يتواصل الجدل حول مسلسل "عمر الفاروق" الذي سيتم بثه في رمضان؛ إذ يتحفظ البعض على العمل الذي يركز على سيرة عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء بعد وفاة النبي محمد، خاصة وسط الحديث عن محاذير ظهور الصحابة في برامج تلفزيونية. ويمثل المسلسل شخصية عمر بن الخطاب خلال مرحلة تشكيل الدولة الإسلامية، بمعنى انتقال الدين من مرحلة الدعوة إلى مرحلة بناء الدولة، بما تتطلّبه تلك المرحلة من مؤسسات.
وأشرف على المادة والحوار عدد من كبار العلماء، لاسيما أن المسلمين في عهد عمر حاربوا الروم والفرس، وانتصروا عليهم، وتمكنوا من السيطرة على بلاد واسعة الأرجاء، اعتزت بها تلك الإمبراطورية العربية الفتية.
وكسائر الدول العربية، شهدت الساحة المحلية في البحرين جدلا بين موافق ومعارض على بث المسلسل الذي يحاكي الشخصية العمرية من كونه من بين الذين ينظر المسلمون إليهم على أنهم "خلفاء راشدون" حقق الإنجازات الأكبر في المرحلة التي أعقبت وفاة النبي.
وقال الشيخ عبد اللطيف المحمود، أحد أبرز رجال الدين السنة في البحرين، إنه يتحفظ على التعليق حول بث المسلسل من عدمه "لأسباب لا يريد البحث فيها"، مضيفًا أنه "ليس ضد بث المسلسل وليس معه أيضًا".
أما الإعلامي الديني مصعب الشيخ صالح، فقال إنه ضد بث المسلسل عبر قنوات بعينها، معتبرًا أن العمل "سيخدم منتجي المسلسل تجاريا وفكريا، ولن يضيف شيئا إلى عمر بن الخطاب".
وأضاف، أنه: "ليس ضد تجسيد الشخصيات الدينية في الفن والإعلام، ولكن المهم من سيقدم هذا العمل، وكذلك اختيار الممثلين الذين سيلعبون هذه الأدوار والتي لها واقع مختلف في مخيلتنا نخاف أن تختل" على حد تعبيره. بالمقابل قال رجل الدين الشيعي، الشيخ محسن عبد الحسين العصفور، إنه من وجهة نظره فإنه يجوز تمثيل كل الناس، مستثنيًا من ذلك "الأنبياء والأئمة" في إشارة منه إلى 12 شخصية تاريخية مبجلة، يرى أتباع المذهب الشيعي عصمتهم.
ورأى العصفور، أن: "الأنبياء هم شخصيات ربانية، وكل من يتقمصها سوف يسيء إليها؛ لوجود المسحة الربانية لهم ومنطقهم الخارق الذي هو فوق قدرة البشر."
يشار إلى أن مخرج المسلسل هو حاتم علي، وسبق له أن أخرج عدة مسلسلات تاريخية؛ منها "صقر قريش" و"ربيع قرطبة" و"صلاح الدين الأيوبي" و"ملوك الطوائف" و"الملك فاروق".