يبحث مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في دورته الرابعة والتسعين - على المستوى الوزاري - خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو المقبل اقتراحا مصريا قدمته وزارة الكهرباء بإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء. وصرح السفير محمد حمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية بأن جدول أعمال الدورة يتضمن عرض مذكرة الأمانة العامة بشأن المقترح المقدم من مرفق الكهرباء المصري "نحو سوق عربية للكهرباء"، وهو ما يتماشى مع ما ورد فى مشروع إعلان بغداد الذي يؤكد على أهمية تعزيز شبكات للربط الكهربائي العربي القائمة وتقويتها أو إنشاء السوق العربية للكهرباء واستغلال الإمكانيات العربية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة لتحقيق التنمية المستدامة وعلى زيادة مشاركة القطاع الخاص في استثماراتها.
وأشار السفير الربيع الى أن لجنة نواب الممثلين الدائمين "اللجنة التحضيرية" ستبحث هذا المقترح يوم 4 يونيو المقبل وقبيل بدء الاجتماع الوزاري المقرر عقده يوم 7 يونيو المقبل من أجل دعم تلك المبادرة والبناء عليها لاستكمال البناء المؤسسي وذلك في إطار تعاون عربي أشمل يضمن جذب الاستثمارات اللازمة وصولا إلى سوق عربية مشتركة.
وأشارت المذكرة المعروضة من قبل الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية فى هذا الصدد إلى أن الطاقة الكهربائية المنتجة سنويا بلغت 709 تيرا وات ساعة ويمثل الاستهلاك المنزلى منها نسبة 44 % بينما تمثل الأنشطة الأخرى الصناعية والتجارية نسب تتراوح مابين 22 و12% فتتوزع بين أنشطة مختلفة مثل المرافق العامة والإضاءة العامة والاستخدامات الحكومية والزراعية .
وأوضحت المذكرة أن نسب الزيادة فى الحمل الأقصى في معظم الدول العربية يتراوح ما بين 6 % و10 % وهى نسبة عالية مقارنة بالمعدلات العالمية وأنه من المتوقع أن تبلغ إجمالي القدرات المضافة فى الدول العربية 199 جيجا وات حتى عام 2020 مما يستلزم استثمارات تتجاوز 300 مليار دولار.
ويشير المقترح المصري إلى أن الربط الكهربائي يعد أحد الأساليب التي تساعد على خفض الاستثمارات المطلوبة مقارنة بتلك المطلوبة لكل دولة على حدة لتوفير الطاقة الكهربائية لنفسها وبما يسمح بتصدير الطاقة خارج أوقات الذروة واستيرادها أثناء تلك الأوقات مما يتيح خفض القدرات الاحتياطية اللازمة لضمان استمرارية التغذية مقارنة بحالة الاعتماد الذاتي .
وأوضح المقترح أنه سترتب على ذلك الاجراء توفير ما بين 10 إلى 15 % من إجمالي القدرات المركبة في حالة توافر إمكانيات الربط الكهربائي اللازمة. ويتحدث المقترح المصري عن الموقف الحالي للربط الكهربائى بين الدول العربية .. حيث يشير إلى ثلاثة تجمعات رئيسية .. تمثل مشروع الربط الثماني ويضم .. مصر وليبيا والأردن والسلطة الفلسطينية وسوريا ولبنان والعراق وتركيا .. ومشروع الربط الكهربائى لدول مجلس التعاون الخليجى .. بالإضافة إلى الربط الكهربائي بين دول المغرب العربى.
ويوجد مشروع للربط بين هذه التجمعات من خلال الربط المصرى السعودى والربط الليبى التونسى ويعتبر الأخير حلقة للربط الكهربائي حول المتوسط، وأخيرًا الربط الكهربائى لدول حوض نهر النيل الشرقي الذي يضم مصر والسودان وأثيوبيا وجيبوتي.
وبالنسبة لمشروع الربط الكهربائي المصرى – السعودي، يشير المقترح المصري إلى أن مصر والسعودية تمتلك أكبر منظومتين كهربائيتين فى الوطن العربي وتمثل القدرات المركبة بهما حوالى 50 % من إجمالى القدرات المركبة فى الوطن العربي وأن هذا المشروع سوف يؤدي إلى الربط بين التجمعين الخليجي ومحور الربط الثماني الذي يضم مصر وليبيا ودول المشرق العربى وتركيا وتبلغ التكلفة التقديرية لهذا المشروع مليار و660 مليون دولار يخص الجانب المصري 608 ملايين دولار و1052 مليون دولار نصيب الجانب السعودي .. وأن معدل العائد الداخل للمشروع يبلغ 13 % مع مدة استرداد قدرها 8 سنوات ويؤدي إلى توفير ألف ميجا وات من قدرات التوليد السعودية أما في حالة فتح الأسواق بين البلدين فسيرتفع معدل العائد الداخلى إلى 20%.
ويشير المقترح المصرى إلى أنه بناء على الخبرة الأوروبية في مجال الربط الكهربائي فإنه يقترح تطوير مشروعات الربط العربي لتبادل الكهرباء لإنشاء أسواق إقليمية فرعية في البداية وتشمل السوق العربى لدول الربط الثمانية، ثم السوق الخليجى والسوق المغاربى وسوق حوض النيل الشرقى ويتم ذلك على مرحلتين وهو التقارب فى النواحى التنظيمية بين الدول ووضع قواعد موحدة لشبكات النقل وقواعد التجارة والتسويق للأسواق ثم يلي ذلك مرحلة الإرتباط بين الأسواق الإقليمية الفرعية في سوق موحدة.
وإنطلاقا إلى مدخل عربي للتعاون في هذا المجال قامت كل من مصر والسعودية والأردن ولبنان والجزائر والسلطة الفلسطينية بمبادرة إنشاء المنتدى العربي لمنظمي الكهرباء العرب وهو ما يهدف فى النهاية إلى إنشاء سوق عربية للكهرباء لتأمين الطاقة وخفض التكاليف فى إطار منظومة كهربائية عربية آمنة ومستدامة.
ومن ناحية أخرى ، يبحث مجلس الوحدة الاقتصادية على المستوى الوزاري مذكرة الأمانة العامة للمجلس حول إدراج انضمام الاتحاد العربي لتقنيات النفط والغاز على إجتماعات مجلس الوحدة الاقتصادية .وقد تقدم بهذا الاقتراح المندوبية الدائمة للمملكة الأردنية الهاشمية لدى جامعة الدول العربية بعد أن تم تأسيس هذا الإتحاد في عمان يوم 25 مايو عام 2011 .
وقد قامت الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية بمراجعة النظام الأساسي للاتحاد العربى لتقنيات النفط والغاز ووجدت أنه يتطابق مع النظام الأساسي الموحد للاتحادات العربية النوعية المتخصصة، كما يبحث الاجتماع الوزاري لمجلس الوحدة الاقتصادية إمكانية عقد اجتماع لتأسيس مركز الرصد المتقدم للأزمات الاقتصادية بمقر الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية بالقاهرة.
وكانت الأمانة العامة قد تلقت من الدول الأعضاء بمجلس الوحدة الاقتصادية عددا من الترشيحات من المختصين فى الجانب الاقتصادي والعاملين في البنوك المركزية لتشكيل فريق عمل لعقد الاجتماع التأسيسى لهذا المركز.