واصلت أزمة أطباء قسم القلب بمستشفى جامعة طنطا، بعد إصرار الأطباء على الاعتصام والإضراب عن العمل، لحين توفير الأمن اللازم لهم لممارسة عملهم، وعدم تكرار مهزلة اعتداء أهالي المرضى عليهم أو على غيرهم أثناء ممارسة عملهم. في الوقت الذي ناشد فيه الدكتور أيمن السعيد، عميد كلية الطب، الأطباء، بتطبيق القسم المقدس، ومراعاة آداب المهنة، والحرص على حياة المرضى وعدم تعريضها للخطر.
وقال الدكتور أيمن السعيد، عميد كلية طب طنطا، في تصريحات خاصة ل«الشروق» إنه: "تم اتخاذ عدة إجراءات لمواجهة بلطجة بعض أهالي المرضى المترددين على المستشفى الجامعي، في ظل حالة الانفلات الأمني لدى المواطنين، والإصرار على التعامل ب«شريعة الغاب»".
كما رفض عميد طب طنطا، أسلوب «لي الذراع» الذي يمارسه بعض الأطباء ضد إدارة المستشفى الجامعي، معتبرا ذلك "إضرارا عمدًا بصحة المرضى، الذين سنسأل عنهم أمام الله تعالى، مع الإقرار بحق الأطباء الكامل في توفير الأمن والأمان لهم أثناء ممارستهم عملهم داخل المستشفى".
وكان قسم القلب بالمستشفى الجامعي، قد شهد مهزلة أخلاقية عندما اعتدى عدد من أهالي إحدى المريضات، على الأطباء وطاقم التمريض، لرفض الأهالي الالتزام بالتعليمات المنظمة للزيارة لغرفة العناية المركزة.
وتطور الأمر إلى تهديد الأهالي لأحد الأطباء بالقتل، فضلاً عن استخدامهم للأسلحة البيضاء، لإرهاب العاملين بالقسم من الأطباء وطاقم التمريض، وامتد إلى تحطيم جهاز رسم القلب وجهاز الصدمات، الأمر الذي استدعى تدخل قوة من الشرطة العسكرية للسيطرة على الموقف، وفر الأهالي هاربين، بعد أن هددوا بالعودة من جديد لتأديب العاملين بالمستشفى من أطباء وتمريض.
وبعدها أعلن عدد من أطباء القسم الاعتصام والإضراب عن العمل لحين توقير الحماية الأمنية لهم، وتدخل الدكتور أيمن السعيد عميد كلية الطب والدكتور أحمد نوفل المشرف العام على المستشفيات، لإقناع الأطباء باستئناف العمل حرصا على صالح المرضى، إلا أن البعض اعتبر ذلك تهديدا لهم وحاولوا إثارة باقي الأطباء ضد عميد الكلية الذي أصدر أوامره بإحالة الممتنعين عن العمل للتحقيق بتهمة تعريض حياة المرضى للخطر.
مؤكدا، أنه: "لن يقبل بهذا مطلقا تحت أي ظرف من الظروف باعتبار المستشفى الجامعي الملاذ الأخير للمرضى البسطاء وغيرهم من 5محافظات".
في الوقت الذي أكد فيه مدير أمن الغربية، أن: "القانون لا يسمح له ولقوات الأمن بالتواجد داخل أسوار المباني الجامعية، تنفيذا لحكم القضاء الذي نجله ونحترمه جميعا، إلا أن ذلك لا يمنعنا من الاستجابة الفورية لأية بلاغات خاصة التي تهدد الأمن العام والعاملين أثناء أدائهم مهام عملهم".
وضم مدير الأمن صوته لصوت عميد كلية الطب، بضرورة إنهاء الأطباء الجامعيين لاعتصامهم وإضرابهم عن العمل مراعاة لصالح المرضى باعتبارهم ملائكة الرحمة، مع الوعد باتخاذ كافة الإجراءات القانونية الحازمة ضد المعتدين.