جاء اختيار فيلم «بعد الموقعة» للمخرج يسرى نصر الله للمشاركة فى المسابقة الرسمية للدورة 65 من مهرجان كان التى تقام فى شهر مايو المقبل لتلفت الأنظار الى حقيقة يصعب تجاهلها. فخلال ربع القرن الأخير على الأقل لم يمثل مصر فى «كان» سوى يوسف شاهين الشهير ب«الأستاذ» بفيلم «وداعا بونابرت» عام 1985 وكان يسرى نصر الله التلميذ مساعدا له فى هذا العمل، وبعده «المصير» لشاهين عام 1997، ثم غياب طويل وعودة مرة أخرى بفيلم يسرى نصر الله.. وهو الأمر الذى يدفعنا للبحث عن إجابة لسؤال.. «هل المشاركة المصرية فى كان قاصرة على يوسف شاهين وتلاميذه؟»
المخرج مروان حامد، رغم قناعته بأن يسرى نصر الله استفاد كثيرا من عمله مساعدا ليوسف شاهين، إلا أنه رفض اعتباره (يسرى) من نفس مدرسة الأول، حتى تختاره إدارة مهرجان كان بناء على هذه التبعية الافتراضية.. يضاف إلى ذلك أن الفيلم لم يشاهده أحد حتى يحكم أن كان به سينما يوسف شاهين أم لا.
ويرى حامد أن أفلام يسرى نصرالله لا تشبه بعضها حتى يقال إنها نفس مدرسة أفلام يوسف شاهين، فإذا شاهدت «احكى يا شهرزاد» ستجده مختلفا عن «المدينة»، و«جنينة الأسماك»، فهو مخرج لا يكرر نفسه ولا يمكن أن تتوقع ما يقدمه سواء على مستوى السرد أو التكنيك لذلك يصعب تصنيفه، لذلك تبقى الجرعات الإنسانية هى الرابط الوحيد بين أعماله.
وشدد حامد على أن يسرى نصرالله إذا كان يقلد يوسف شاهين لما وصل إلى المشاركة فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان، كما أن من يشاهد أفلام يسرى نصرالله لن يرى فيها غيره، لأنه له مدرسته الإخراجية الخاصة تحمل توقيعه، فهى ملكه 100% لا شريك له فيها.
وأشار إلى أن جميع أفلام يسرى نصرالله تحظى بمشاركات مميزة فى أهم مهرجانات العالم، لذلك كان متوقعا جدا أن يكون على رأس القائمة المرشحة لتمثيل مصر فى مهرجان كان.
أما الناقد يوسف شريف رزق الله فرأى أن يسرى نصر الله تعلم من صفات يوسف شاهين، مضيفا: «على الأقل تعلم منه كيف يحلم»، لكن هذا ليس له علاقه بأن يسرى نصرالله له عالمه الخاص المتميز ومدرسته المنفصلة عن يوسف شاهين، كما أن له علاقات سينمائية كبيرة واسمه معروف عالميا، وهذا يؤكد أن عدم مشاركة أى مصرى فى «كان» بعد يوسف شاهين الا أحد تلاميذه يسرى نصر الله هى مجرد صدفة.
وكشف رزق الله أن السينما المصريه مليئة بالكفاءات مثل محمد دياب صاحب فيلم «678» الذى أبهر العالم وتم شراء حقوق توزيعه عالميا، وغيره، إلا أن أزمتهم فى أنهم غير قادرين على الوصول الى المهرجانات الكبرى، وهو الأمر الذى سيسهله بشكل كبير مشاركة يسرى نصرالله، فهى ستلفت أنظار العالم على أن فى مصر سينما قوية وراقية، وأن لدينا أفلاما تستحق المشاركة فى أهم مهرجانات العالم.
المخرج محمد خان استبعد أن يكون قد تم اختيار فيلم «بعد الموقعة» لأنه ينتمى لمدرسة إخراجية معينة، مؤكدا فى الوقت نفسه أن المشاركة فى مسابقة مهرجان كان يكون للموضوع المقدم نصيب الأسد فيها.
وشدد خان على أن السياسة تلعب دورا كبيرا فى اختيار الأفلام التى تمثل الدول فى «كان»، وفيلم يسرى نصرالله يتناول الثورة المصرية.
خان لم يتجاهل دور المخرج وأسلوبه فى اختيار الفيلم، مؤكدا «من غير المعقول أن يتم اختيار فيلم غير جيد فنيا، ولكن ما أقصده أن طبيعة الموضوع الذى يتناوله الفيلم يتم وضعها فى الاعتبار مع الفنيات جنبا إلى جنب».
وأوضح خان أن المشاركة فى حد ذاتها شرف كبير للسينما المصرية، وستساهم بشكل كبير فى انتشار الصناعة عالميا، كما أنها ستعطى للمخرج يسرى نصر الله رخصة عالمية، وتمنى خان أن تكتمل الفرحة بحصول نصر الله على جائزة.