أكدت مصادر مطلعة بحزبى «الحرية والعدالة» و«النور» وجود محاولات من جانب قيادات الحزبين لرأب الصدع بينهما، على خلفية ضعف تمثيل السلفيين فى حكومة هشام قنديل، وانسحاب حزب النور منها. ومن جانبه كشف الدكتور يسرى حماد، عضو الهيئة العليا بحزب النور ل«الشروق»، عن تكليف عدد من قيادات الحزب للتواصل مع القوى السياسية ل«تشكيل جبهة ضد هيمنة أى فصيل على الحياة السياسية والمناصب العليا».
وأشارت مصادر إلى أن المشاورات جاءت بعد نما إلى علم قيادات الإخوان وجود اتجاه داخل الدعوة السلفية للتشاور مع قوى سياسية ليبرالية، فضلا عن رصد لقاء لبعض قيادات الدعوة مع قيادى بالحزب الوطنى المنحل بالإسكندرية. وأوضح القيادى بالحرية والعدالة محمد البلتاجى استمرار التعاون السياسى بين الحزبين الإسلاميين، وأنه لن ينقطع أبدا، وقال: «الحزبان يعملان فى خدمة الوطن وهم أعضاء فى الجمعية التأسيسية للدستور، ويتشاركان فى وضع مواد الدستور بشكل جيد».
وناشد القيادى بالإخوان المسلمين حلمى الجزار، مؤسسة الرئاسة لإعادة التواصل بينها وبين جميع القوى السياسية، وعقد لقاءات مع القوى السياسية والتناقش معها حول كيفية مواجهة الأزمات المستجدة على الساحة.
ومن جانبه قال الدكتور يونس مخيون، عضو الهيئة العليا ل«النور»: «نحن نمر بمرحلة صعبة وتحتاج إلى التشاور بين القوى السياسية، وطرف واحد لا يستطيع أن يتحمل المسئولية بمفرده، والتشكيل الوزارى يحمل الكثير من علامات الاستفهام، كما أننا لا نعلم حتى الآن المعايير التى اختير الوزراء على أساسها»، فيما كشف عن اجتماع عقده حزب النور بالأحزاب السياسية الأخرى بمختلف توجهاتها، لبحث المستجدات على الساحة وليس لشىء آخر، بحسب قوله.
وقال الدكتور طارق السهرى، عضو الهيئة العليا لحزب النور، فى تصريحات ل«الشروق»: «سنعمل سواء كنا فى الوزارة أو خارجها، فهدفنا خدمة الناس بالمقام الأول، ولا نسعى لمناصب، ولا يهمنا أن نكون فى مناصب قيادية»، وأضاف: «ندعم حكومة هشام قنديل ونقف بجانبها، ونوجهها إذا لزم الأمر، كما أن الجنزورى شخص ذو كفاءة عالية وسيكون له دور كبير فى منصب مستشار الرئيس».
ونفى السهرى التحالف مع أى تيار سياسى فى مواجهة الإخوان، بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام، موضحا عمق العلاقة بين الجماعة والدعوة السلفية قائلا: «لا يوجد خلاف ونتواصل مع بعضنا البعض، فنحن إخوة فى الله، والخلاف فى بعض الأمور السياسية وارد».