يخصص مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته ال28 احتفالية خاصة للثورة السورية يعرض خلالها أفلام تسجيلية وروائية طويلة ترصد وتحكى تفاصيل الثورات المستمرة منذ منتصف مارس 2011. وقال الناقد وليد سيف رئيس المهرجان إن التكريم سيشمل مجموعة من الفعاليات، على رأسها عرض مجموعة من أفلام الثورة السورية هى «23 دقيقة تم تهريبها من حلب»، و«سوريا فى جحيم القمع»، إضافة إلى مجموعه أخرى من الأفلام ترصد مذابح حمص وحماة وإدلب ودير الزور ودرعا، كما تعرض مجموعة أخرى من الأفلام الروائية النادرة التى اتسم صناعها بالشجاعة، وأعلنوا مبكرا عن رفضهم لممارسات النظام السورى، وكذلك أفلام «الليل الطويل» للمخرج حاتم على، الذى تم منعه من العرض فى سوريا جماهيريا، كما حرم من تمثيل بلده فى مهرجان دمشق السينمائى الدولى.
وترصد قصة الفيلم التى كتبها هيثم حقى الإرباكات التى تتعرض لها عائلات ثلاثة سجناء سياسيين عند خروجهم من المعتقلات، ومن خلال الحكاية الأساسية حول ابنة سجين تتزوج بغياب أبيها من ابن صديق سابق له فى السلطة، ويؤكد مؤلف الفيلم أنه دعوة للمصالحة وإنهاء الظرف الاستثنائى الذى تعيشه سوريا من قمع.
شارك فى بطولة الفيلم عدد كبير من الممثلين بينهم خالد تاجا، وأمل عرفة، وباسل خياط، ورفيق سبيعى، وسليم صبرى، وحسن عويتى، وزهير عبدالكريم، ونجاح سفكونى، وضحى الدبس.
و«نجوم النهار» للمخرج أسامة محمد والممنوع أيضا من العرض فى سوريا، وتدور أحداثه حول مجموعة من الحكايات أثناء حفل زفاف، حيث الزواج مضاعف، زواج كاسر بابنة العم ميادة وزواج ابن العم الدكتور معروف بابنة العم سناء، وكاسر ثقيل السمع يحلم دوما بشىء لا علاقة له بالواقع حيث يهرب أثناء الحفل، لتتوالى الحكاية.
المخرج أسامة محمد مقيم بفرنسا تخرج فى معهد السينما بموسكو عام 1979، وعمل مساعدا مع المخرج محمد ملص فى فيلم «أحلام المدينة» الذى يشارك أيضا فى الاحتفالية، ولكن كان له حظ أفضل من الفيلمين السابقين، فقد نال حظه فى تمثيل سوريا فى مهرجانها السينمائى الوحيد دمشق عام 1983، كما سمح بعرضه جماهيريا كونه إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وهو من تأليف محمد ملص وسمير زكريا، وشارك فى بطولته رفيق سبيعى، ياسمين خلاط، باسل الأبيض، طلحت حمدى.
وتدور أحداثه فى خمسينيات القرن الماضى حول طفل يرصد التحولات التى تطرأ على دمشق سياسيا، وعلى عائلته التى جاءت من «القنيطرة» إلى بيت الجد القاسى الذى آواهما.
سينما الغضب
وفى برنامج «سينما الغضب» يعرض المهرجان لأول مرة بمصر فيلم «التجلى الأخير لغيلان الدمشقى» تأليف وإخراج هيثم حقى وبطولة كنده علوش وفارس حلو وباسم ياخور.
وهو الفيلم الذى واجه أزمه عند عرضه فى سوريا، وتم التضييق عليه لجرأة مخرجه، وإرساله بصورة غير مباشرة كثير من الرسائل السياسية التى يمكن أن تصل بسهولة إلى المتلقى. وتدور أحداث الفيلم حول مثقف يعيش عبر خياله قصة غيلان الدمشقى الذى عينه الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز خازنا لبيت المال، ويطالب بعد ذلك بإعادة المال المسروق إلى الشعب وبإحقاق العدل بين الناس، لكن الخليفة هشام بن عبدالملك يعاقبه بالصلب على البوابة السابعة لعاصمة الأمويين دمشق.
وتنتقل كاميرا الفيلم بين غيلان الدمشقى التاريخى و«سامى» الموظف المسحوق فى إحدى الدوائر الرسمية، وهو بطل الفيلم الذى يحاول أن ينال شهادة الدكتوراه من الجامعة بعد أن يقدم أطروحة الدكتوراه عن غيلان الدمشقى وحياته.
وتوحى تلك المقاطع من الفيلم بأنها إسقاطات على الواقع السورى المعاصر خصوصا والعربى عموما.
دراسة
كما تصدر إدارة المهرجان دراسة بعنوان «سينما الغضب فى سوريا» تكشف أهم ملامح السينما السورية المعارضه والصعوبات التى تواجه السينما والسينمائيين المؤيدين للثورة فى سوريا.
ويشارك فى التكريم الذى يشرف عليه الناقد الأمير أباظة مدير المهرجان وفد من الفنانين السوريين المؤيدين للثورة السورية، وهم المخرجون نبيل المالح وواحة الراهب وأسامة محمد، والكاتبان هيثم حقى وحكم الباب، والنجوم أصالة ويارا صبرى وزينة حلاق، ولويز عبدالكريم، وأحمد ومحمد ملص، وعبدالحكيم قطيفان، يذكر أن بعض هؤلاء النجوم واجه تهديدات بالقتل لمجرد إعلانه تأييد الثورة فى سوريا وإسقاط النظام.
المهرجان يستجيب ل«الشروق» ويراجع أسماء المكرمين مع قيادات الثورة السورية