التقت أم مكلومة بقاتل ابنها، في إدلب وفي قرية "سلقين"؛ هي كانت هناك عندما سحب حياته بدم بارد دون أن ينظر في عيني أمه.
في إدلب أسر الجيش الحر السوري عدداً ممن يطلق عليهم "شبيحة النظام"، دخلت الأم المكلومة على الأسرى؛ فتشت عنه ونادته باسمه "وينو أحمد وأخو الحنش غازي"، صارخة "أنا أم سامر الباشي، ومالي خيفانة"، وصفعت قاتل سامر على وجهه صارخة بوجهه "أنتو ما بتخافو الله".. صفعة حملت ألم السوريين ولوعة الأمهات وشوق الزوجات وقهر الغياب.
ظهر الشاب "قاتل ولدها" أميل إلى الاستكانة، وعندما اعترف بأنه قتله سارع إلى التبرير بأنه كان في العمل، وفي سوريا القتل أصبح مهنة كثيرين، والموت قدر الأغلبية.
الشبيحة في سوريا معروفون، إذ إنهم غالباً يكونون من المدينة نفسها، يعرفونهم الأهالي ويخافونهم، لأنهم معروفون بوحشية تفوق عنف الجيش السوري الذي يقصف المدن والقرى بالمدفعية.
للفجيعة في سوريا معنى ثانٍ، وأم سامر الباشي واحدة من كثيرات شاهدن سحب أرواح أولادهن بأعينهن، ولكنهن لم يستطعن أن يوجهن تلك الصفعة للقاتل كما فعلت هي.