من الممكن أن تحقق المعارضة الليبرالية في كوريا الجنوبية فوزا مفاجئا في الانتخابات البرلمانية التي تجري هذا الاسبوع بفضل من هم دون سن الاربعين ووسائل التواصل الاجتماعي وذلك على الرغم من أن استطلاعات الرأي تظهر انها تسير كتفا بكتف مع الحزب الحاكم المحافظ. ويقول خبراء ان القائمين على استطلاعات الرأي التقليدية يبنون توقعاتهم على أصحاب خطوط الهواتف الثابتة بينما نادرا ما يستخدمها من هم في العشرينيات والثلاثينيات من العمر الذين يشكلون 37 في المئة من الناخبين في اكثر دولة في العالم استخداما لوسائل الاتصال اللاسلكية.
وأغلبية الشبان الذين يحملون معهم على الارجح الهواتف الذكية مثل سامسونج جالاكسي او ابل ايفون من الليبراليين ويعبرون عن ارائهم على الانترنت من خلال هذه الهواتف.
وقال لي جون سيوك (27 عاما) وهو خبير كمبيوتر تلقى تعليمه في جامعة هارفارد وجرت الاستعانة به للمساعدة في تحديث تواجد حزب ساينوري الحاكم المحافظ على الانترنت "نحو 20 بالمئة من الاراء التي يجري التعبير عنها في الفضاء الالكتروني تؤيدنا و80 بالمئة تعارضنا.
"كأنك متى تقول شيئا في صالح حزبنا تتعرض للهجوم."
واكثر خمسة ساسة شعبية على تويتر من اليسار. وأبرز المحافظين على تويتر هو المرشح لانتخابات الرئاسة بارك جيون هيي الذي يحتل المركز الثامن وله ما يقرب من 180 الف متابع وفقا لما يقوله موقع كوريان تويترز دوت كوم المتخصص في الاحصائيات المتعلقة بهذا الموقع للتواصل الاجتماعي.
من ناحية أخرى وفي استطلاع تقليدي للرأي أجرته مؤسسة ريال ميتر بين 26 و30 مارس اذار حصل الحزب الحاكم على تأييد نسبته 39.8 في المئة وحصل الحزب الديمقراطي المتحد المعارض الرئيسي على 30.5 في المئة وحصل شريكه في الائتلاف الحزب التقدمي المتحد على 8.1 في المئة.
وفي نهاية العام الماضي أظهرت استطلاعات الرأي التقليدية احتلال المحافظين مركزا متأخرا عن المعارضة لكنها تشير الان الى عودة الحزب الحاكم. ويقول خبراء ان هذه الاستطلاعات معيبة.
وقال يون هي وونج من معهد كوريا سوسايتي اوبينيون للابحاث "أنظمة الاتصال العشوائي بأرقام بناء على خطوط ثابتة تستبعد الشبان والموظفين الذين يعودون الى منازلهم متأخرا والاسر التي لا تملك خطوطا أرضية."
والمجتمع الكوري الجنوبي هو ثاني اكبر مجتمع للتدوين في العالم بعد الصين. وأظهرت دراسة أجرتها جامعة سنغافورة للادارة أن استخدام تويتر في كوريا الجنوبية هو ضعف المتوسط العالمي. ويلعب الاثنان دورا كبيرا في الانتخابات لان الحكومة رفعت حظرا على الدعاية الانتخابية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال كيم مي وها (47 عاما) وهو مقدم برامج كوميدية على التلفزيون له نحو 290 الف متابع على تويتر وينتمي لمجموعة من المشاهير البارزين الذين يتبنون على تويتر قضايا ليبرالية "على تويتر نحن مثل الطيور التي تتحدث مع بعضها البعض. هذا شيء لا يمكن التحكم فيه."
وساعد كبار مستخدمي تويتر مثل كيم في انتخاب ناشط مستقل رئيسا لبلدية سول لتنتهي بذلك سيطرة المحافظين على العاصمة العام الماضي.
وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي أشارت الى تقدم بارك وون سون الذي فاز في النهاية في انتخابات رئيس البلدية فان النتيجة كانت أكثر حسما لصالحه مما أشارت اليه استطلاعات الرأي.
كما مثلت وسائل التواصل الاجتماعي ثقلا موازيا لوسائل الاعلام التقليدية التي تسيطر على معظمها تكتلات تهيمن على الاقتصاد الذي يحتل المرتبة الثالثة عشرة بين اكبر اقتصادات العالم.
ومن الممكن أن يدفع هذا الناخبين الشبان الذين يساورهم القلق بشأن قضايا مثل تزايد التفاوت في الدخول ليحتشدوا وراء الحزب الديمقراطي المتحد المعارض لاتفاق التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة ويريد فرض قيود على الشركات الكبيرة.
وقال كيم مقدم البرامج الكوميدية "لا أعلم نوعية الالاعيب التي سيمارسها الساسة من خلال تويتر لكن العدد الهائل من الشبان بين السكان سيشارك في الانتخابات في كل الاحوال."
ونتيجة للنجاح الذي أحرزته المعارضة في حشد اصوات الشبان في حملة انتخابات رئيس بلدية سول رد حزب ساينوري بتعزيز وضعه على وسائل التواصل الاجتماعي لكنه يعترف بأنه يواجه معركة صعبة.
ويقول لي الخبير الذي يعمل لحساب الحزب الحاكم ان أحد اسباب النجاح الشديد لموقع تويتر في كوريا الجنوبية هو أن مساحة المئة وأربعين حرفا التي يوفرها الموقع لكل تغريدة تلائم اللغة الكورية بشدة اذ تسمح بكتابة كلمات اكثر كثيرا من التي تكتب بالانجليزية في هذه المساحة.
وأضاف "بالانجليزية كل ما تستطيع أن تفعله هو أن تخبر احدا بأن يشاهد رابطا على موقع يوتيوب. (لكن) بالكورية تستطيع أن تشرح ما يدور مقطع الفيديو حوله بل وايضا يمكنك التحدث عن شعورك تجاهه."
وتعتبر الانتخابات البرلمانية لكوريا الجنوبية تجربة لانتخابات الرئاسة. وستمثل الانتخابات التي تجري في ديسمبر كانون الاول اختبارا مهما لما اذا كان الليبراليون الذين يستخدمون موقع تويتر قادرين على تحويل سيطرتهم على الفضاء الالكتروني الى نفوذ سياسي.
ويقول يو تشانج جو الذي ساعد بارك وون سون على الفوز بمنصب رئيس بلدية سول ويقدم له المشورة الان بشأن استراتيجية الوسائط الجديدة ان عدد مستخدمي تويتر سيتضاعف بحلول موعد انتخابات الرئاسة في ديسمبر الى نحو عشرة ملايين او قرابة خمس السكان.
وقال هوه تشانج ديوج استاذ علم الاجتماع في جامعة يونجنام "تويتر أداة لكثير من الكوريين المعتدلين للتعبير عن غضبهم من الاثرياء والادارة الحالية والحزب الحاكم.
"انتخابات العام الحالي ستكون بين مجموعة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مقابل المجموعة التي لا تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي