حاول المتهم الرابع فى قضية «موقعة الجمل»، الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب السابق، تفنيد رواية شاهد الإثبات شوقى محمد عصام، الصحفى بجريدة روز اليوسف، ووجه له، أمس، عدة أسئلة دارت حول «اخلاقياته على الفيس بوك»، فيما أعاد شاهد الإثبات «سرد المكالمة التليفونية» التى دارت بين سرور ومبارك، الرئيس السابق، فى 2 فبراير من العام الماضى. وسمحت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار مصطفى عبدالله، للمتهم الرابع بالخروج من قفص الاتهام ومناقشة الشاهد، وذلك فى جلسة أمس المخصصة لسماع أقوال شهود الإثبات فى القضية المتهم فيها 24 متهما.
وأكد شاهد الإثبات شوقى محمد عصام، أنه ذهب إلى مجلس الشعب يوم 2 فبراير 2011، لطبيعة عمله كمحرر برلمانى فى جريدة روزاليوسف، وذلك بعد خطاب الرئيس السابق حسنى مبارك عن التعديلات الدستورية، وبين ان عددا من محررى الصحف الأخرى، كانوا فى المجلس والتقوا الدكتور سرور، ووجهوا إليه بعض الأسئلة عن التعديلات الدستورية وجدوى تنفيذها وهل ستلقى قبولا لدى المتظاهرين والشعب المصرى، ورد فتحى سرور عليهم باستياء «اسألوا رئيس الجمهورية».
وأضاف الشاهد أن سرور، أثناء اجتماعه معهم، أجرى اتصالا من التليفون الأرضى مع أحد الأشخاص وسأله «ما هى أوضاع ميدان التحرير وأعداد المتظاهرين قلت ولا زادت، وهل رجالك موجودون حول الميدان ولا لأ»، وبعد انتهاء المكالمة تأكد لهم أنه كان يتحدث مع وزير الداخلية الأسبق محمود وجدى.
ثم استقبل سرور مكالمة هاتفية على المحمول، والكلام للشاهد، فرد سرور «أهلا سيادة الرئيس... شفت نظرتى الثاقبة لما قلتلك إن الشعب اليوم هيخرج يهتف بحياتك، فالخطاب كان يلبى مطالب الشعب، وأعداد المتظاهرين قلت فى ميدان التحرير»، ثم استكمل الشاهد بالقول إن سرور انتبه لوجود الصحفيين فتركهم ودخل غرفة أخرى، بعدها سأل الشاهد النائب السابق الدكتور عبدالاحد جمال الدين، «هل ده رئيس الجمهورية حقيقة» فرد جمال الدين: «أيوة هو ده الرئيس».
وأضاف شاهد الإثبات أنه سمع أصواتا بشارع مجلس الشعب تهتف للرئيس السابق مبارك «يا مبارك يا طيار اوعى تسبها تولع نار»، فتوجه إلى النافذة، ورأى بعض الأشخاص يحملون صور الرئيس السابق، بعدها خرج رئيس مجلس الشعب ومدير مكتبه يسرى الشيخ، وتساءل سرور الذى كان لايزال يتحدث على التليفون، مدير مكتبه عن سبب تجمع الأشخاص فى الخارج وأجابه «أن أهالى السيدة زينب والمدبح عاملين مظاهرة حب للرئيس ولسيادتك»، فقال سرور «هاعمل لهم إيه، خليهم يطلعوا على ميدان التحرير».
وأكد الشاهد أنه بعد لقاء سرور، ذهب إلى ميدان التحرير، ورأى الجمال والخيول، يمتطيها رجال يحملون العصى والشوم، وقادمة من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض، فترك الميدان وذهب هو وزملاؤه إلى وسط المدينة.
وسمحت المحكمة لفتحى سرور بالخروج من القفص ومناقشة الشاهد، وسأل سرور الشاهد عن مغزى عرضه على صفحته فى موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» فى 18 فبراير 2012، صورة لشيخ الأزهر وهو يقبل بابا الفاتيكان فى فمه، وتساءل سرور، «هل هذه أخلاقيات الشاهد».
فرد الشاهد «الصورة نشرتها جريدة ايطالية وعلقت الجريدة على القبلة بأنها من القبلات المستحيلة، وكانت الجريدة عرضت أيضا صورة للرئيس الامريكى أوباما يقبل الرئيس الصينى وعلقت عليها نفس التعليق».
ثم سأل سرور الشاهد «ماذا يعنى القول على صفحتك فى 3 مارس 2011 أن شفيق استقال وانك تحث الشباب على أن يشدوا حيلهم لإسقاط عصام شرف، وأنت تقول مش عايزين أى حكومة تشتغل» فرد الشاهد «هذه عبارة تهكمية وأنا كنت ضد عصام شرف».
وتابع سرور، أسئلته قائلا: إن الشاهد نشر فى 3 فبراير 2012 عبارة «مبارك يخشى من استيلاء الإخوان على السلطة إذا تنحى الآن، وأن الإخوان هيعدمونا لو مسكوا السلطة»، ورد الشاهد «هذا رأى سياسى لا يستطيع أحد أن يحاسبنى عليه»
من جانبه، قدم دفاع سرور صورا لاجتماع الصحفيين مع فتحى سرور فى يوم موقعة الجمل، ولم يظهر فيها الشاهد بجوار الدكتور عبدالأحد جمال الدين، فعرضت المحكمة الصورة على الشاهد، الذى أكد أنه كان يجلس فى مقعد كان يجلس عليه المحرر محمد عبدالحافظ، الصحفى بجريدة الأخبار، وأثناء التقاط الصور قام لإجراء اتصال هاتفى مع جريدته، وذكر الشاهد «انه لولا وجود زميلته فى نفس الجريدة، ولاء حسين، لما استطاع أن يترك الاجتماع المهم مع رئيس مجلس الشعب».