وزير التعليم العالي يكرم رئيس جامعة طيبة التكنولوجية    حملات توعية للسيدات حول خطورة الطلمبات الحبشية بالشرقية    عمرو أديب: أمام حسن نصر الله خيارين انتحاريين    لاعبو الزمالك يخضعون لفحوصات طبية قبل السوبر الأفريقي    نائبة وزيرة التضامن تشهد انطلاق فعاليات ملتقى فنون ذوي القدرات الخاصة    زاهي حواس: وادي الملوك مليء بمقابر لم تكتشف بعد    صحة المنوفية: «مكافحة الأمراض المعدية» تراجع الاستعدادات لبعثة الصحة العالمية    النواب الأمريكي يمرر مشروع قانون لتعزيز تأمين مرشحي الرئاسة    السياحة تتابع انتخابات مجلس إدارة نادي السيارات لدورة 2024/2028    موعد طرح «عنب» ل أيتن عامر في دور العرض المصرية (تفاصيل)    إيهاب فهمي يحتفل بالمولد النبوي    نائبة وزيرة التضامن تشهد انطلاق فعاليات ملتقى فنون ذوي القدرات الخاصة    أحمد الكحلاوي: الرسول احتفل بمولده بهذه الطريقة    مدرب الأهلي السعودي يوضح سر تغيير رياض محرز أمام ضمك    مندوبة أمريكا لدى مجلس الأمن: الولايات المتحدة ليست متورطة في تفجيرات لبنان    مصرع طفل قعيد إثر حريق اشتعل بمنزل في العياط    حياة كريمة تدخل البهجة على أطفال 3 محافظات ب «شنط وأدوات مدرسية»| صور    وزير التربية والتعليم يتفقد 9 مدارس بأسيوط لمتابعة جاهزيتها    فيفا يعلن جدول ومواعيد بطولة كأس انتركونتيننتال بمشاركة الأهلي    بعد تصدرها الترند.. أول تعليق من الطرق الصوفية على الطريقة الكركرية    لافروف: روسيا تمتلك أسلحة ستكون لها «عواقب وخيمة» على رعاة أوكرانيا    إيطاليا تخصص 20 مليون يورو لمواجهة تداعيات الفيضانات بمنطقة إميليا رومانيا    زهق من الوحدة.. مسن ينهي حياته بشكل مأساوي تحت عجلات مترو أم المصريين    مالك نانت ردًا على شائعات بيع النادي: لا أعرف أرنولد.. وكفاكم هراء    ما هو حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم؟.. فيديو    النقد العربي: البورصة المصرية الأكثر ارتفاعًا بين أسواق المال العربية خلال أغسطس    ما العضو المسئول عن خروج الصفراء من الدم؟.. حسام موافي يوضح    فيفا يعلن تفاصيل كأس العالم للأندية 2024 بمشاركة الأهلى والنهائى فى قطر    مسؤول أممي: 16 مليونا في سوريا بحاجة للمساعدة.. ومعاناة الأطفال تتفاقم    خالد عبد الغفار: 100 يوم صحة قدمت 80 مليون خدمة مجانية خلال 50 يوما    الجيزة تحتفل بعيدها القومي    عودة جديدة لبرنامج الطروحات الحكومية من خلال شركتي مصر للألومنيوم وكيما وبنك الإسكندرية    زيدانسك تضرب موعدا مع سرامكوفا في نصف نهائي تايلاند    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    "اعتذار عن اجتماع وغضب هؤلاء".. القصة الكاملة لانقسام مجلس الإسماعيلي بسبب طولان    الكرملين يؤكد اهتمام أجهزة الأمن الروسية بالانفجارات في لبنان    واقف قلقان.. نجل الشيخ التيجاني يساند والده أمام النيابة خلال التحقيق معه (صور)    دعاء يوم الجمعة: نافذة الأمل والإيمان    جمعية الخبراء: نؤيد وزير الاستثمار في إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية في البورصة    محافظ قنا ونائبه يتابعان تنفيذ أنشطة بداية جديدة بقرية هو    بعد الموجة الحارة.. موعد انخفاض الحرارة وتحسن الأحوال الجوية    الإفتاء تُحذِّر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن المصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها    ضوابط شطب المقاول ومهندس التصميم بسبب البناء المخالف    وزير الأوقاف يشهد احتفال "الأشراف" بالمولد النبوي.. والشريف يهديه درع النقابة    وزير الزراعة يبحث مع المديرة الإقليمية للوكالة الفرنسية للتنمية التعاون في مجال ترشيد المياه والاستثمار الزراعي    "بداية".. قافلة طبية تفحص 526 مواطنًا بالمجان في الإسكندرية- صور    طريقة عمل بيتزا صحية بمكونات بسيطة واقتصادية    وزير التعليم يصل أسيوط لمتابعة الاستعدادات للعام الدراسى الجديد 2024/ 2025    بعد تفجيرات «البيجر».. خبير استراتيجي يحذر من خطورة السيارات الكهربائية    التعدي على مالك قاعة أفراح وزوجته وسرقة سيارة وعقد زواج عرفي بالفيوم    خبير تربوي: مصر طورت عملية هيكلة المناهج لتخفيف المواد    غرق موظف بترعة الإبراهيمية بالمنيا في ظروف غامضة    «الداخلية» تنفي قيام عدد من الأشخاص بحمل عصي لترويع المواطنين في قنا    الأنبا رافائيل: الألحان القبطية مرتبطة بجوانب روحية كثيرة للكنيسة الأرثوذكسية    عبد الباسط حمودة ضيف منى الشاذلي في «معكم».. اليوم    رابط خطوات مرحلة تقليل الاغتراب 2024..    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    ليس كأس مصر فقط.. قرار محتمل من الأهلي بالاعتذار عن بطولة أخرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور بسيونى حمادة أستاذ الرأى العام يكشف جوانب أخرى ل (مناظرة الرئيس)
موسى كان واقعيًا وأبو الفتوح متمردًا.. وكلاهما لم يعترف بخطئه
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 05 - 2012

