قال المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان- برنستون لايمان، أمس الخميس، إن البلدين يريدان إيجاد سبل لتجنب اندلاع حرب شاملة مع تصاعد العنف وتهديد الرئيس السوداني عمر البشير بالقتال ضد جارته الجنوبية.
وصرح لايمان، للصحافيين عقب محادثات في البلدين، أن الجانبين يريدان طريقًا للخروج من الأزمة، وأنه يضغط على جنوب السودان للانسحاب من منطقة هجليج النفطية التي احتلها.
وقال "استطيع أن أقول بكل ثقة أن جميع من تحدثت معهم تقريبًا قالوا (لا نريد خوض حرب شاملة ضد بعضنا)". وأكد أن البلدين يريدان إيجاد سبيل للخروج من الأزمة.. ورغم أن لدى كل منهما طريقة مختلفة، ولكن الطرفين يريدان ذلك.
وأقر بأن البلدين يعانيان أزمة خطيرة جدًا، إلا أنه قال إنهما يدركان وجود ضغوط دولية.
وهدد الرئيس السوداني عمر البشير، أمس الخميس، بتلقين حكومة جنوب السودان درسًا بالقوة بسبب احتلال قواتها منطقة هجليج النفطية، مشككًا في احتمال إصدار الأممالمتحدة عقوبات ضد دولة جنوب السودان.
وبعدما أعرب عن أسفه لقيام الخرطوم بتصعيد التوتر مع هذا النوع من الخطابات القوية، أوضح لايمان أنه طلب من رئيس جنوب السودان سلفا كير أن يأخذ بالاعتبار رد الفعل الجماعي من قبل الأسرة الدولية، طالبًا منه سحب قوات جنوب السودان من هجليج.
وأضاف عليهم أن يدركوا أن العالم ينظر إليهم، وأنهم سلكوا طريقًا خطيرًا ويتوجب عليهم التراجع.
وتصاعد التوتر بين البلدين منذ أن احتلت جنوب السودان التي استقلت العام الماضي بدعم قوي من الولاياتالمتحدة، منطقة هجليج النفطية.
واندلعت المواجهات بين الدولتين في التاسع من ابريل عقب قصف مدفعي وجوي لمناطق في جنوب السودان واحتلال قوات جنوب السودان منطقة هجليج التي يقع فيها حقل رئيسي لإنتاج النفط السوداني.
كما دارت مواجهات في عدد من المناطق الحدودية بين الدولتين.
والمعارك في هجليج هي الاسوأ منذ انفصال جنوب السودان عن الشمال العام الماضي بموجب اتفاق سلام 2005 الذي أنهى الحرب الأهلية بين الطرفين.
وكان مجلس الأمن الدولي قد بحث الثلاثاء احتمال فرض عقوبات ضد السودان وجنوب السودان لاقناع البلدين بالخروج من منطق الحرب، ولكن لايمان أوضح أنه من السابق لأوانه في هذه المرحلة الإفصاح عن الموقف الأميركي حيال هذه المسألة.
وأكد لايمان من جهة أخرى أن السودان أعطى موافقته المبدئية على السماح بنقل المساعدات الإنسانية إلى جنوب كردفان، وإن كانت الخرطوم تتساءل عن كيفية تطبيق هذا الأمر.
وتشهد جنوب كردفان وهي آخر ولاية نفطية للسودان منذ انفصال جنوب السودان، مواجهات منذ يونيو 2011 أدت إلى سقوط مئات القتلى بين الجيش السوداني والمتمردين الجنوبيين السابقين.
وتعتبر واشنطنوالأممالمتحدة أن جنوب كردفان مهددة بالمجاعة. وأكد الموفد الأميركي أن الوضع يسوء هناك، لافتًا إلى أن إرسال مساعدات إنسانية قد يسمح بوقف المعارك في هذه المنطقة وإشاعة مناخ أكثر ملائمة للسلام.