وأعربت الولاياتالمتحدة الأربعاء عن أسفها ل"تصاعد حدة" القصف المدفعي في سوريا، رغم الاتفاق الذي تضمن وقفا للعمليات العسكرية وسحبا للآليات من التجمعات السكانية. وأودت أعمال العنف بحياة نحو 170 شخصا منذ يوم الاثنين الذي أعلن فيه عن موافقة دمشق على تطبيق خطة المبعوث الخاص كوفي عنان "فورا".
وشنت القوات السورية الخميس حملة اقتحامات ومداهمات بينما تواصلت الاشتباكات بينها وبين المنشقين في عدد من مناطق البلاد ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص، بحسب مصادر متطابقة.
في ريف دمشق، قال عضو مجلس قيادة الثورة أحمد الخطيب "وصلت تعزيزات للقوات النظامية بعد منتصف الليل إلى دوما، وبدأت الاشتباكات ساعتين قبل أن تنسحب عناصر الجيش الحر إلى البساتين المجاورة".
وأضاف الخطيب أن عملية اقتحام دوما "هي الرابعة خلال 3 أشهر"، موضحا ردا على سؤال أن "القوات النظامية تجتاح المدن بأعداد كبيرة من الجنود والآليات وتتمركز في الشوارع الرئيسية متجنبة دخول الأحياء ولا تلبث أن تعود وتنسحب منها لتنفذ عمليات في مدن أخرى تشهد احتجاجات".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات ما زالت مستمرة في أحياء دوما، لافتا إلى أن "أعمدة الدخان تتصاعد من مبنى بمحيط الجامع الكبير" للمدينة التي تقع على بعد كيلومترات من المدخل الشمالي للعاصمة".
وأشار المرصد إلى أنباء عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين إثر استخدام الرشاشات الثقيلة من قبل القوات العسكرية النظامية وعن تعطيل ناقلة جند مدرعة.
كما أفادت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات بين الجيش ومنشقين في حرستا، وذكرت في بيان أن الاشتباكات "استمرت طيلة الليلة الماضية وحتى صباح اليوم إثر استهداف الجيش الحر لأربعة قناصين من قوات النظام".
وفي العاصمة، قتل شابان فجر الخميس في حي كفرسوسة إثر إطلاق القوات الأمنية الرصاص على سيارة كانت تنقلهما، بحسب المرصد.
وشنت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في حي جوبر، الذي شهد الأسبوع الماضي تظاهرات واشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، مع دخول مدرعات وعربات مصفحة وانتشار كبير لقوات الأمن، بحسب المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي.
وفي ريف حلب، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي "يبدو أن الحملة العسكرية المتوقعة لإخضاع ريف حلب قد بدأت بقوة".
وأضاف "بدأت الحملة ليلا بقطع كافة وسائل الاتصال عن ريف حلب الشمالي (عندان وحريتان وبيانون)، ثم انطلقت التعزيزات العسكرية من محيط مدينة حلب إلى الريف".
وأشار إلى "وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر وانشقاقات في صفوف الجيش النظامي"، ولفت إلى حركة نزوح كبيرة عن المناطق الساخنة.
وأضاف الحلبي ردا على سؤال أن الحملة العسكرية للقوات النظامية تأتي "لإخضاع ريف حلب الخارج عن سيطرة النظام منذ أشهر، حيث سقطت فيه هيكلية النظام الإدارية وقامت في المقابل إدارات محلية لتنظيم شؤون هذه المناطق".
وقال الحلبي إن مدينة حلب تشهد انتشارا امنيا كبيرا "تحسبا على ما يبدو لخروج تظاهرات تضامنية مع الريف". وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر الخميس بين القوات السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في محيط بلدتي عندان وحريتان.
وأشار المرصد إلى "نداءات عبر مكبرات المساجد تدعو عناصر الجيش النظامي للانشقاق والدخول إلى البلدات، فيما قتل 3 عناصر من الجيش اثر استهداف سيارة عسكرية في ريف حلب الشمالي".
واستمرت الاشتباكات والقصف على مداخل بلدة عندان التي تعرضت لقصف بالقذائف في ظل محاولة القوات العسكرية السورية اقتحامها.
وفي ريف درعا (جنوب)، اقتحمت قوات عسكرية قرية كفرشمس وقامت بحملة مداهمات بحثا عن مطلوبين للسلطات فيما تم استهداف سيارة عسكرية في قرية النعيمة بعد منتصف الليل ما أدى إلى مقتل جنديين على الأقل من ركابها، بحسب المرصد.
وتقضي خطة عنان بوقف العنف من جميع الأطراف تحت إشراف الأممالمتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة إنسانية إلى المناطق المتضررة وإطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي.
شاهد الفيديو التالي من قناة الجزيرة لاقتحام القوات السورية