لم يكن الحدث عاديا، وبطبيعة الحال كانت الآراء والتحليلات والتعليقات على مستوى الحدث نفسه.. فالجميع داخل مصر وخارجها كان شغوفا ومتلهفا لمتابعة أول مناظرة رئاسية فى تاريخ مصر والعرب، ولعل هذا ما دفع أحد المواطنين فى الخليج لتدوين تعليقه فى مدونة على الإنترنت فكتب: «المناظرة كانت تاريخية، لأن ما يجرى فى مصر لا يبقى داخل مصر».

«الشروق» حاولت أن تكشف المزيد عن المناظرة، وكيف استقبلها رجل الشارع، وهل تأثر بها، أم مرت مرور الكرام؟ وهل تفوق أحد المنافسين فيها على الآخر أم تساويا فى النقاط أم فشلا معا؟ أيهما كان أكثر استعدادا من الآخر، وما الآليات التى استخدماها للتأثير على الناخبين.

أسئلة عديدة حملناها إلى استاذ الرأى العام بجامعة القاهرة، وأحد المستشارين بمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة الدكتور بسيونى حمادة، وهذه كانت إجاباته:


● ما موقع المناظرات السياسية من الحملات الانتخابية بشكل عام؟ وهل تلائم الواقع المصرى؟
المناظرات تهدف إلى إقناع الناخب ببرنامج المرشح السياسى وبالقضايا التى يتبناها، وتمثل فرصة نادرة، لما لها من القدرة فى التأثير على قرار الناخب، وتبرز أوجه الاختلاف والاتفاق بينهما، فإذا كان كل المرشحين متشابهين فإن العملية السياسية برمتها لا قيمة لها.

والمناظرة فرصة لتقديم المرشح لنفسه، والدفاع عن برنامجه، والهجوم على منافسه، وهذه هى الاستراتيجيات الثلاث التى تحكم المناظرات علميا، فى إطار التنافس الحقيقى فى العملية الانتخابية الديمقراطية، عبر طرح الاختلاف فى الرؤية الشخصية والبرنامج الانتخابى، والتاريخ الذى يملكه المتنافسون وشخصياتهم، وفى كل ما يعتقد المتناظرون أنه يؤثر فى القرار الانتخابى.

