قبل أسبوع من الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يواصل فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي حشد مؤيديهما، حيث يعقد المرشح الاشتراكي تجمعًا انتخابيا اليوم الأحد في ملعب بيرسي، فيما يعقد الرئيس المنتهية ولايته مهرجانا في تولوز بعدما علق المرشحان المتنافسان حملتهما مساء أمس السبت لحضور مباراة لكرة القدم في ملعب ستاد دو فرانس. وقبل المناظرة التلفزيونية التي ستجري بينهما مساء الأربعاء وسيشاهدها حوالي عشرين مليون فرنسي، يضاعف المرشحان في عطلة نهاية الأسبوع المداخلات الإعلامية والتجمعات الانتخابية، وبعد إحياء تجمع في كليرمون فيران بعد ظهر أمس السبت، يعقد نيكولا ساركوزي مرشح التجمع من أجل حركة شعبية تجمعا انتخابيا كبيرًا في تولوز الأحد وتجمعا آخر في أفينيون قبل مهرجان حاشد يقام في الأول من مايو بمناسبة عيد العمل في ساحة التروكادير وفي باريس.
أما هولاند الذي أجرى عدة مقابلات السبت غير أنه لم يعقد أي تجمع، فسينظم مهرجانا انتخابيا ضخما الاحد في ملعب بيرسي في باريس يتوقع أن يحضره أكثر من 17 ألف شخص، وسيفتح الملعب أبوابه اعتبارًا من الساعة 13.15 على أن يبدأ هولاند خطابه قرابة الساعة 15.00 ولحوالى ساعة أمام قيادات الحزب الاشتراكي وانصاره. وفي انتظار المنازلات الاخيرة، كان من المتوقع أن يعلق المرشحان حملتهما مساء السبت ليحضرا في منصتين مختلفتين مباراة نهائي كأس فرنسا بين فريقي كيفيي وليون.
وبعدما تصاعدت حدة الحملة بشكل ملفت في الأيام الأخيرة مع تبادل الطرفين اتهامات ب"الستالينية" و"البيتانية"، اهتزت مع عودة دومينيك ستروس كان الذي كان يعتبر في الماضي الأوفر حظا للفوز بالرئاسة، إلى الظهور في الحياة السياسية بطرحه من جديد فرضية المؤامرة السياسية ضده، وتحريك الاتهامات بتلقي ساركوزي تمويلا غير مشروع من نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي لحملته الانتخابية عام 2007.
وعلى الصعيد السياسي، رد كل هولاند وساركوزي على الرسالة التي وجهها اليهما فرنسوا بايرو قبل ان يدلي الزعيم الوسطي بموقفه الخميس بشان تعليمات تصويت محتملة لمناصريه، وأبلغ ساركوزي مرشح الحركة الديموقراطية (9.13% في الدورة الاولى في 22 إبريل) أنه جعل من مكافحة الديون هدفه الأول مشيرًا إلى أن مشروعه يتضمن "أرقاما بالغة الدقة والصرامة" و"يلحظ العودة إلى التوازن في المالية العامة عام 2016".
وفي رده على فرنسوا بايرو الذي شكك في قدرته على تصحيح أوضاع المالية العامة، شدد فرنسوا هولاند على "الجدية المالية" لبرنامجه، واعدا بأنه "سيبذل كل ما في وسعه لتحريك صناعتنا وإتاحة الإنتاج في فرنسا"، كما تعهد المرشحان بتعزيز الضوابط الاخلاقية في الحياة السياسية، وهو موضوع آخر يطالب به بايرو داعيا الى تنظيم استفتاء حوله.
في هذه الأثناء شددت مارين لون التي حلت في المرتبة الثالثة في الدورة الأولى (11.9% من الأصوات)، في مقابلة أجرتها معها صحيفة جورنال دو ديمانش الإلكترونية السبت على ان الجبهة الوطنية (يمين متطرف) التي باتت محور الحملة الانتخابية حققت "انتصارا أيديولوجيا" داعية إلى "انفجار الحياة السياسية".
وهدف مارين لوبن هو ترسيخ نتائج الدورة الاولى خلال الانتخابات التشريعية المقبلة، وهو كذلك هدف خصمها من جبهة اليسار جان لوك ميلانشون، وقالت لوبن "إذا وصلنا إلى الجمعية الوطنية، سوف نحطم كل شيء: العادات، المساومات، التواطؤ، سنقول كل شيء للفرنسيين".
من جهته باشر ميلانشون الوزير السابق في حكومة ليونيل جوسبان، محادثات مع السكرتيرة الأولى للحزب الاشتراكي مارتين أوبري لبحث تقديم ترشيحات مشتركة للحزب الاشتراكي وجبهة اليسار في الدوائر التي تواجه "مخاطر" فوز مرشح من الجبهة الوطنيّة.