أمس الأول كان يوما مختلفا وفاصلا فى حياة مصطفى، فقد استيقظ صباحا ليتخذ القرار الصعب، «من اليوم أنا خارج جماعة الإخوان المسلمين بعد ترشيح الشاطر، وأعلن رسميا انضمامى لحملة أبوالفتوح». على حسابه بصفحة فيس بوك، كتب مصطفى استقالته المسببة أمس الأول، رغم ذلك يرفض بتصميم أن يذكر ل«الشروق» اسمه العائلى. بعدها ذهب إلى حديقة الأزهر ليشارك فى دعم أبو الفتوح مرشحا. قرار ترشيح الشاطر بالنسبة لمطصفى «خروج على مبدأ الشورى الذى اختار عدم دخول الإخوان للرئاسة»، بعد أن قام الإخوان بأكثر من استفتاء كانت نتيجته عدم دخول سباق الرئاسة.
20 عاما قضاها الشاب بين صفوف الإخوان، تربى بينهم «شبلا»، وتعلم أخلاقهم شابا، ولكن فصلا جديدا من حياته يبدأ الآن، على أبواب حديقة الأزهر.
مصطفى غادر الجماعة نفسيا عندما أحس بالدكتاتورية التى تدار بها الأمور، وشعر أن لدى زملائه بالجماعة نفس المخاوف، «ولا واحد منهم كان عنده خبر بالترتيب اللى تم لاختيار الشاطر».
قرر مصطفى أن يعلن الانسحاب، معظم أصدقائه أيضا يرفضون الشاطر، ولكن نسبة من سوف يتخذ قرارا علنيا بالاعتراض أو الانفصال «لن يزيد على 4% من أعضاء الإخوان»، كما يقدرها من أصدقائه.
لمدة شهور كان مصطفى يعمل فى الخفاء، فانضم لحملة أبو الفتوح، نزل القرى المنسية مع صديق إخوانى آخر، ليدعو له رئيسا للجمهورية «فهو فى النهاية رجل معتدل، يحمل الفكر الإخوانى الذى أؤمن به».
على بعد أمتار من مصطفى، كان 5 من شباب الإخوان يهتفون ضد الشاطر، «محروق دمنا أصلنا مفصولين طازة»، كانت صرخاتهم تمتزج بالأغانى الوطنية التى تملأ الهواء، والملصقات المضادة لخيرت الشاطر. نشاط الشباب قد يمتد إلى دعم أبو الفتوح فى الغربية، كما أحد أصدقاء مصطفى، الذى يرفض ذكر اسمه من الأصل.
الغربية هى موطن عبدالمنعم أبو الفتوح، والمحافطة التى قرر الإخوان أن يبدأوا منها حشد الأصوات لصالح الشاطر، «يوم الجمعة فى مسجد الشهيد، سوف يخصص الشيخ محمود حسين خطبة الجمعة لتبرير اختيار الشاطر»، كما يحكى الشاب.
المهمة الأساسية والقاتلة بالنسبة للشاب، هى أن انفصاله عن الجماعة «يمحو أى شك عند الناس حول انتماء أبو الفتوح للإخوان».
أمس الأول، وفى السادسة والنصف، انطلقت الألعاب النارية فى سماء حديقة الأزهر، ودخل أبو الفتوح وسط بضعة آلاف من المؤيدين. عرض فريق العمل فيلما تسجيليا يحكى فيه تاريخ المرشح من طفولته، وحتى ترشحه للرئاسة، والتاريخ التفصيلى لأبو الفتوح مع الإخوان، لم يتحدث صراحة عن فصله من الجماعة.
وسط الجماهير تتطاير منشورات جمال العشرى، مسئول المكتب الإدارى السابق لجماعة الإخوان المسلمين بالفيوم، يعلن فيها الإخوانى «سابقا» دعم أبو الفتوح «القوى الأمين»، وأن غيره من المرشحين لا يحظى بالقدر المناسب من المؤهلات لرئاسة الجمهورية.