«المجد لمصر .. المجد للشهداء».. جملة لم يتوقف عن كتابتها على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، أول مصرى فى الخارج يصوت فى أول انتخابات رئاسية، أشرف سويلم، وذلك بفضل فارق التوقيت لوجوده فى نيوزيلاندا. سعادة غامرة سيطرت على «سويلم»، مغنى الأوبرا العالمى، والمعروف بصوت ميكى ماوس العربى، لكونه أول مصرى فى العالم يصوت فى أول انتخابات رئاسية حيث امتلأ حسابه على «تويتر» بالحديث عن تجربته، وتكررت جملة «أنا أول مصرى فى العالم يصوت فى الانتخابات الرئاسية فى سفارتنا فى نيوزيلاندا 2:45 مساء بتوقيت ولنجتون.. المجد لمصر».
«الشروق» تمكنت من الوصول إليه، وروى لها عن خبرته السابقة فى العملية الانتخابية، التى بدأت من الضغط من أجل الحصول على حق التصويت، شارك فى مراقبة تصويت المصريين فى الانتخابات البرلمانية السابقة هناك.
فرحة سويلم شابتها الدموع، حيث يروى تفاصيل لحظة التصويت قائلا «لما اكتشفت أننى أول واحد يصوت فى العالم جسمى نمل لأن نيوزيلاندا أول منطقة زمنية.. فجأة شعرت بحجم الموقف ومعناه أنك أول واحد يصوت فى انتخابات رئاسية لها معنى، ولا نعرف النتيجة مقدما، ده تاريخ وأنا جزء منه، أول ما جاء على بالى الناس اللى ماتت وعينها راحت والمصابين».
ويتابع سويلم «أول ما دخلت المصعد بعد التصويت فوجئت بدموعى، بعدين فقدت السيطرة عليها تماما فى الشارع رحت راجع للوبى وقعدت أبكى لحد ما هديت شوية، مش عارف أبطل عياط من ساعة ما مضيت وحطيت الظرف فى الصندوق.. وافتكرت لما شفت التحرير لأول مرة بعد الثورة فى اعتصام يوليو.. ولحد دلوقت عينى مرغرغة على طول.. ربنا يستر على الپروڤة الليلة دى».
دموع سويلم التى تساقطت كان لها سبب آخر غير كونه أول مرة يصوت فى انتخابات رئاسية حقيقية، أو أنه أول مصرى فى العالم يقوم بذلك، فقد كانت أيضا لشعوره بالامتنان للشهداء الذين ضحوا بحياتهم ليعيش هو هذه اللحظة التاريخية فى رأيه، فدعا متابعيه على «تويتر» لقراءة الفاتحة على أرواحهم، موضحا أنه قرأها أكثر من مرة منذ أدلى بصوته.
وكان أول سؤال لسويلم بعد أن أعلن خبر تصويته ونشر صورة لكشف التوقيعات لتأكيد أنه الأول، هو «من انتخبت؟»، ولأنه يخشى أن يكون هذا الأمر مخالفا قانونا، فكان رده « الحمد لله مرتين.. اللى اديته له صوتى ولا هو فلول ولا تاجر دين.. يبقى مين؟»، قاصدا حمدين صباحى.
وكان لاختيار سويلم ردود أفعال متباينة، حيث انتقده بعض أصدقائه لكون صباحى ناصرى الفكر، خوفا من تكرار تجربته التى أدت لاستمرار العسكر لمدة 60 سنة فى حكم مصر، فضلا عن دعمه للقذافى .
إلا أن رد سويلم كان «أنا اخترت حمدين رغم تحفظى على ناصريته، لأننى لا اتعبد فى محراب أحد سياسيا، لكن عندى أمل أن حمدين يحافظ على الجزء الرائع من حلم ناصر وهى الهوية المصرية المستقلة الحقيقية، ومدنية الدولة والمساواة ليس فى القمع والبهدلة، وأن يفهم أن ناصر هو أول من أسس القمع العسكرى الحديث فى مصر، وهو سواء عارف ما يحدث أم لا هو كان مسئول»، مؤكدا إيمانه بقوة وإرادة الشعب المصرى فى مراقبة أداء صباحى فى حال فوزه، ودفع ميوله الاشتراكية فى اتجاه الاشتراكية الديموقراطية الشفافة لدول شمال أوروبا.
وأعرب سويلم عن أمله فى حال فوز صباحى، أن يتحد مع خالد على، ويضعه نائبا له ليحضره سياسيا للانتخابات التالية «وستكون حركة برجماتية جيدة جدا، لأنهم قريبون من بعض»، على حد قوله.
اهتمام سويلم بالسياسة لم يكن وليد لحظة الانتخابات، فرغم عدم قدرته على المشاركة فى ال18 يوما الأولى من الثورة، إلا أنه شارك فى المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التى كانت تتم أمام قنصلية مصر فى نيويورك، وعرف وقتها بأنه مغنى الثورة هناك.
يقول سويلم «أنا جزء من الجالية المصرية فى نيويورك وهى نشطة جدا فى الضغط بكل الطرق على الإدارة الأمريكية لربط المساعدات بالديمقراطية فى مصر»
ويظهر «التايم لاين» الخاص بحساب سويلم أنه كان منشغلاً بموضوع التصويت قبل بدايته، حيث نبه إلى المشاكل فى تحميل بطاقة الاقتراع من موقع لجنة الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن المصريين المسجلين فى نيوزيلاندا أكثر من 230 شخصا.
«أنا مش مصدق الحظ اللى أدى إلى إنى أكون أول مصرى فى العالم يدلى بصوته فى الانتخابات الرئاسية.. لأننى بانتخب فى نيوزيلاندا»، جملة رددها سويلم كثيرا عبر بها عن سعادته وأمله فى أن يكون صوته الذى أدلى به هو أول الطريق إلى مصر ديمقراطية قوية حقيقية.