بدأت أمس شحن أولى كميات من البطاطس سيتم تصديرها إلى روسيا، بعد إلغاء الحظر الذى استمر لمدة عام تقريبا، صرح بذلك ل(الشروق) على عيسى، رئيس المجلس التصديرى، متوقعا أن تصل الكميات التى سيتم تصديرها إلى روسيا إلى نحو 40 ألف طن وهو أقل من العام الماضى. وقال عيسى إن روسيا قررت حتى تطمئن لاتخاذ قرار يسمح للمصدرين المصريين باستئناف تصدير البطاطس إلى بلادها، أن ترسل مجموعة من العاملين فى الحجر الزراعى لديها لتحليل البطاطس فى مصر قبل تصديرها، وقد بدأوا العمل منذ نهاية الأسبوع الماضى، وقاموا بالكشف على الانتاج فى 12 محطة حتى الآن، مشيرا إلى أن طلبات التصدير تتوالى من الشركات وبلغ عددها نحو 20 طلبا، «وسيستمر عمل لجنة الحجر الزراعى الروسى فى مصر حتى نهاية الموسم فى يونية المقبل».
وأضاف ان مصدرى البطاطس بصفة عامة سواء الذين تم تحليل إنتاجهم، أو الذين لم يتم تحليل إنتاجهم فى مصر بدأوا فى شحن كميات منها أمس تمهيدا لتصديرها إلى السوق الروسية، ولكنه توقع ان يتم استبعاد الشركات التى يثبت وجود عفن بنى فى إنتاجها، «بالأحرى ستمنع دخول تلك الشحنات بلادها» حسب قوله.
وكانت روسيا قد قررت حظر تصدير البطاطس المصرية لها فى شهر يونية الماضى بسبب دخول شحنات من البطاطس مصابة بمرض العفن البنى، وطلبت روسيا توافر شروط معينة، ورغم إعلان الجانب المصرى الالتزام بها، إلا أن الجانب الروسى تلكأ فى قبول البطاطس المصرية ،«وقد قام عدد من المصدرين بالاعتصام امام السفارة الروسية قبل أسبوعين تقريبا للضغط على روسيا لفتح سوقها للصادرات المصرية، كما تقدم وزير التجارة والصناعة بطلب رسمى للسفير الروسى فى ذلك الوقت لتحديد موقف بلاده من التصدير.
وبسبب تعنت الجانب الروسى هددت الحكومة المصرية الجانب الروسى بمعاملته بالمثل فى مسألة البطاطس، وذلك بحظر استيراد القمح الروسى الذى يمثل حاليا 35% من القمح المستورد فى مصر، وتعتبر مصر أكبر مستورد للقمح فى العالم، وكان القمح الروسى فى السنوات الأخيرة وحتى عام 2010 يمثل 60% من تلك الواردات، لكن تقلصت مجددا إلى ما دون ال50% بسبب أزمة المناخ فى روسيا والتى ضربت الإنتاج، ودفعتها إلى منع التصدير لتلبية احتياجاتها المحلية.
وتعتبر روسيا من أكبر الأسواق التى تستوعب الصادرات المصرية من البطاطس وتتراوح الكميات التى تأخذها من المنتج المصرى بين 25 و30% سنويا من إنتاج يفوق المليونى طن، حسب عيسى، مشيرا إلى أن روسيا حصلت على 60% من البطاطس المصدرة من مصر العام الماضى.
وأشار عيسى إلى أن كميات البطاطس المصدرة إلى روسيا ستقل بنسبة كبيرة هذا العام، حيث قامت نحو 90 شركة بتصدير البطاطس العام الماضى، وغالبا لن تزيد على 30 شركة فى هذا الموسم الذى شارف على الانتهاء.
على جانب آخر استبعد عيسى تعنت موظفى الحجر الزراعى الروسى فى طريقة الكشف على البطاطس المصرية، كونهم يلجأون إلى تحليل بطاطس غير مفروزة أو التى تعتبر سيئة، وقال إن هذه طريقة علمية فى التحليل لأن فرز البطاطس قد يخفى المرض وإذا وجد فى البطاطس السيئة فهذا يعنى أن العفن منتشر فى كل المحطة، «لكن الحمد لله حتى الآن لم يجد عمال الحجر الزراعى أى إصابات رغم تحليل عينات من 12 محطة».
