أبدت الصحافة البريطانية اهتماما بظهور الطبعة الإنجليزية لرواية "عزازيل" للكاتب الروائى يوسف زيدان، بالعاصمة لندن فيما ترجم الرواية من العربية للإنجليزية جوناثان رايت. وقالت مايا جاجى فى صحيفة "الجارديان" البريطانية أن هذه الرواية "غير عادية ومن ثم فهى مثيرة للاهتمام"، معيدة للأذهان أن "الرواية المثيرة للجدل" فازت من قبل بجائزة البوكر العربية.
وحتى قبل أن تفوز "عزازيل" بالبوكر عام 2009 ، فإنها حظت باقبال ملحوظ من القراء. فيما قدمت مايا جاجى عرضا مكثفا للرواية فى الصحيفة البريطانية بأماكنها المتعددة بين صعيد مصر والاسكندريةوفلسطين وسوريا مع المؤثرات اليونانية والبيزنطية والفارسية على خلفية تاريخية ثرية.
ووصفت جاجى الترجمة بأنها "رشيقة"، معتبرة أن الرواية فى الأصل افتقرت إلى حد ما لثراء الوصف، غير أن قوتها تكمن فى الحكي دون تصنع والإخراج المدوي للأفكار.
وتتناول "عزازيل" حقبة من تاريخ مصر قبل دخول الإسلام أرض الكنانة، مركزة على شخصيات قبطية وحياة الراهب هيبا، كما أنها لا تخلو من لمحات ثقافية وأدبية دالة على تلك الفترة مثل الشعر فى جنوب مصر في الحقبة القبطية.
وكما تقول مايا جاجى فى "الجارديان" فإن رواية "عزازيل" تتحدث عن ترجمة لمجموعة لفائف كتبت باللغة السريانية تكشف عن حياة الراهب المصرى هيبا الذي عاش في فترة انقسامات هائلة بين الكنائس الكبرى وجدل لاهوتي بين المذاهب المسيحية وكتب مذكراته بالقرب من مدينة حلب في سوريا.
ويمضي يوسف زيدان في روايته متقصيا مسيرة هيبا من اخميم فى صعيد مصر حتى الإسكندرية التى قصدها لدراسة الطب واللاهوت حتى خروجه إلى فلسطين واستقراره فى القدس حيث التقى بالقس نسطور الذى أرسله لأنطاكيا.
ومع أن اللغة القبطية كانت لسان الراهب هيبا فإنه عرف أيضا السريانية والعبرية واليونانية، فيما نوهت مايا جاجى بأن يوسف زيدان اختار أن يرسم صورة إنسانية فى "عزازيل" لهيبا الموزع بين الإيمان والغواية والشك والعذاب.
ويوسف زيدان يعد من الخبراء المميزين فى المخطوطات فضلا عن كونه باحثا فى الفلسفة وله العديد من المؤلفات فى التصوف والتراث والأعمال الروائية، إضافة لكتاباته الصحفية. ومن ثم فصاحب "عزازيل" يعرف مصادره جيدا، كما لاحظت مايا جاجي، معيدة للأذهان دوره فى تأسيس مركز المخطوطات بمكتبة الاسكندرية.