قرى صغيرة متناثرة بطول الطريق تقطنها قبائل سيناوية، وأشجار للزيتون على مساحات متباعدة جفت جراء نقص المياه، ومساحات شاسعة تقدر بآلاف الأفدنة من الأراضى الصالحة للزراعة والتى لا ينقصها سوى المياه، تمتد على طول الطريق المؤدى إلى منفذ العوجة الحدودى مع إسرائيل، مقابل المساحات الخضراء التى تمتد على مرمى البصر بطول الشريط الحدودى من الجانب الإسرائيلى. «لو كانت سيناء معاهم ال 40 عاما الماضية، لكانوا حولوها إلى أوروبا»، هكذا تمتم أحد نواب لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب متحسرا، عند معبر «العوجة» الحدودى مع إسرائيل، ضمن فاعليات زيارة اللجنة لشمال سيناء للوقوف على أبرز مشاكل أرض الفيروز، وعرض تقريرها عن الزيارة عقب العودة على مجلس الشعب.
المحافظ لازم اللجنة.. وأهالى لم يقابلوها
لازم محافظ شمال سيناء، اللواء السيد عبدالوهاب مبروك، اللجنة طوال أيام الزيارة ولم يتركها، كما حاول جاهدا أن «يجمل الصورة» بقدر استطاعته، وأن يظهر الجهات التنفيذية بالمحافظة كما لو أنها تعمل ليل نهار لتحويل سيناء إلى الجنة الموعودة، وكأن الشعب السيناوى هو من يعرقل التنمية، وكان من تعليقاته على مشهد طوابير السيارات أمام محطات البنزين، أن أكد لأعضاء اللجنة أنه لا توجد أى أزمة فى نقص السولار بالمحافظة، وأن جميع السيارات المتزاحمة على المحطات «تنكها مليان!». وبجهد استطاع عدد غير قليل من أهالى العريش مقابلة أعضاء اللجنة خلال لقاء مشايخ وعوائل القبائل والقوى السياسية بالقرية الشبابية بشمال سيناء للتعرف على مشاكلهم، حيث اتهمه الأهالى بأنه محافظ من العهد البائد جاء به الرئيس المخلوع مبارك قبل تنحيه عن السلطة.
مطالب بممر تجارى آمن وتعمير المنطقة الحدودية
ارتكزت شكاوى مشايخ القبائل من ظاهرة الانفلات الأمنى خصوصا منطقتى الشيخ زويد ورفح، وأرجعوا أسبابه إلى تهريب الأسلحة عبر الإنفاق الحدودية مما أدى إلى انتشار الأسلحة الحديثة بالأخص بين شباب سيناء.
لا تنمية بغير تملك الأراضى
اشتكى أهالى سيناء من عدم تملك أراضيهم وفقا للمرسوم بقانون رقم 14 لسنة 2012، واقتصار الأمر على حق الانتفاع، وقال أمين القصاص نقيب المحامين أنه لا تنمية فى سيناء إلا بالتمليك، ولا تعمير لها إلا بالاعتراف بأراضيهم، فى حين أكد، نقيب الزراعيين بالمحافظة، المهندس محمود الكاشف، أن قضية التملك تعوق التنمية فى سيناء والاستثمار فى الأراضى الزراعية، مشددا على ضرورة وضع خطة لحفر الآبار العميقة لزراعة ألوف الأفدنة من الأراضى المستوية التى لا ينقصها سوى المياه.
وطالب الأهالى النواب بالتدخل لاستصدار عفو عن مئات المسجونين من أهالى سيناء منذ عهد العادلى، مشددين على أن أهالى سيناء هم من حموا حدود البلاد عقب الثورة، وأن المخابرات العامة أو الحربية لم تقبض على جاسوس واحد من أبناء سيناء، مع ضرورة التدخل الدبلوماسى للإفراج عن كل المسجونين من أبناء سيناء فى السجون الإسرائيلية.