● المشاهد المصرى بطبيعته هل يركز على برنامج المرشح أم سماته الشخصية؟
المناظرات الانتخابية تنقسم إلى جزأين، الأول خاص بالقضايا الكبرى والسياسات العامة والبرامج والخطط السياسية والاقتصادية والأهداف والرؤى، والجزء الآخر متعلق بالشخصية والرؤية والانطباعات التى يكونها المشاهد عن المرشح، باستدعاء ماضيه وحاضره، ماذا قدم، وماذا سيقدم فى المستقبل؟

والعوامل المؤثرة على الناخب مرتبطة بطبيعة الناخب أصلا، فكلما زاد الوعى السياسى والمستوى التعليمى، كان دور البرنامج الانتخابى أكبر فى تحديد القرار التصويتى، والعكس كلما قل المستوى الثقافى والتعليم قل الالتزام السياسى والأيديولوجى، ويصبح الدور الأكبر فى ترجيح كفة مرشح عن آخر معتمدا على الشخصية، وهى متعلقة برؤية الناخب للمرشح ككاريزما أو كشخصية معتدلة أو كشخص قوى فاعل أو كشخص هادئ متزن، محبوب، يمتلك الخبرات الدولية والعلاقات الإقليمية أو يفتقدها.

وأهمية المناظرات تأتى من أن البرامج دائما تركز على الغايات لا الوسائل، ويبقى الاختلاف دائما فى الوسائل والتفاصيل، فلا يوجد أحد يختلف حول الحرية واستقلال القضاء، والعيش الآمن والحياة الكريمة والمستقرة، والتصدير أكثر من الاستهلاك.. لن تجد هناك اختلافا فى الغايات الكلية، وهذا يحدث نوعا من التشابه والالتباس والارتباك لدى الناخب، للدرجة التى أتصور معها أنه لن يأخذ فى الاعتبار البرامج برمتها، وسيكون العامل الحاسم فى قراره الانتخابى، إما انتماؤه السياسى إلى تيار أو فصيل أو مرجعية، وإما السمات الشخصية للمرشح، وفى الغالب سيصوت بناء على انتمائه السياسى.

● تاريخ المرشح قبل وبعد الثورة هل هو عامل حاسم فى قرار التصويت لدى الناخب؟
أداء المرشح فى فترة ما قبل الثورة وما بعدها، له عامل مهم جدا لدى الناخب، الذى سيحاول أن يضع المرشح فى إطار «هل هو مع الثورة أو مع الثورة المضادة»؟، هناك دماء سالت وشهداء فاضت أرواحهم، وإصابات وجرحى، وهناك رغبة حقيقية لدى الناخب المصرى بأن يكون القادم مختلفا عن السابق، هناك رغبة ألا تعود الأمور للوراء، أضف إلى أن الحرية فى فترة ما بعد الثورة، أزالت الخوف لدى المواطن المصرى.

● هل سيكون هناك تصويت انتقامى من الناخبين ضد الثورة بعد نجاح المجلس العسكرى على مدى عام ونصف العام فى تفريغها وتبريدها، وهو ما ظهر فى تأييد البعض لعمر سليمان؟
حدثت فجوة متعمدة بين الأمنيات والطموحات، وما جرى فى أرض الواقع بعد الثورة، تورطت فيها حكومة طرة، وفلول الحزب الوطنى المنحل، والذين حاولوا دفع الشعب المصرى للكفر بالثورة، والارتداد والرغبة فى إحياء نظام مبارك، ومجمل الأزمات والاختناقات فى السولار والبنزين ومجموعة الحرائق هدفت إلى دفع المواطن إلى الكفر بالحرية واختيار الأمن وفق المقايضة التى جرت.

وحتى وإن لم تتحقق أهداف الثورة، فإن المواطن المصرى البسيط رغم عدم امتلاكه معلومات سياسية لكن لديه فطنة، وأنا أثق فى فطنته وقدرته على التمييز وقدرته على فهم دلالة ما يحدث، عندما تحدث حرائق سيوة والسويس والمصانع العديدة، هو يستطيع بسهولة إدراك أن هناك مستفيدا واحدا هو مبارك وفلوله ونظامه، إدراك المواطن وفهمه لهذه المحاولات سوف يفوت الفرصة على مدبر هذه المؤامرات، حتى يصل بقراره الانتخابى لصالح الثورة.

