افتتحت لندن رسميا برج شارد، الذى يعد أعلى ناطحة سحاب فى أوروبا الغربية. وشهدت لندن خلال العقدين الماضيين بروز ابراج مثل مجمع كنارى وورف والغركين، ولكن البرج الأخير كان الأكثر إثارة للجدل.
وأضاءت أنوار البرج ليل لندن أمس الأول، وانعكست على الأنوار على مياة التايمز، حيث يطل شارد على الضفة الجنوبية لنهر التايمز.
ولاقت فكرة إنشائه جدلا واسعا بين المؤيدين للبناء التقليدى، ومعهم حماة الارث المعمارى والبيئة من جهة، وبين دعاة البناء المعمارى الحديث، مما أسفر عن تأخر بدء المشروع لسنوات.
وتزامن منح الضوء الاخضر للمشروع فى البناء مع بداية الازمة المالية العالمية، التى اثارتها ازمة الرهن العقارى فى الولاياتالمتحدة عام 2008.
ومع تفاقم الأزمة المالية خاصة تأثيرها على تمويل العقارات، لجأت مجموعة سيلر بروبرتى المشرفة على المشروع، إلى البحث عن مصادر تمويل أخرى، وجدت فى قطر الشريك الأمثل لها.
وأعلنت هيئات قطرية سيادية تمويل المشروع بنسبة 95%، ما يجعل هذا الاستثمار من اكبر الصفقات التى تعقدها قطر فى بريطانيا.
وقد أثارت صفقة برج شارد جدلا حول الجدوى الاقتصادية للمشروع، فى وقت تمر فيه بريطانيا وأوروبا فى مرحلة كساد اقتصادى، إلا أن المخططين القطريين يأملون فى أن يتعافى الاقتصاد ويعود الطلب على العقارات والخدمات الفندقية إلى مستوياتها السابقة.
ويعد برج شارد الأطول فى أوروبا الغربية، ويبلغ ارتفاعه 310 مترا وهو بذلك يتيح أعلى مشهد بانورامى للعاصمة البريطانيةa.
ويتسم تصميم هذا البرج بطراز هندسى فريد، لما يضمه من العديد من المرافق المتنوعة تقع جميعها تحت سقف واحد، إذ يشمل البرج على مطاعم وشقق سكنية سيتم بدء الإعلان عن تأجيرها او بيعها فى الاشهر المقبلة، كما سيوفر مساحات مخصصة للمكاتب، وفندق شانجريلا فئة الخمسة نجوم، ويصل عدد الغرف فيه إلى نحو 200 غرفة، بالإضافة إلى الأجنحة الفندقية.
ورغم أن الحجوزات لزيارة المبنى وخاصة الشرفة العليا التى يمكن من خلالها رؤية معالم لندن الكبرى، سوف تبدأ هذا الأسبوع إلى أن الدخول فعلا إلى المبنى لن يكون متاحا قبل نهاية الربع الأول من العام المقبل.