قال المرشح الرئاسي حمدين صباحي: إن ترشح اللواء عمر سليمان للرئاسة بعد ثورة المصريين يعد عدوانا أخلاقيا على المصريين واستهزاء بدماء الشعب. وتساءل صباحي –خلال لقاء له مع الإعلامي خالد صلاح على فضائية النهار- كيف يمكن لنائب رئيس حكم الشعب عليهما بالإعدام سياسيا من الترشح، مستنكرا ادعاء عمر سليمان بأن سبب ترشحه هو التصدي للإخوان قائلا إن سليمان ابن النظام القمعي والتصدي للإخوان لا يكون بنصب المشانق.
وحذر صباحي من خطورة تأجيل الانتخابات كونها إحدى حلقات جدول المرحلة الانتقالية الراهنة، مؤكدا أن التأجيل ستكون عواقبه غير محمودة خاصة على المجلس العسكري الذي ستوجه له أصابع الاتهام، لافتا إلى أن الدستور من الممكن أن يوضع قبل الانتخابات وينتهي في ميعاده، في إشارة منه إلى أن مشكلة الدستور ليست في توافق المصريين على المبادئ الدستورية ولكن في محاولة البعض السيطرة عليه، قائلا إن الحل يكمن في وضع دستور يشمل جميع طوائف المجتمع دون سيطرة أو استبعاد لأحد، على أن لا يكون ضمن اللجنة التأسيسية للدستور أي من نواب مجلسي الشعب أو الشورى.
وأضاف قائلا: أعضاء البرلمان محل احترام وتقدير أيا كان رأيي في أداء البرلمان، لذلك لابد من احترام الشعب المصري كذلك بعدم السيطرة على الدستور، موضحا أن المصريين يريدون رئيسا يطمئنون لأنه سيبني دولة تقوم على الديمقراطية والعدالة واستقلال القرار الوطني، قائلا إننا أمام نوعيات من المرشحين محسوبة على النظام القديم نجاحها يعيد نظام مبارك، وآخرين ينتمون للتيار الإسلامي وهم متعددون وبدرجات متفاوتة.
واشار صباحي إلى أن مصر تشتمل على أربعة مدارس وهي المدرسة الإسلامية والليبرالية واليسارية والناصرية، ولا يصح لمدرسة دون الأخرى أن تستولي على البرلمان والحكومة وكذلك الرئاسة، مشددًا على أن مصر تحتاج لشراكة وفريق رئاسي يليق بمصر بعد الثورة، قائلا إن الرئيس القادم لا ينبغي أن ينتمي لمبارك والأفضل أن يكون معبرا عن فكرة الدولة الديمقراطية المدنية ويكون أصيلا في هذه الدولة وليس مستجدًا بها.
وأوضح حمدين أنه يؤمن بأن الدولة القادمة لابد أن تُعبر عن المصريين، قائلا إنه في رأيه الشخصي وجود برلمان إسلامي وحكومة مكونة من إسلاميين يمنع وجود مرشح رئاسي إسلامي وذلك لتحقيق مبدأ المشاركة والتنوع، مشيرًا إلى أن عدد المنتمين للأحزاب من الشعب المصري لا يزيد عن 10% أي أن 90% من المصريين أشخاص متدينون ويرغبون في بناء دولة مدنية دون تعصب أو تشدد.
فيما رحب صباحي بتشكيل فريق رئاسي مشترطًا أن يأتي رئيس مدني وليس دينيا أو من نظام مبارك، مضيفا أنه إذا تولى الرئاسة تشكيل فريق رئاسي متنوع به نائب إسلامي وليبرالي ويساري من ضمنهم شاب وقبطي وامرأة، بجانب عدد من المستشارين وممثلي الشعب.
وتابع حمدين بأنه يسعى لتحويل مصر خلال 8 سنوات إلى دولة ناهضة مثل البرازيل وتركيا والهند والصين، ولن يتمكن من ذلك باقتصاد اشتراكي أو رأسمالي ولكن باقتصاد مختلط، واستطرد قائلا إنه يتمنى وجود رأس مال وطني في مصر يفيد البلد وفى هذه الحالة سيدعمه ويحميه بل وسيعطيه مزايا مقابل أن يحقق التنمية المنشودة.
وأضاف أنه سيفرض الضريبة التصاعدية من 20% إلى 27% علما بأن ال7% الزيادة كانت تدفع كرشاوى، ولكنه سيجعل رجال الأعمال يدفعونها بكرامة ونفس راضية ليتم استغلالها لتحقيق النهضة والخدمات الاجتماعية في البلد، نافيا في الوقت نفسه تلقيه أي تمويل خارجي قائلا إنه سيفتح حسابا في البنك لجمع التبرعات لتمويل الحملة وسيطالب الجهاز المركزي للمحاسبات بالإشراف على الأموال بجانب أعضاء حملته الانتخابية، مشددا على أن رئيس مصر لا ينبغي أن يأتي سوى بأموال مصرية وليست أمريكية أو إسرائيلية، مستبعدا أن يكون للمجلس العسكري مرشح قائلا إن المجلس لابد وأن يبتعد عن السياسة ويعود لمهمته الرئيسة وهي حماية مصر وحدودها.