● نعود إلى المناظرة.. أيهما قدم استراتيجيات المناظرة بشكل أفضل من الآخر؟
عمرو موسى اعتمد على الخطابة، والإنشاء والبلاغة، وركز على الجانب اللغوى والخطابى ليستر فقر المعنى والأفكار والرؤى، وليتخلص من واحدة من أهم عيوبه وهى ارتباطه بالنظام السابق، معتمدا على استراتيجية الهجوم والدفاع، هجوم على أبوالفتوح، ودفاع بذكاء شديد ضد أى محاولة هجومية من خصمه.

واعتمد موسى على تكنيك قائم على فكرة الفصل بينه كمرشح وبين النظام السابق، محاولا أن يبعد نفسه عن نظام مبارك بحيث لا يتهم بأنه كان جزءا من النظام، وهى التهمة التى وجهها إليه أبو الفتوح، فيما حاول موسى أن يتفادى هذه النقطة من خلال عبارات واضحة وصريحة وردت على لسانه، قدمت للفصل الزمنى والسياسى والأيديولوجى بين نظام مبارك وبين شخصه.

هذا الفصل الذى اتبعه موسى لم يصل للمواطن البسيط الذى يدرك أن مشكلات مبارك لم تحدث فقط فى السنوات الآخيرة، وإنما كانت ذات طابع تراكمى، وتزوير الانتخابات لم يحدث فى المرة الأخيرة فقط، وكبت الحريات والسجون والمعتقلات والنهب والفساد لم يحدث فقط بعد خروج موسى، وهو جزء فى إدراك المواطن البسيط.

كما استخدم موسى تكنيكا مهما آخر وهو التضخيم، حاول أن يضخم من إنجازاته، فى الوقت الذى لم تكن له إنجازات حقيقية، وأثناء محاولته عزل نفسه عن النظام السابق، تضخمت لديه «الأنا» وهو ما جاء دون أن يدرى على حساب الديمقراطية، وهو أيضا لافتقاد موسى الانتماء لجماعة أو حزب، أو تيار حاضن له ولأفكاره، وأتصور أن تركيز موسى على الأنا خطأ فادح فى إدارة الحملة الانتخابية، وإساءة لفكرة الديمقراطية، وإساءة لفكرة العمل الجماعى.

وفى المقابل ركز أبوالفتوح فى حديثه على «نا» حين تحدث عن برنامجنا، ومشروعنا، وخطتنا بضمير الجمع.

● كيف نفسر محاولة موسى طيلة الحلقة فصل نفسه عن النظام السابق وربط أبوالفتوح بجماعة الإخوان؟
هذا الأمر أوقع موسى فى تناقض شديد، لأنه حينما حاول أن يدافع عن نفسه، استشهد بكلام المرشد السابق، مثيرا علامة استفهام كبرى، فكيف تستلهم الشهادة من المرشد الذى تحاول طيلة الحلقة أن تدين أبو الفتوح بانتمائه إلى جماعة يترأسها المرشد، ثم حين تحاول أن تدافع عن نفسك مستندا على أقوال رأس جماعة الإخوان، فهذا يحمل تناقضا وازدواجية واضحة لم ينتبه لها موسى.

التناقض الآخر الذى وقع فيه موسى بأنه حاول خلال الحلقة أن يهرب من الاصطدام المباشر بالتيار الإسلامى والتيار السلفى، والالتفاف حول بعض الأفكار المعينة التى لا يريد أن يعبر عنها صراحة، متحدثا عن تدين المجتمع الوسطى، ويغازل التيار الإسلامى، لكن هذه الفكرة ظهرت بقوة حينما ارتجل موسى قائلا: «أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله»، وهو أقوى تعبيرات الفكر العلمانى، والترجمة لعبارة «لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة».

● أيهما نجح فى الهدف الذى أجريت لأجله المناظرة؟
كانت مهمة عمرو موسى ترتكز على جانبين، الأول تفتيت الصورة الذهنية المنطبعة عن أبوالفتوح باعتباره شخصية قوية ثائرة منذ أن كان طالبا ومواجهته المشهورة للسادات، فحاول تفتيت هذه الصورة التى جمعت بين المنطق الليبرالى والإسلام الوسطى المعتدل.

