في الشوارع، وعلى المقاهي، وفي سيارات الميكروباص والأتوبيسات، يتناقل المواطنون أحاديث طويلة بطول الطرق التي يسلكونها والإشارات التي يتسمرون أمامها عن أزمة المرور هذا الموسم، قبيل شهر رمضان ومع أول أيامه، ومؤكد أنه سيستمر خلاله، وعن تكرار انقطاع الكهرباء على مدار أيام متواصلة في ساعات المساء، وعن ارتفاع الأسعار والغلاء الشديد، وعن انشغال المحليات وتكاسلها خلال الشهر. الأزمات الموسمية في رمضان، أصبحت ضمن الطقوس المصاحبة للشهر الكريم، ويعرفها المصريون ويتعاملون معها، أحيانًا بالصبر والمناقشات، وأحيانًا بفقدان الأعصاب أمام التزاحم أو انقطاعات الكهرباء المستمرة، في موسم صيفي سيحل رمضان ضيفا عليه لسنوات عديدة.
وفيما تعددت تصريحات المسؤولين بزيادة معدلات ضخ البنزين في محطات الوقود، بدا أن أزمة نقص البنزين والسولار تتزامن مع أول أيام رمضان، بعد ظهور بوادرها أمس الأول أمام محطات البنزين في الطوابير التي بدأت تتلوى أمامها.
بدأت بوادر أزمة الوقود؛ حيث شهدت المحطات في القاهرة تزاحمًا شديدًا لتموين السيارات بالبنزين والسولار، عقب انطلاق شائعات بنقص كميات الوقود مع بداية شهر رمضان، واحتمالات تحريك الأسعار خلال أيام.
وشدد وكيل أول وزارة البترول، محمود نظيم، على عدم وجود نية لرفع أسعار البنزين والسولار، خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى أن الأزمة الحالية سببها ترديد مثل هذه الشائعات، وهو ما دفع العديد من المواطنين للتوافد على محطات الوقود، خشية اختفاء البنزين والسولار من محطات الوقود.
وأكد نظيم ل«الشروق» استمرار ضخ الكميات اللازمة من السولار والبنزين لمواجهة زيادة الاستهلاك في هذه الفترة، مع زيادة كميات الوقود، خاصة لمحافظات الوجه القبلي من البنزين 80 وتشديد الرقابة لمواجهة عمليات التهريب، والاستعانة بالقوات المسلحة إذا لزم الأمر.
وأشار نظيم إلى أن وزير البترول، المهندس عبد الله غراب، بحث مع رئيس الوزراء قضية أزمة البنزين والسولار، مؤكدًا دعم المواد البترولية ب125 مليار جنيه لتوفير الاحتياجات من البنزين والسولار، مع قدوم شهر رمضان، والحد من عمليات التخزين في ظل شائعات زيادة الأسعار.
وأضاف نظيم، أن وزارة البترول ستضح 50 ألف طن وقود يوميًا في المحطات، خلال الأسبوع الأول من رمضان، بواقع 30 ألف طن سولار و20 ألف طن بنزين، تجنبًا لتفاقم أزمة الوقود، كما ستضخ كميات إضافية من البنزين في محافظتي الغربية وأسيوط لمدة 3 أيام من الأسبوع المقبل، للقضاء على الأزمة بهما.
وقال نظيم، إنه لا توجد أية مشكلات في عمليات الإنتاج والاستيراد أو توفير السيولة المالية، مؤكدًا أن مصر تنتج 90% من احتياجاتها من البنزين، وتستورد 10% فقط.
وفي الوقت الذي أكد فيه وكيل وزارة البترول، أن الوزارة تستعد لزيادة إمداد كميات الغاز الطبيعي لمحطات توليد الكهرباء، لمواجهة زيادة معدلات استهلاك الكهرباء خلال الشهر، امتدت أزمة انقطاع التيار الكهربي في ساعات الذروة إلى المناطق الجديدة، ما أثار حالة من الاستياء بين الأهالي.
من بين الأزمات الموسمية في رمضان، ظهور حالات التعدي على الأراضي الزراعية بطريقة ملحوظة، استغلالا لتكاسل بعض موظفي المحليات وتقاعسهم عن العمل، وتزيد حالات التعدي خلال أيام الإجازات الرسمية في عيدي الفطر والأضحى، وهذا العام يأتي رمضان للموسم التالي بعد ثورة 25 يناير بانفلات أمني يسهل على المخالفين زيادة معدلات البناء على الأراضي الزراعية.
من جانبه، قال مصدر مسؤول بالإدارة المركزية لحماية الأراضي بوزارة الزراعة: "إن تنفيذ حملات الإزالة على نطاق واسع خلال الأشهر القليلة الماضية، أدى لردع المخالفين إلى حد كبير عن تجريف الأراضي والبناء عليها"، وأضاف أنه يعقد آمالا كبيرة على إدارة أملاك الدولة بالمحافظات والتصدي لحملات التجريف المكثفة خلال شهر رمضان والفترات المعروفة بظهور عطلات موسمية فيها، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، وبعض أيام شهر رمضان.