كشف مصدر سياسي رفيع عن أن إصرار جماعة الإخوان المسلمين على الدفع بالمهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، لتعيينه نائبًا لرئيس الوزراء في الحكومة الجديدة، هو أحد الأسباب الرئيسية في تأخير إعلان تشكيل الحكومة وفريق رئيس الجمهورية الرئاسي حتى الآن. وأكد المصدر، أن هذا الإصرار كان سببًا أيضًا في استبعاد شخصيات تتمتع بخبرات سياسية مثل الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووكيل مؤسسي حزب الدستور. وأوضح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن التوجه الحالي في اختيار رئيس الوزراء يتركز حول أسماء اقتصادية تكنوقراط، واستبعاد أية شخصية سياسية، حتى يسهل إبراز دور الشاطر كثقل سياسي أكبر من رئيس الحكومة الاقتصادي. وقال المصدر: "تسبب الإصرار على اختيار خيرت الشاطر نائبا لرئيس الوزراء في رفض شخصيات عديدة المنصب؛ لإحساسها أن دورها سيكون ثانويا وهو ما أجل تشكيل الحكومة، وتلقت الجماعة نصائح عديدة بضرورة استبعاد اسم الشاطر؛ لأن وجوده لن يحقق الاستقلال الكامل لمؤسسة الرئاسة عن جماعة الإخوان، مع إمكانية طرح شخصية إخوانية أخرى لتولي المنصب، شرط أن يكون حولها توافق، أي يمكن قبوله بلا أزمة مثل عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة."
من جانبه، قال عضو بالجبهة الوطنية الثورية، التي تشكلت قبل فوز مرسي لتحقيق التوافق بين كافة قوى المجتمع: "إن الجبهة ستعقد اجتماعا غدا الأحد لمناقشة تداعيات تأخير إعلان التشكيل الحكومي وفريق مرسي المعاون، كاشفًا عن أن "الجبهة الوطنية أرسلت رسائل عديدة لمؤسسة الرئاسة، تبدي خلالها التحفظ على تأخر الحكومة، بما يسيء للأفعال الإيجابية التي يقوم بها مرسي."
وطالب عضو الجبهة الوطنية الناشط وائل غنيم، الرئيس مرسي بتوضيح أسباب تأخر إعلانه عن تشكيل الحكومة الجديدة، وتحديد موعد للإعلان عنها، وقال: "الشفافية التي وعد بها الرئيس تقتضي توضيح الموعد النهائي لتشكيل الحكومة، وذكر أسباب التأخر في تشكيلها". وأضاف غنيم، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أن: "الرئيس قبل انتخابه وعد باحترام الشعب عبر مصارحته بالحقائق والتزام الشفافية كطريقة لإدارة الدولة"، متسائلا: "لماذا لا يتم تنفيذ هذا الوعد؟!".
