الظلمات الفنان حسين فهمى واحد من جيل يحمل فى ثقافته كل ملامح الشخصية المصرية التى عاصرت ثورة يوليو وزعامة عبدالناصر والنكسة وأيام السادات وحرب أكتوبر وفترة مبارك بكامل تفاصيلها وإن كان فهمى له خصوصية انتمائه لأسرة لها جذور سياسية وممارسة فاعلة منذ العهد الملكى، ولذا كان تواجد حسين فهمى وإدلاؤه بصوته فى الانتخابات تأكيدا على حرصه مواصلة المشاركة فى الحياة السياسيه جنبا إلى جنب مع تصويره المسلسل الجديد «على حافة الغضب» الذى ينافس به فى موسم دراما رمضان المقبل.
قال حسين فهمى: مصر تعيش مرحلة مهمة.. مرحلة ميلاد ديمقراطى لابد أن نشارك فيها جميعا بغض النظر عن انتماءتنا وتوجهاتنا، لابد أن تكون المشاركة إيجابية، وداخل هذه المشاركة علينا تحديد مواقفنا على أن تكون مصلحة مصر على أساس الحكم على الأمور دون خداع أو تلفيق أو مزايدات.
وأضاف: «أرغب فى أن أرد على نقطتين الأولى أننى لم أدعم موسى لأنه صديقى، فاختيار الرئيس لا يخضع لحسابات الصداقة ولكن للموضوعية، وثانيا لكل من حاول أن يقول إن موسى خدم النظام السابق أرجو أن يتقى الله، موسى خدم مصر ولو كل شخص عمل فى منصب فى الثلاثين سنة الماضية ليخدم بلده وصفناه بأنه كان يخدم النظام فهذا ظلم بين لكل الذين أخلصوا مصر.
أما عمرو موسى فرجل تاريخه مشرف بغض النظر عن عدم فوزه فى الانتخابات الرئاسية، ما حققه من نجاح فى عمله بداية من كونه سفيرا ثم مندوبا لمصر فى الأممالمتحدة، وهو منصب رفيع حتى وزارة الخارجية والجامعة العربيه تاريخ يقول إننا أمام شخص ناجح كان يتوجب دعمه.
وعن تقييمه للدور الذى قام به الفنانين بشكل عام فى الانتخابات الرئاسيه قال فهمى: «يجب ألا ننسى أننا فى أول تجربة ديمقراطية لانتخاب الرئيس وكل الفئات وليس الفنانين فقط عندهم نوع من الارتباك وعدم الخبرة عكس ما يحدث فى أمريكا مثلا هناك الفنانون يقومون بدور فاعل إلى أقصى درجة، ويكون الاعتماد عليهم فى تمويل حملات المرشحين وجمع التبرعات وحشد جماهيرهم لمرشح معين، كما يفعل جورج كلونى مع أوباما مثلا فضلا على أن الفنانين طوال السنوات الماضية لم يكن لهم أى انتماء سياسى، ولم يكونوا أعضاء فى أحزاب، وبالتالى لم تكن توجهاتهم السياسية واضحة بالقدر الكافى».
وعن رأيه فى الهجوم على بعض الفنانين والأعمال الفنية قال: «هناك بعض التيارات والأشخاص يرغبون فى أن يعيدونا ويخطفونا إلى عصور الظلمات فى الوقت الذى يتسابق فيه العالم للنور والحرية والعلم الآن تعاود الهجمات الظلامية على عادل إمام وبعض الأسماء الأخرى وبعض الأعمال الفنية للإساءة للفن والفنان وتفريغ الفن من مضمونه، ولابد أن نسأل أنفسنا: ماذا أصبحنا نصدر للعالم؟ لابد أن نجتهد على أن نصدر علما وثقافة قبل أن يأخذنا التخلف إلى حيث لا رجعة.
وعن تأثر الدراما والأعمال الفنية بالمزاج السياسى، قال: «لابد أن نعترف أن الدراما السياسية الواقعية التى يعيشها الشارع ستكون الأقوى والأهم، وستتغلب على الدراما الرمضانية ومهما اجتهدنا هذا العام لن نصل لدرجة من التشويق تصل لما تقدمه الدراما السياسية فبعد معركة الانتخابات الرئاسية سندخل إلى اللجنة التأسيسية للدستور، ومن بعدها محاكمة الرئيس السابق ثم دستورية مجلس الشعب الأحداث أكبر وأسرع من خيال أى سيناريست، ومع ذلك نحن نجتهد فى أن نقدم مستوى من الدراما تتناسب مع تفكير الناس وإن كنت تعمدت أن يكون مسلسلى الجديد حافة الغضب بعيدا عن الثورة أو الموضوعات السياسية، واخترت أن أناقش قضايا اجتماعية بمنظور جديد وغير مستهلك».
وعن تفاصيل المسلسل قال: «اخترت هذا العام أن يكون المسلسل الرمضانى من جزأين منفصلين كل منهما 15 حلقة أى أننى سأقدم تقريبا مسلسلين مختلفين كل منهما 15 حلقة، وهما بعنوان واحد الأول يروى قصة طبيب وأستاذ بكلية الطب تخصص فى النساء والتوليد يمر فى حياته بمواقف كثيرة ومشاكل لا يمكن أن يمر بها شخص عادى ويصاب بأزمة نفسية حادة، حيث يعيش أكثر من قصة حب رجل خارج عن المألوف يعالج الفقراء بدون أجر بل وينفق عليهم من ماله الخاص فى الوقت الذى يقع فيه فى غرام طبيبة على العكس منه، ويكتشف أن له ابنا من زواجه الأول قبل أكثر من 20 سنة، ولا يعرف عنه شيئا وشخصية دكتور محب التى أعايشها فى هذا المسلسل تمثل مزيجا فريدا من الأخلاق والقناعات يصعب التعامل معه.
أما الجزء الثانى من المسلسل فمأخوذ من روايه للأديب العالمى جارسيا ماركيز والرواية الأصلية تدور أحداثها فى الريف الكولمبى، لكننا قمنا بتمصير التفاصيل والشخوص لتناسب الواقع فى الريف المصرى، وبالفعل الحكاية ستدور حول الثأر فى الريف المصرى.
واستطرد فهمى قائلا: «فى البداية كان لدىّ تخوف من أخذ رواية تدور أحداثها فى كولومبيا، وأنا أعرف مدى الخصوصية الثقافية للريف المصرى، لكننى فوجئت أن الثأر فى الريف المصرى والكولومبى متشابه، خصوصا إذا تعلق الأمر بقيمة الشرف وحرمة النساء، ولذا قررت أن أخوض هذه التجربة، والجزءان من إخراج حسنى صالح، ويشارك فى البطولة سوسن بدر ورانيا محمود ياسين ومدحت تيخة وأحمد حلاوة وخليل مرسى والتأليف لمحمد سليمان ومحمد الصفتى.