إلا أن أبوالفتوح نجح إلى حد كبير فى تفنيد كل ما ذكره موسى، وكان ماهرا وتلقائيا بالمعنى الحرفى للكلمة، واستطاع أن يكسب أرضا جديدة، وأن يحافظ على مجموعة الأصوات المؤيدة له بالفعل، ونجح فى هز الكتلة التصويتية المحيطة بموسى، ونقلهم للمنطقة الرمادية، لأنه فى كل مرة كان أبوالفتوح يتصدى لكل المحاولات التى قام بها موسى.

● ما الاستراتيجيات التى اعتمد عليها أبوالفتوح؟
أبوالفتوح اعتمد على عدد من الاستراتيجات، أهمها أنه ربط نفسه بالثورة فى موقف دفاعى، ووضع نفسه بشكل غير مباشر فى الميدان، وربط نفسه بالتيار العام، تيار الثورة المصرية ومطالبها، وذلك حين بدأ بالحديث عن دماء الشهداء، وحين تحدث عن شعارات الثورة.

وأرى أن أبوالفتوح نجح فى استخدام نظرية «عربة المرشح الفائز»، بتصدير إحساس للناس والجمهور بأنه الأقرب للفوز، وهو ما يدفع الكتل الرمادية للتصويت له، هروبا من التصويت لمرشح خاسر.

كما أن درجة المصارحة التى اعتمد عليها أبوالفتوح كانت واضحة، فمثلا قدم كشفا بالذمة المالية، وآخر بالحالة الصحية، وخاطب الرأى العام، بأنه شخصية لا تخفى الحقائق، حتى عندما ذكر حالته الصحية، نسبها إلى مبارك.

● ما الذى كشفته المناظرة؟
هذه المناظرة عبرت بدقة عن مشكلات العقلية المصرية، فهى لا تعترف بالخطأ، فلم أجد من عمرو موسى أو أبوالفتوح أى اعتراف بالخطأ، كان يمكن أن ينجح موسى لو طهر نفسه، لكنه فصل نفسه عن النظام، وفى رأيى أن تبرئة الذمة وتطهير الذات والحصول على العفو العام، كان سيفند الدعاوى، لدرجة جعلت أبوالفتوح يتهكم عليه، ويسأله عن عدد المرات التى نفى فيها، وتعرض فيها للسجن.

المناظرة كشفت بجلاء عيب الشخصية المصرية، هناك مشكلات مرتبطة بأبو الفتوح، هو يحاول الآن أن ينأى بنفسه عن جماعة الإخوان، فيما لا يزال مؤمنا بفكرهم وقدم القسم والبيعة، وكونه أصبح حادا فى التعامل معهم بهذا النحو، ينبئ بإمكانية التعامل الحاد مع المصريين بعد السلطة.

● هل نجح موسى فى تقديم نفسه كرجل دولة، أم كثائر؟
عمرو موسى استطاع إلى حد كبير أن يغازل المواطن البسيط بالتركيز على صورة رجل الدولة وحجم الاضطرابات التى حدثت فى مصر بعد الثورة، وحجم الانفلات الأمنى، وحجم ما يمكن أن تسميه الفزع والهلع والحرائق والمظاهرات، كل هذه الأشياء تضافرت وأدت إلى جعل المصريين يتوقون إلى رجل الدولة الذى يعرف مصر داخليا وخارجيا، يحتاجون إلى رئيس واقعى وغير متهور، وموسى ركز على هذا المحور بعلاقاته الواسعة التى يمكن أن يستخدمها لصنع مستقبل جديد، وإعادة بناء مصر جديدة، متوازنه فى علاقته بالأطراف الإقليمية.

بالإضافة إلى أنه كان أكثر واقعية حين سئل عن القصور وإدارة الحكم، وإجابته حول أنها من مقتضيات العمل وتوفير مكان لائق لاستقبال الرؤساء، فى محاولة للحفاظ على صورة رئيس الدولة.

