بينما «تقارب الإخوان والمجلس العسكرى»، وطويا صفحة الخلافات التى تأججت بينهما، طوال الأسابيع الماضية، مازالت أزمة المنسحبين من الجمعية التأسيسية للدستور، تستعصى على الحل، فى الوقت الذى تبذل فيه لجنة الاتصال مع المغادرين لتشكيل الجمعية جهودا مكثفة لإثنائهم عن قرارهم، وإقناعهم بالعودة. ومثلما يحدث فى جلسات الصلح العرفية بين القبائل والعائلات، « قرأ قطبان بارزان فى المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين، الفاتحة، وتعاهدا على طى صفحة الخلافات بين الجانبين» وفق ما كشف عنه أحد المصادر المطلعة على لقاءات الطرفين.
المصدر الذى اشترط عدم الكشف عن هويته، قال ل «الشروق»: الطرفان أعربا عن حسن النوايا فى أكثر من لقاء مباشر على أكثر من مستوى.
وبحسب مصادر «الشروق» فإن حديث حل البرلمان الذى تردد فى الأيام الأخيرة «أصبح من أحاديث الماضى، كذلك فإن المجلس الأعلى وافق على أن تبقى الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور بوضعها الحالى، مع قبول مقترحات محددة ومحدودة من الإخوان المسلمين لضم بعض الكفاءات للجنة، مضيفة: «شمل الاتفاق أيضا موافقة إخوانية على إبقاء حكومة كمال الجنزورى لحين انتخاب الرئيس».
فى ذات الوقت، اجتمع مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين والهيئة البرلمانية لحزبها الحرية والعدالة فى اجتماعين منفصلين، أمس، لحسم موقف الجماعة والحزب من 3 قضايا مهمة.
وبحسب مصادر إخوانية مطلعة فإن الاجتماعين اللذين لم ينتهيا حتى مثول الجريدة للطبع «سيحسمان الموقف النهائى للجماعة والحزب من المرشح الرئاسى، والاستقرار على موقف محدد من أزمة الجمعية التأسيسية، واتخاذ موقف نهائى للحزب من سحب الثقة من الحكومة».
وقالت المصادر شريطة عدم كشف هويتها إن مجلس شورى الإخوان « يتجه إلى تفويض القواعد فى اختيار المرشح الرئاسى الذى يرون أنه يصلح لتحمل أعباء الرئاسة فى الفترة المقبلة، من قائمة سترتبها لجنة كانت الجماعة كلفتها منذ فترة سابقة بدراسة برامج المرشحين».
إلى ذلك، وفى محاولة لحل أزمة الجمعية التأسيسية، يجتمع اليوم عدد من الوسطاء من بينهم وحيد عبد المجيد، وعصام سلطان عضوا البرلمان، وعدد من ممثلى حزبى الحرية والعدالة والنور السلفى، بالمنسحبين من الجمعية، بحسب وحيد عبد المجيد.
وعلمت «الشروق» من مصادرها أن الأحزاب والشخصيات المنسحبة من الجمعية فضّلت تأجيل الاجتماع مع الوسطاء، لليوم، وذلك للتشاور فى الاجتماع الذى عقدوه ،أمس، حول ما توصل إليه اجتماع المشير مع الأحزاب الخميس الماضى، وحتى مثول الجريدة للطبع لم يكن الاجتماع انتهى.
وكشف مصدر فى حزب الوفد ل«الشروق» إن انسحاب الحزب من اللجنة التأسيسية «نهائى ولا رجعة فيه»، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن الحزب يشترط لعودته «إعادة تشكيلها من جديد طبقا لما تطالب به القوى المنسحبة».