"الشهداء مش أرقام".. شعار رفعه ألتراس أهلاوي وأهالي شهداء مجزرة بورسعيد، مساء اليوم الخميس، خلال مسيرتهم الحاشدة التي نظموها من أمام النادي الأهلي، وحتى ميدان التحرير، أشعلوا خلالها الشماريخ التي أضاءت الميدان، احتفاءً بشهداء الثورة عامة وشهداء الألتراس خاصة وتذكيراً بحقوقهم في القصاص. وردد الآلاف من أعضاء مجموعة الألتراس، أحدث أغاني ألتراس أهلاوي بعنوان "حكاية شهيد"، والتي تقول: "في تالتة شمال شهيد صورته وذكراه دايماً في البال، هتف ضد المجلس بأعلى صوت وعمره ما اختار السكوت"، خلال مسيرتهم التي تحركت من أمام بوابة النادي الأهلي، ثم إلى كوبري قصر النيل، وصولاً إلى ميدان التحرير، والتي تسببت في تعطيل حركة المرور لبعض الوقت ثم انفضت المسيرة في الميدان، بعض أن استمروا في الهتاف لمدة 3 ساعات ضد المجلس العسكري ووزارة الداخلية.
ودعا الألتراس جمهور النادي الأهلي، وأحرار مصر للمشاركة في مسيرة "حق الشهيد لن ننساه"، بقولهم: "رحم الله الشهداء، عاشوا على مبدأ واستشهدوا عليه، فأنت كفرد في المجموعة عاشرت أعظم شباب، وكمصري حر ترفض قمع الحريات، وإراقة دماء أطهر شباب عاشوا ثوار وماتوا أحرار.. وجب عليك بأن تعيش على ذلك المبدأ، وتطالب بالقصاص للشهداء، وتعلنها صريحة حق الشهيد مستحيل نسيانه".
وأكد الألتراس وأهالي الشهداء، أنهم قرروا تنظيم المسيرة للتأكيد على أنهم لن يتنازلوا عن حق أبنائهم، ولن يقبلوا بغير القصاص، بداية من قيادات الداخلية وحتى مشجعي النادي المصري، خاصة وأن أقوال الشهود تؤكد أن مجزرة بورسعيد مدبرة مسبقاً، وأبدوا استيائهم الشديد مما أسموه ب"الإهمال الاعلامي" وعدم الاهتمام بجلساتها، وتجاهل مجلس الشعب للقضية.
واعتبروا أن الشهداء سقطوا "بيد الغدر والقمع، وتركونا بمسئولية أن نصنع نصراً يجعل لتضحياتهم العظيمة القيمة التي تستحق، بقينا بعدهم حتى نقتص لهم من قتلتهم، وحتى نصنع من بلادنا صورة لأحلامهم، سيسقط حتماً حكم العسكر، ثورتنا مستمرة والمجد للشهداء"، وفقاً لكلامهم.
وكعادتهم ارتدى أعضاء الألتراس، وبعض من أهالي الشهدء تيشرتات كتب عليها "يوم ما أفرط في حقه.. هكون ميت أكيد"، ورفعوا صور الشهداء ولافتات "يا نموت زيهم يا نجيب حقهم"، و"بالروح بالدم .. نفديك يا شهيد"، و"74 نفس.. بأي ذنب قتلت؟".
ورج الآلاف بأصواتهم الشوارع التي مرت من خلالها المسيرة، وقادها في بعض الأحيان بعض من آباء شهداء المجزرة، وظلوا يرددون أغانيهم المعروفة مثل "آه يا مجلس يا ابن الحرام"، و"خافي منا يا حكومة"، و"يا غراب يا معشش"، التي تنتقد سياسات وزارة الداخلية.
كما كانت أمهات الشهداء في قمة حزنهن ويبكون بشدة، حتى أن بعضن صرخن عدة مرات "حق إبني ضاع ومش هييجي، مش هعرف أجيبلك يا بني حقك وإنت في قبرك".