● وبالنسبة لأبوالفتوح؟
نجح فى تقديم نفسه كمعارض وثورى، وهو ليس رجل دولة، وهذا ليس مطعنا فى أبوالفتوح، وأتصور أن الفترة المقبلة يجب ألا تعتمد على الرئيس وإنما على نظام ديمقراطى فيه استقلال سياسى وأمة لديها إرادة وقدرة على التغيير، وبرلمان له سيادة.

● فى أى جانب كتلة تصويتية ستؤثر المناظرة؟
المناظرة لن تغير فى اتجاهات النخبة التصويتية والطبقة المثقفة، لأنها ليس بالسهل أن تتأثر بإشارة من هنا أو إيماءة من هناك، ولكنها ستؤثر فى الطبقة المتوسطة.

● ما نقاط ضعف أبوالفتوح كما ظهرت فى المناظرة؟
وضح جليا أن أبوالفتوح لم يتجهز بدرجة كافية مثلما فعل منافسه، الذى استشهد كثيرا بكتب وكلمات للشعراوى ومرشد الجماعة السابق، وكتب أبوالفتوح نفسه، رغم أن الأخير كان استدلالا فاسدا، إلا أنه كشف أن فريق موسى كان أكثر إعدادا، وقرأ ودرس وحلل، ووضع لموسى تحليلا جيدا لأبوالفتوح.

وفى المقابل اعتمد أبو الفتوح إلى حد كبير على الذاكرة، وموهبته الشخصية، كما أنه اعتمد فى كثير من الجوانب على مخاطبة العاطفة أكثر من مخاطبة العقل، مثلا تحدث عن الحرية والعدالة والعيش والكرامة ولم يقدم تفاصيلا، وكان عليه حين وجد موسى يتحدث فى العموم، أن يتحدث بتفصيلات أكثر وأرقام ونسب محددة، إلا أنه لم يتحدث بشكل مفصل إلا فى حالتين محددتين، الأولى طريقة تعامل الشرطة مع المحتجين فى الخارج، ورفع نسبة ميزانية التعليم.

وسبب هذا الأمر أن كلاهما خاطب رجل الشارع البسيط والفلاحين والأغلبية الصامتة، وربما كان هذا صحيحا من وجهة نظرهما، لأن الشعب المصرى بسيط.

● ما تقييمك لفريق العمل الذى أدار المناظرة؟
بشكل عام أنا أشكرهم وأشكر كل الفريق والمبادرة فى حد ذاتها كانت جيدة، والاهتمام العربى والإقليمى بالمناظرة، يعكس أن قيمة مصر وحضارتها وتراثها ذات قيمة مهمة لدى الآخرين، والانطباعات التى نخرج بها تؤكد أن مصر ستنهض وتصبح من أهم 20 دولة فى العالم خلال 10 سنوات.

ملحوظات:

● ظهرت منى الشاذلى متوترة لأقصى درجة ممكنة، فيما هو مفترض فى المحاور أن يكون هادئا ورقيقا ومستوعبا ومرنا، للدرجة التى تضفى الهدوء على المرشحين.

● كان يسرى فودة هادئا لأقصى درجة، رغم اشتعال المناظرة فى الجزء الذى أداره.

● كان من الممكن للشاذلى وفودة أن يأخذا وقتا أقل بقليل، يسرى كان يوجه السؤال ويؤكد على نفس السؤال بنفس الكلمات، وفى كل مرة يشير إلى أن الإجابة فى دقيقتين تبدأ من الآن، كان يكفى أن تكون مرة واحدة.

● كان موسى أكثر التزاما بالوقت.

● المناظرة كشفت طغيان البناء السطحى والأسلوب البلاغى والخطابى.

● المناظرة نفسها تحتاج إلى إعادة ترتيب لأن إجابات المرشحين تأثرت بنسبة لا تقل عن 80 % بإجابات بعضهما البعض.

● مبادرة مشكورة تحسب ل«الشروق» و«المصرى اليوم» و«أون تى فى» و«دريم»، وأيضا للشوبكى والمرازى وخفاجى، وفودة والشاذلى



يمكنكم متابعة المزيد من أخبار المناظرة عبر الرابط التالي:


بالصور..كواليس أقوى مناظرة بين موسى وأبو الفتوح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.