«هو ليه شفيق محشور فى وسطنا؟ أنا حاسة أنه حيحصل لى حاجة لو فاز بالرئاسة، ويبقى دم ابنى راح هدر» تصرخ الحاجة محاسن، والدة الشهيد محمد إبراهيم محمد خليل، والذى استشهد يوم 28 يناير، تعقيبا على مشاركة آخر رئيس وزراء فى عهد الرئيس المخلوع، أحمد شفيق فى السباق الرئاسى. تكمل الحاجة محاسن وقد اختنق صوتها بالبكاء: «ده كان يسخر ويتريق على الثوار ويقول عليهم بلطجية، منه لله نكد عليا الانتخابات وطفى فرحتنا».
انقسمت أسر شهداء الثورة حول المشاركة فى الانتخابات ومقاطعتها، بعضهم اعتبرها بداية صفحة جديدة يرسمها الشعب لانتخاب رئيس يمثل ثورته البيضاء، وآخرون اعتبروها «ذبحا للثورة، لأنها سمحت بمشاركة مرشحين متورطين فى قضايا فساد»، حسب قولهم.
تضيف الحاجة محاسن أنها كانت مترددة بين المرشحين الرئاسيين: حمدين صباحى وخالد على، لكنها حسمت أمرها وانتخبت أولهما، لأنها اعتبرت أن فرصته أفضل: «بحس إن صباحى قريب منى أخويا أو ابن خالتى، وقلبى بيقولى هو اللى حيجيب حقوق الشهداء».
عائلة الشهيد محمد شاركت جميعها فى التصويت بالانتخابات الرئاسية وتفرقت أصواتهم ما بين حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح: «الفترة اللى فاتت كنت عاملة زى سيدات المجلس القومى للمرأة، وعيت جيرانى وحذرتهم من انتخاب أى مرشح فلول، وقلت لهم مش عايزين مبارك تانى».
«خالد على جدع وابن حلال، وناس كتير فى الوايلى كانت عايزة تنتخبه بس خافوا أصواتهم تضيع علشان فرصة نجاحه ضعيفة»، تقول محاسن، وتؤكد أنها قررت الاعتصام فى ميدان التحرير فى حال فوز شفيق برئاسة الجمهورية.
أما على حسن والد الشهيد مهاب فقد قرر مقاطعة الانتخابات الرئاسية، «هذه الانتخابات تسهم فى ضياع الثورة، أسلوب إدارتها هو استنساخ من الانتخابات التى كانت تجرى فى عهد الرئيس المخلوع مبارك»، وهذا كان موقف حركة اصحاب الدم والهم التى يشارك فى عضويتها بصحبة 250 من أسر أهالى الشهداء فضلا عن عدد من أساتذة الجامعة ومجموعات شبابية مستقلة من أجل استكمال أهداف الثورة.
برهن حسن على رؤيته بكم التجاوزات الانتخابية التى تم رصدها خلال يومى الانتخابات والتى تركز أغلبها فى رشاوى انتخابية دفع بها بعض انصار المرشحين، فى الوقت الذى أكد فيه إمكانية تراجعهم عن موقفهم فى مقاطعة الانتخابية فى حال انحصار المنافسة فى جولة الإعادة ما بين مرشح ثورى وآخر فلول، ولكنه أوضح أن ذلك لن يتم سوى بعد إجراء عدة لقاءات بذلك المرشح يتعهد خلالها بتنفيذ مطالبنا.
وأضاف والد الشهيد مهاب: «الثورة مستمرة سواء أسفرت الانتخابات عن فوز مرشح ثورى أو فلول، واتفق معه مصطفى محمد مرسى والد الشهيد الذى رأى أن الانتخابات «ذبح للثورة»، مستدركا: «شوفت بعينى فى المرج أنصار شفيق وهم يعدون بائعى سوق التلات بتوفير شفيق لمعاش ثابت إليهم فى حال فوزه بالرئاسة».