فى دعم معنوى لجيشه، الذى يشهد انشقاقات، وفى وقت تحتدم فيه المعارك فى عدة مدن، ولا سيما فى حلب (شمال)، أشاد الرئيس السورى، بشار الأسد، بالجيش، معتبرا أنه يخوض «معارك بطولة وشرف»، فى وقت حصل فيه «الجيش السورى الحر»، على صواريخ «أرض أرض»، وفقا لتقرير أمريكى. ففى كلمة وجهها إلى الجيش السورى، بمناسبة عيد تأسيسه السابع والستين، قال الأسد أمس إن الجيش يخوض معارك «بطولة وشرف» ضد «العدو»، «دفاعا عن سيادة الوطن وكرامة الأمة، بحسب وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وللمرة الأولى، حصل «الجيش السورى الحر»، الذى يضم منشقين عن الجيش النظامى ومتطوعين، على نحو 24 صاروخا «أرض أرض» نقلت إليه عبر تركيا المجاورة، بحسب شبكة «إن بى سى نيوز» الأمريكية مساء أمس الأول. وبينما ترفض الولاياتالمتحدة تسليح «الحر»، تضغط السعودية وقطر لإمداده بالصواريخ للمساعدة فى إنهاء 42 عاما من حكم عائلة الأسد.
ميدانيا، وبعد أن نزح 200 ألف شخص من حلب، فرارا من القتال الذى دخل أمس يومه الخامس، حذرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أن آلاف المدنيين لايزالون محاصرين فى العاصمة الاقتصادية، حيث تقل إمدادات الطعام وغاز الطهى، وفقا لنشطاء ميدانيين. وقالت المتحدثة باسم الوكالة، ميليسا فليمنج، إن عددا كبيرا آخر من المدنيين لم يتمكن من مغادرة حلب بسبب افتقادهم الوسائل اللازمة للفرار، أو شعورهم بأن رحلة الهروب ستكون خطيرة. وفى دمشق، شهد حيا باب توما وباب شرقى، اللذان تقطنهما أغلبية مسيحية، اشتباكات هى الأولى بين القوات النظامية وقوات «الجيش الحر»، قتل فيها جندى نظامى. كما سمع دوى اطلاق نار بمحيط شارع بغداد، فيما تعرض حى التضامن لإطلاق قذائف هاون فجر أمس.
وتحدث عضو «تنسيقية عربين»، سامى الشامى، ل«الشروق»، عن «أوضاع هادئة بعد ليلة قصف بمدافع الهاون استمرت حتى ساعات الفجر الأولى»، مضيفا أن «الجيش الحر هاجم عدة حواجز للقوات النظامية فى حرستا المجاورة واستولى على كميات غير قليلة من السلاح».
ويتهم النشطاء قوات النظام بقتل أكثر من 22 ألف شخص من اندلاع الاحتجاجات الشعبية فى مارس 2011، ما تنفيه السلطات، مرددة أن قواتها تلاحق ما تقول إنها عصابات إرهابية مسلحة قتلت الآلاف من عناصر الجيش والأمن.
سياسيا، هاجم قائد «الجيش السورى الحر»، العقيد رياض الأسعد، تشكيل ائتلاف سياسى جديد فى القاهرة (مجلس الثورة السورية) يخطط لإقامة حكومة انتقالية، ووصف زعماءه، وعلى رأسهم شيخ الحقوقيين السوريين، هيثم المالح، بأنهم «انتهازيون».
ومضى الأسعد قائلا، فى تسجيل مصور بثته قناة «العربية» أمس، إن السياسيين الذين شكلوا الائتلاف الجديد «أصابهم حمى التسلق على الفرص واغتنام المناصب، ما دعاهم للإعلان عن إنشاء وتأسيس حكومة انتقالية فى محاولة صريحة وواضحة لركوب ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا». ويعتبر معظم السوريين، الراغبين فى إسقاط النظام، «المجلس الوطنى السورى المعارض»، الذى يضم غالبية قوى المعارضة، ممثلا وحيدا لهم.