"الإخوة الأعداء" ليس عنوان الصراع الدائر حاليا على أشده على كرسي الرئاسة في مصر، بل عنوان رائعة نيكوس كازانتزاكي، سيد الإبداع اليوناني في القرن العشرين، التي صدرت ترجمتها العربية مؤخرا عن سلسلة "آفاق عالمية"، التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، من ترجمة الكاتب والمفكر الراحل إسماعيل المهدوي. وتتماهى وقائع الرواية مع ما يجري حاليا في مصر من صراعات سياسية تعري الجميع.. فالرواية تقدم وقائع الحرب الأهلية باليونان في النصف الأول من القرن العشرين، بين مختلف التيارات الفكرية والسياسية، اليسارية والملكية والدينية، وصولا إلى مذبحة دموية تلطخ إلى الآن التاريخ اليوناني.
ويكشف كازانتزاكي عن المصالح الضيقة الكامنة وراء انحيازات الفرقاء، واندفاعهم إلى المجزرة تحت شعارات براقة مغرية، يخفون وراءها مصالحهم وغاياتهم الانحطاطية.
وينقسم رجال الدين- في الرواية- إلى نوعين: ثوار فقراء يرفعون راية الثورة مع راية الدين، ومرتزقة يستخدمون الدين لتحقيق أطماعهم الشخصية، كوسيلة لانتزاع فتات الخبز من أفواه الجوعى، وحماية السلطان الظالم، وقد سبق أن صدر لكازانتزاكي- بالعربية- "المسيح يصلب من جديد"، و"الإغواء الأخير للمسيح"، و"زوربا اليوناني" التي تحولت إلى فيلم اكتسح العالم، من بطولة أنطوني كوين.
أما الترجمة، فهي بقلم أحد كبار المفكرين والكتاب المصريين، الذي كان معنيا- في أعماله جميعا- بقضايا العدل والتحرر الإنساني، إسماعيل المهدوي...ترجمة رفيعة، صافية، بلا معاظلة، وكأن الرواية- في ترجمتها العربية- مكتوبة، في الأصل، باللغة العربية.
يذكر أن "الإخوة الأعداء" هي العدد الأول الذي يصدر من السلسلة برئاسة تحرير الشاعر والمترجم رفعت سلام.