بعد طول انتظار «أهل الهوى» يخرج الى النور، هذا المسلسل الذى كتبه محفوظ عبدالرحمن وظل حبيس الأدراج انتظارا لتحسن الأوضاع المادية داخل قطاع الانتاج المتعثر منذ اندلاع ثورة يناير، محفوظ عبر عن سعادته ببدء تصوير أول مشاهد العمل بعد أن استقر على فريق عمله ليحل المخرج عمر عبدالعزيز مكان المخرج إسماعيل عبدالحافظ والفنان فاروق الفيشاوى بدلا من توفيق عبدالحميد. فى البداية واجهت محفوظ بغرابة هذه الاستبدالات من مخرج كلاسيكى إلى مخرج معروف عنه ميله للكوميديا فقال:
العمل يدور فى فترة زمنية غاية فى الصعوبة وتحديدا من عام 1917 حتى عام 1923 أى أثناء الحرب العالمية وبعدها وقد تعرض الشعب المصرى حينها لكثير من الضغوط فلجأوا إلى الكوميديا كنوع من المقاومة السلمية بلا سلاح وعليه فهناك خط كوميدى فى العمل لا يمكن تجاهله، ولذا رأيت ان عمر عبدالعزيز الأنسب لهذا العمل إلى جانب أنه مخرج سينمائى وقادر على تغيير شكل الشاشة بما يتناسب مع لغة العصر إضافة أنه غير مرتبط بأى عمل ولقد وقع اختيار المخرج على الفنان فاروق الفيشاوى وهى رؤيته الخاصة.
وردا على أن كلا من فاروق وتوفيق أكبر سنا من المرحلة العمرية لبيرم التونسى فى هذا العمل خاصة أن الفنان تيم الحسن كان المرشح الأول لهذا الدور فقال:
وفيما يتعلق بتيم الحسن فهذا كان ترشيحا تجاريا بهدف ترويج العمل وأنا لا أحب هذه الطريقة أبدا والتى يتم فيها إغفال دور النص والإخراج ولعل أغبى وسيلة لتسويق العمل هى تلك التى تعتمد على الاعلانات، اما فيما يتعلق بفارق السن بين الفيشاوى وبيرم التونسى الذى يجسد شخصيته فهناك أيضا سيد درويش الذى مات وهو فى الثلاثين من عمره والمتوقع أن يجسد شخصيته حفيده الفنان إيمان البحر درويش الذى بلغ مرحلة سنية أكبر ولكن من خلال الصور التى امتلكها لهذه الشخصيات أؤكد أن شكل المصريين قديما كان أكبر من أعمارهم الحقيقية ولذا فسواء فاروق أو إيمان فكلاهما أقرب فى الشكل من الشخصيتين إلى جانب أنهما قادران على إقناع المشاهد بأدائهما.
واستطرد: وهنا أتذكر واقعة الفنان الراحل أحمد زكى الذى جاء ليزورنى فى منزلى قبل مرحلة مرضه الأخيرة وشاهد صورا لسيد درويش وتمثالا له فاختفى قليلا وعاد «وشعره منكوش» واقترب من تمثال سيد درويش وقال لى هكذا أنا أشبهه تماما وتحمس للعب الشخصية واتفقت مع الإعلامى حسن حامد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون حينها على تنفيذ هذه الفكرة وفى اليوم الذى تحدد فيه موعد اجتماع ثلاثتنا تعرض أحمد زكى لوعكة صحية شديدة دخل بسببها المستشفى ورحل عن عالمنا.. والقصد هنا أن السن لن تمثل أى عائق على الإطلاق.
وقال محفوظ: كلنا كمبدعين نقدم تنازلات حتى ترى أعمالنا النور وأحيانا تكون موجعة أو مقبولة وأحرص أن تكون تنازلاتى مقبولة فى جميع الأحوال وإذا علمنا أن هناك شروطا يفرضها بعض الفنانين غير مقبولة بالمرة بالنسبة لى فهناك فنان يريد الظهور فى كل المشاهد وآخر يسبب مشكلات بسبب طريقة كتابة الأسماء على التتر وآخر يبالغ فى أجره بشكل تعجيزى للجهة المنتجة وعليه فنحن نحاول التحايل على هذه الظروف واختيار أشخاص من الممكن ألا يكونوا فى نجومية البعض ولكنهم أصحاب موهبة حقيقة وقدرة تمثيلية لا ينكرها أحد عليهم.
وأضاف: هناك حماس غير طبيعى من قطاع الإنتاج لتمويل هذا العمل بتوفير كل ما يحتاجه من ديكورات فى مدينة الإنتاج الإعلامى تناسب الزمن الذى تدور فيه الأحداث، وتعاقدوا مع عدد كبير من الفنانين، أما بالنسبة لقضية العرض فى رمضان فهى لا تشغلنى ولو أردت أن أفصح عن رغبتى الخاصة فأتمنى عرض العمل خارج رمضان فهو محرقة لكل الأعمال على مدار السنوات ال10 الأخيرة إلى جانب أننى أتوقع أن هذا الموسم سيكون أفشل موسم درامى ولن أفصح عن مبرراتى إلا بعد انتهاء شهر رمضان المقبل.