، ويرفضون النصح»، مشددا على أن التعامل الأمثل معهم يكون بالطريقة الأمنية ونعول على أجهزة الأمن كثيرا فى متابعتها ورصده.
وأبدى عبدالماجد تخوفه من تشجيع فلول الحزب الوطنى، المنحل، لهذه المجموعات لعدم استقرار الأوضاع، موضحا أن الطريقة التى تم تنفيذ بها العملية تميزت بالشدة وتوافر التكاليف والإمكانات الكبيرة وهو ما لا يتوافر لمثل هذه المجموعات، وأكد أن سيناء تحمل إرثا ثقيلا من النظام السابق خصوصا بعد فشله فى التعامل مع مشكلات سيناء وعلى رأسها المشكلات الأمنية.
وطالب الدكتور يسرى حماد المتحدث باسم حزب النور، الأجهزة الأمنية بالضرب بشدة على يد التنظيمات التى تعبث بأمن واستقرار البلاد، مشددا على عدم التهاون مع ملف الأمن فى سيناء.
وأكد حماد أن منفذى الهجوم ليسوا من التنظيمات الإسلامية وإنما تنظيمات تكفيرية ترتبط بعناصر خارجية لتنفيذ أعمال تخريبية فى مصر، مشيرا إلى المطالبات التى وجهت للتيار السلفى لمواجهة هذا الفكر التكفيرى عقب الثورة مباشرة باعتبار أن هذه التنظيمات لا تستطيع الصمود أمام الفكر السلفى.
وأضاف حماد: «هذه التنظيمات مدفوعة من الخارج خصوصا مع تكرار الاعتداء على الجيش المصرى، واستهداف أبناء مصر الذين يقومون بحماية الحدود الشرقية.. يبدو أنه بات هدفا واضحا لتلك التنظيمات.
واستبعد مجدى سالم القيادى الجهادى، ضلوع التنظيمات الجهادية المعروفة فى هذه الحادثة، مرجحا أن يكون الهجوم عمل استخباراتى فى المقام الأول وخصوصا من تدبير الجانب الإسرائيلى، لافتا إلى سعى أجهزة الدولة السعى لعدم استقرار الأوضاع فى مصر على خلفية تولى مرسى مقاليد الحكم.
وقال ياسر السرى القيادى الجهادى المقيم فى لندن، فى تصريح خاص مقتضب ل«الشروق»: «استهداف الجنود المصريين لا يخدم سوى العدو الإسرائيلى الذى يسعى للوقيعة بين مصر والشعب الفلسطينى،، فهو عمل إجرامى لا يمت للإسلام بصلة، ويتقاطع مع الأجندة الصهيونية».
وقال الدكتور كمال حبيب الباحث المتخصص فى الحركات الإسلامية، سيناء تشهد فراغا أمنيا، ويسيطر على المشهد جماعات تتبنى أفكارا سلفية جهادية «تكفيرية»، لافتا إلى علميات تفجير خط أنابيب الغاز التى تصدر الغاز المصرى إلى إسرئيل فضلا عن دخول الفلسطينيين إلى منطقة الحدود وعمل بعض العمليات على الحدود مع إسرائيل.
وأشار حبيب إلى السيولة والفراغ الأمنى اللذين تشهدهما المنطقة الحدودية فى سيناء سواء على الجانب المصرى والفلسطينى، مؤكدا على رغبة تلك التيارات التكفيرية القيام بعمليات داخل فلسطين ضد الإسرائيليين.
وشدد حبيب على أن هذه التنظيمات تشكل تحديا وتهديدا لحركة حماس لقيامها بعمليات وضرب الصواريخ على الجانب الإسرائيلى وخطف بعض الأجانب مما يجعل حماس وغزة تحت وطأة الإسرائيليين، لافتا إلى وجود مثل هذه التنظيمات على الجانب الفلسطينى والتنسيق فيما بينها بشكل كبير.
وأوضح حبيب أن العملية التى تم تنفيذها تبرز إعداد منفذى العملية الكبير من خلال مهاجمة الجيش المصرى، وسرقة مدرعة أو اثنتين والانتقال بهما إلى الجانب الإسرائيلى، فهو أمر لم يكن متوقعا، مشددا على أن تلك التنظيمات لديها جنوح فكرى ونفسى متعالى على الواقع ولا يقدر المصالح والمفاسد التى قد تحدث جراء مثل هذه العمليات.
وتابع: العملية التى نفذت كبيرة وتحتاج لقدرات عالية وهو ما يتوافر بشكل أساسى لدى الجانب الفلسطينى، فالجانب الفلسطينى أكثر خبرة ميدانية فى مثل هذه العمليات».
ولم يستبعد حبيب مساعدة التنظيمات التى تحمل نفس الفكر ولديها خبرات طويلة فى هذه العمليات نظرا لمشاركتها فى عمليات فى العراق وأفغانستان بعد أن عادت من هناك واستقرت على الجانب الفلسطينى على الحدود مع مصر، مؤكدا أن هذه العملية والطريقة التى أجريت بها تتسم بالطابع المحلى وليس الدولى.
وطالب حبيب بالتعامل مع هذه القضية ليس بالرؤية القديمة التى كانت سائدة فى عهد النظام السابق، وإنما برؤية أوسع وأشمل فنحن نحتاج إلى المزيد من الدراسات عن حال وواقع التيارات الإسلامية فى سيناء فضلا عن دراسة اتجاهات البدو تجاه الحكومة والسلطة المركزية فى القاهرة.