من مظاهرة محدودة اندلعت أمام مقر الجامعة الأمريكية بوسط القاهرة ظهر يوم 6 أبريل 2008، للتضامن مع عمال مصنع الغزل والنسيج بالمحلة فى إضرابهم عن العمل للمطالبة برفع أجورهم وتحسين ظروف العمل، سرعان ما تمكنت الأجهزة الأمينة من تفريق المشاركين فيها بالقوة، لمؤتمرين أعلنت جبهتا الحركة عن تنظيمهما للاحتفال بالذكرى الرابعة لتأسيسها، الأول ستعقده الجبهة الديمقراطية بمركز إعداد القادة، والثانى ستنظمه جبهة أحمد ماهر بمسرح وزارة الشباب والرياضة... هكذا اختلف حال حركة «شباب 6 أبريل» منذ تأسيسها عام 2008 للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية وانتهاء بالاحتفال بانطلاقتها الخامسة اليوم. «لم ننس الشارع ولا نؤمن بجدوى النضال من داخل الغرف المكيفة ومصرون على استكمال أهداف الثورة التى حققت نجاحات محدودة منذ اندلاعها، واحتفالنا يتضمن تكريم أسر شهداء الثورة»، هذا ما قاله منسق الحركة أحمد ماهر.
التطور السريع للأحداث التى تشهدها المرحلة الانتقالية، وآخرها التشكيل «المعيب» للجمعية التأسيسية والدفع بخيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، الذى أربك المشهد السياسى فى مصر، منع الحركة من تنظيم فعالية احتجاجية ضخمة فى الذكرى الرابعة لتأسيسها، بحسب تفسير ماهر الذى أكد أنهم «يبحثون تنظيم احتجاجات واسعة، فى 8 أبريل الحالى، للمطالبة بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية وإلغاء المادة 28 من الإعلان الدستورى، التى تمنع الطعن على قرارات اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية مما ينذر بتزويرها، بعد الإعداد لها بشكل كاف».
مضيفا «نرى أن احتجاجات 6 أبريل 2008 كانت بمثابة بروفة تحضيرية للثورة لأنها الحدث الأكبر الذى احتج فيه المصريون بشكل غير مركزى على فساد النظام مبارك القمعى».
وكان للمكان الذى سيشهد احتفالية «جبهة ماهر» بوزارة الشباب والرياضة دلالة أن «مؤسسات الدولة لم تعد حكرا على المسئولين الحكوميين فقط وهذا أحد النجاحات المحدودة وربما المكسب الوحيد الذى اقتنصه الثوار بعد الثورة»، على حد تعبير ماهر.
موضحا أن «دار الكتب والوثائق القومية، التابعة لوزارة الثفافة، ستنظم اليوم احتفالا، هو الأول من نوعه، لتكريم نشطاء الحركة لدورهم فى الثورة المصرية».
من جانبه، فسر المتحدث الإعلامى للجبهة الديمقراطية طارق الخولى إحياءهم للذكرى الرابعة لتأسيس الحركة بمركز إعداد القادة بقوله «واجهنا صعوبة فى إحياء الذكرى بفعالية احتجاجية لأن المناخ العام غير مهيأ فالمصريون مصابون بالسأم بسبب طول فترة النضال الثورى دون مكاسب حقيقية للثورة». «قررنا الحشد لتنظيم مظاهرة ضخمة أمام مجلس الدولة فى 10 أبريل الحالى بالتزامن مع جلسة النظر فى الدعوى القضائية التى حركتها قوى سياسية للمطالبة بإلغاء تمثيل البرلمان بنسبة 50% فى الجمعية التأسيسة»، أوضح الخولى.
اتهامات بتلقى تمويلات خارجية والعمل لصالح قوى أجنبية لاحقت نشطاء الحركة منذ تأسيسها وتصاعدت وتيرتها قبل عام من إسقاط النظام السابق واستمرت بعد الثورة، وهو ما اعتبره منسقها العام «شيئا طبيعيا ومتوقعا لأن 6 أبريل طول عمرها بتزعج السلطة الحاكمة وهذا سبب الهجوم الشرس علينا قبل الثورة ولم يختلف الحال كثيرا بعد 25 يناير لأن المجلس العسكرى يقود الثورة المضادة ويعمل على نفس منوال مبارك».
ورفض ماهر الاعتراف بحدوث انشقاقات فى صفوف الحركة بعد الثورة، رغم ما سببه ذلك من تشويه صورتها، وقال «نشطاء الجبهة الديمقراطية تعمدوا تخريب الحركة عندما اتهمونا بتلقى تمويلات من الخارج،
واعتبر الخولى تأسيسهم للجبهة الديمقراطية، عقب تصاعد خلافهم مع جبهة أحمد ماهر فى 17 أبريل 2011، «إعادة لتصحيح المسار الخاطئ الذى انتهجه أعضاء جبهة ماهر بسفرهم المتكرر للخارج للحصول على دورات تدريبية».
وفجر الخولى مفاجأة بسفر محمود عفيفى، المتحدث الإعلامى لجبهة ماهر، مؤخرا للولايات المتحدة للحصول على دورة تدريبية برعاية السفارة الأمريكيةبالقاهرة حول «استخدام مواقع التواصل الاجتماعى فى الحشد والتعبئة ونشر أفكار الحركة».