ألقى الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، كلمة خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية، أكد خلالها أن القوات المسلحة بقياداتها وجنودها أثبتت بحق أن الجيش ملك الشعب، وأنه درعه الحصين وعقله الواعي. نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة ورئيس المجلس الأعلى.. السادة قادة القوات المسلحة.. أبنائي خريجي المعاهد والكليات العسكرية جميعا، كذلك أكاديمية الشرطة.. "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" .. السادة والسيدات أولياء الأمور.. السادة الحضور .. تعلمون أيها الحضور جميعا أن الإعداد الذي تذكره الأية الكريمة من القوة ومن رباط الخيل إنما يعني إعداد الرجال .. ونحن اليوم نشهد ملحمة عظيمة في إعداد الرجال، هؤلاء الشباب بعد أن درسوا وتعلموا وتدربوا وتأهلوا اليوم .. نعلن للشعب المصري كله بل وللعالم أنهم ينضمون بكل فخر إلى صفوف القوات المسلحة وإلى جهاز الشرطة من أكاديمية الشرطة.
أهنئ جميع الطلبة الخريجين وجميع الأسر ومصر كلها بتخرجكم وانضمامكم إلى جيش مصر العظيم وإلى شرطة مصر التي نقدرها جميعا، ولعلها فرصة أراد الله لها أن تكون لنهنئ الأبناء طلاب الثانوية العامة الناجحين منهم، ونتمنى التوفيق لمن لم يحالفه الحظ هذا العام في مرات قادمة.
أيضا يظللنا شهر كريم مبارك .. اليوم 27 من شهر شعبان، وشهر رمضان يدخل علينا برحمات الله الواسعة .. أتقدم إليكم جميعا أيها الحضور وإلى شعب مصر، بل إلى كل الأمة الإسلامية بالتهنئة القلبية الواجبة للجميع بقدوم شهر رمضان المعظم، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يجعله شهر الخير والبركة والنماء والمغفرة.
الأبناء الأعزاء .. الحضور الكريم .. إن الأيام التي نعيشها ويعيشها الوطن الحبيب مصر هي أيام عظيمة سيقف أمامها التاريخ طويلا، لأن الشعب المصري بوعيه وحضارته الضاربة في أعماق التاريخ ثار ضد الظلم والاستبداد وصحح مساره السياسي دون أن يتورط في معركة دموية مع الفاسدين والمستبدين، بل حافظ وسيحافظ بهذه القيادات على سلمية ثورته ونقاء ثوبها، رغم جراحه وآلام شهدائه ومصابيه.
لقد انحازت قواتنا المسلحة بحق إلى إرادة الأمة، وأعلت هذه الإرادة الشعبية فوق هاماتها المرفوعة .. لقد رأينا جميعنا في يوم 11 فبراير 2011 كيف قدمت القوات المسلحة التحية للشعب المصري، وهذا لا يكون إلا ممن يقدر قيمة الشعب، وأنه جزء منه ولا يكون إلا لمن يستحق .. والشعب المصري يستحق.
وتابع الرئيس محمد مرسي كلمته قائلا: "لقد أثبتت القوات المسلحة بقياداتها وجنودها بحق أن الجيش ملك الشعب وأنه درعه الحصين وعقله الواعي وسيفه القاطع على الأعداء.
الحضور الكرام .. أبنائي الخريجين .. الطلاب جميعا .. آن لكم أن تفخروا اليوم بتخرجكم من معاهد العلوم العسكرية، وخاصة تخرجكم اليوم من الكلية الحربية .. هذا الصرح العلمي العسكري الكبير .. وهذا المعهد الحاضن للوطنية المصرية الذي يمتد عمره لأكثر من قرن ونصف، وقد أعطى للوطن مع باقي مؤسسات ومعاهد وكليات القوات المسلحة وفروعها وجيوشها أعطوا للوطن وما زالوا يعطون دروسا في العسكرية والفداء .. يحق لكل مصري أن يفاخر ويتباهى بها.
أن ريادة مصر ودورها الإقليمي والدولي لن يبنيه إلا عمل دؤوب وهمة متوقدة وعزم متواصل لكل أبناء مصر وأنتم في قلب منهم .. نحن أيها الأبناء والقادة والشعب المصري العظيم مصرون على بناء نهضة لمصر تتفاخر بها الأجيال وتضع مصر في مكانتها الصحيحة في دورة الحضارة والتاريخ، وأنتم يا شباب مصر يا قادة المستقبل أنتم عماد هذه النهضة أنتم عمادها وحرسها وسواعدها التي ستبني مصر هذا الصرح العظيم من النهضة وتحقق الغايات وتضيء المستقبل.
إن وجودي اليوم بينكم ومع قادة القوات المسلحة ومع قادة الشرطة وقيادات مصر هو تأكيد على إيماني العميق والمطلق بدوركم في مشروع مستقبل مصر الذي تحلم به ونعمل له ليل نهار، وإيماني أيضا بأن دور القوات المسلحة كأحد أهم مؤسسات السلطة التنفيذية في الدولة المصرية العريقة هو دور محوري وأساسي في تأسيس حاضر جديد ومستقبل واعد لبلادنا بإذن الله.
وتابع الرئيس محمد مرسي كلمته قائلا: "إن مصر تنتظر منكم جميعا ومن قواتها المسلحة كما عاهدناها دوما عملا دؤوبا واستعدادا قتاليا كاملا وعلميا متخصصا وواعيا وكفاءة فنية متميزة تردع كل من تسول له نفسه أن يطأ على حبة رمل من أرضنا لم يجرؤ أحد بفضل الله ثم باستعدادكم ووحدتنا جميعا، ولن يجرؤ أحد أن يطأ بقدمه حبة رمل من وطننا العزيز.
ندافع عن مصر جميعا وندفع كل من يتوهم شرا بها أنني كرئيس للجمهورية ومسئول أمام الله والشعب المصري مسئول عن هذا الوطن وعن هذا الشعب وعن القوات المسلحة وأعاهدكم أن أقوم على هذه المسئولية وأن أسعى معكم لكي تكونوا درعا واقيا حقيقا لهذا الوطن، وأنتم كذلك عند ظن الشعب الكريم بكم، وسأعمل ليل نهار على أن يكون رجال القوات المسلحة قادة وجنود .. أن يكون الكل فيها فخورا بانتمائه لهذه المؤسسة، وأن يضحي كل مصري من هذا الشعب من أجل قوة جيشه ورفعته.
إن الشهور الماضية بعد أحداث ثورتنا الخالدة قد أثارت بعض الغبار هنا وهناك، ولا بأس.. لكن ها هي الأيام أثبتت أن قواتنا المسلحة كانت على عهدها ووعدها، وأشهد على ذلك كانت على عهدها ووعدها بعد أن تحملت المسئولية في أيام صعبة وزادت إلى أعبائها الكبيرة عبء إدارة الدولة المصرية، فقد سلمت السلطة بحق يوم 30 يونيو 2012 هذا يوم عيد لنا جميعا لأن فيه أثبت المصريون شعبا وجيشا وشرطة وقضاء وبكل فئاته أنهم فعلا على قلب رجل واحد.
وتابع الرئيس محمد مرسي كلمته قائلا: لقد سلمت القوات المسلحة السلطة يوم 30 يونيو 2012 لتعود بعد ذلك لدورها الكبير ومسئوليتها العظيمة لحماية أمنها القومي وحدود مصر المقدسة، طبعا القوات المسلحة مستمرة بالتعاون مع رجال الشرطة لحماية الأمن الداخلي أيضا إلى أن سيأتي اليوم لعله قريب ان نحتفل بها ونشكرها بما تستحق ليكون كل دورها حماية حدود الوطن وامنه ضد كل من تسول له نفسه ان يعتدى عليه.
الحضور الكرام ..ابنائي الطلاب الخريجين..ان الاسر المصرية التي حضرت اليوم هذا الاحتفال تستحق مني التحية والتهنئة على ما قدموه لمصر من شباب نفخر به جميعا وقد راينا البعض من ذلك اليوم ورايناه قبل ذلك في كل الكليات العسكرية التي احتفالنا بالخريجين فيها هذا العام ومن أكاديمية الشرطة أيضا.
ان هذه الاسر المصرية جميعها تستحق مني التحية والتهنئة على ماقدموه لمصر من شباب نفخر به جميعا وجيلا يملك العلم والمعرفة والارادة وحب الوطن جيلا امينا مع باقي شباب مصر على مستقبل مصر الواعد لنا جميعا انشاء الله ولكل مصري على أرض مصر.
أؤكد لكم جميعا ايها الشعب الكريم ايها الحضور الكرام باننى اتابع بنفسي الاوضاع الامنية في كل ربوع مصر في المناطق الشعبية والقرى والمدن والمحافظات وأرصد كل انجاز او قصور وستزيد الدوريات المتحركة المشتركة بين الشرطة والقوات المسلحة في هذه المناطق خلال الفترات القادمة وسنزيد من إمكانيات وزارة الداخلية لمواجهة كل أشكال الخروج على القانون ليتحقق أمننا الداخلي ولنخفف العبء تدريجيا عن القوات المسلحة في هذا الجانب في المستقبل.
وتابع الرئيس محمد مرسي كلمته قائلا :" أننى أؤكد مرة أخرى ضرورة بقاء القوات المسلحة للمشاركة في حفظ هذا الأمن الداخلي الذي نريده مع اخوانهم ابناء الشرطة وقد اجريت العديد من المشاورات مع كل التيارات السياسية والرموز الوطنية لوضع تصور كامل لادارة المرحلة القادمة دستوريا وقانونيا وسياسيا.
ومازالت المشاورات مستمرة لاختيارأفضل البدائل التي تحقق مصلحة المواطن والوطن وسوف تكون الحكومة الجديدة في أقرب وقت ممكن مع كل احترامي وتقديري للحكومة الحالية برئيسها وكل أعضاءها والتي تؤدي دورها بكفاءة وإخلاص ووطنية حتى يتم الانتهاء من الحكومة الجديدة.
ومن هنا ..في هذا الجمع فاننى اتوجه الى كل الشعب المصري واقول له كل عام وانتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان، اقول للذين يتطاولون او يجرحون الناس وهم عدد قليل جدا وهم من أبناء مصر ولهم كل الحقوق أقول لهم لا يغرنكم حلم الحليم اننا يمكن بالقانون وبالقانون وحده ان نردع ولكنني وبكل الحب أفضل على ذلك وقبل ذلك الحب والالفة والعودة الكريمة الى الحق.
الحضورالكرام جميعا ...كل عام وانتم بخير، تحياتي لكم أشكركم على هذه الوقفة التي رأيت فيها كل المرؤة والرجولة والعزم والارادة.. فالى غد أفضل باذن الله ..وفقكم الله وسدد خطاكم وكل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
