أبقى تأجيل جماعة الإخوان المسلمين لحسم موقفها من انتخابات الرئاسة الأبواب مفتوحة أمام جميع الخيارات وزاد من حالة الشد والجذب داخل الجماعة لترشيح أحد كوادره لانتخابات الرئاسة ، على الرغم من وجود اعتراضات شديدة بين قواعد الجماعة على هذه الخطوة . وأكدت مصادر إخوانية مطلعة أن هناك حالة إجماع على عدم تقديم مرشح إخوانى للانتخابات الرئاسية وسط اتجاه عام لدعم د.محمد سليم العوا فى الانتخابات الرئاسية مقابل تلقّى ضمانات من العوا باختيار د.عصام العريان نائبًا له وهو خيار يضمن للجماعة تجنب الإضرار بمصداقيتها أمام الرأى العام مع عدم الخروج خالية الوفاض من الاستحقاق الرئاسى . ورجحت المصادر أن يعلن مجلس شورى الجماعة خلال اجتماعه القادم تأييد اختيار د.محمد سليم العوا مرشحًا توافقيًّا للجماعة الإسلامية وعدد من القوى الإسلامية المؤثرة وفى مقدمتها الدعوة السلفية ، التى أبلغت الإخوان تأييدها لأى مرشح رئاسى تدعمه الجماعة ؛ خصوصًا إذا لم يكن من الفلول أو له خلفية عسكرية . وكشف المصادر عن أن خيار دعم العوا قد قفز إلى صدارة المشهد الإخوانى بعد إبداء د.محمد سعد الكتاتنى تحفظًا شديدًا على الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ؛ باعتبار أن منصبه الحالى يعطيه صلاحيات مهمة ، قد تفوق رئيس الجمهورية فى حالة إقرار الجمعية التأسيسية للنظام البرلمانى . وأفادت المصادر أن الجماعة أجَّلت حسم موقفها لحين التوصل إلى تسوية مع "العسكرى" لإقالة الحكومة الحالية بعد تردد أنباء عن إبلاغ المجلس العسكرى للدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة موافقة المجلس على تشكيل الحزب لحكومة ائتلافية بعد إقالة حكومة الجنزورى ، بشرط أن يحصل المجلس العسكرى على "كوتة" تؤمّن له تعيين 10 وزراء ، من بينهم جميع الوزارات السيادية "الدفاع والخارجية والداخلية والعدل"، بالإضافة إلى تعيين اثنين من نواب رئيس مجلس الوزراء. ونُقل عن المصادر أن د.مرسى تحفَّظ على العرض المقدم له من قِبَل المجلس العسكرى ، غير أنه تعهد بنقل العرض إلى جماعة الإخوان والمكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة للرد على هذا العرض . من جانبه قال د. جمال حشمت عضو شورى الجماعة إن جميع الخيارات مفتوحة أمام مجلس شورى الجماعة الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أنهم يميلون لحسم القرار النهائى بشأن مرشح بعينه، مؤكدًا بأنه لم يتم طرح أى أسماء على الإطلاق ، ولكن النقاش كان من حيث المبدأ . وأوضح حشمت أن مجلس شورى الإخوان يريد إعطاء نفسه المزيد من الوقت لدراسة كل الخيارات، مشددًا على أن الجماعة قد تطرح اسم مرشح إخوانى أو تدعم أحد المرشحين الذين أعلنوا عن خوضهم الانتخابات الرئاسية . وفى نفس السياق أكد المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مهدى عاكف، أن موقف الجماعة من انتخابات الرئاسة لم يتغير حتى الآن، مشددًا على أن الإخوان لن ترشح رئيسًا للجمهورية من بين أعضائها. وأبدى عاكف رغبته فى عدم الدفع بمرشح رئاسى من الجماعة ؛ لأن ذلك سيجرّ على الإخوان بلاءً، داعيًا الإخوان للتركيز على مجلس الشعب والحكومة ؛ لأن منصب الرئاسة ليس سهلاً، نافيًا تأييدَ الجماعة لترشيح منصور حسن. وحول رفض الجماعة مساندة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح قال عاكف: "نحن جماعة ملتزمة بقراراتها، وأبو الفتوح حبيبى ومن أقرب الناس إلىَّ وأعتز به ، أما الجماعة فهى فوق الجميع، فنحن مؤسسة لها قيادة ولها مشروع، وهى قامت للخدمة ومَن أراد أن يخدم مصر تحت مظلتها فمرحبًا به، ومَن أراد أن يخدمها خارجها فمرحبًا به. ونفى عاكف وجود صفقة بين الإخوان والمجلس العسكرى ، مشيرًا إلى أن انحياز العسكرى للإخوان ؛ لأنهم يمثلون الأغلبية . وأوضح عاكف أن هناك اتفاقً دائمًا بين جماعة الإخوان وحزب "الحرية والعدالة"، لافتًا إلى أن لكل شخص فى الجماعة أو الحزب حرية إبداء الرأى، لكن لا أحد حتى المرشد نفسه يمكنه مخالفة كلام مجلس شورى الجماعة، صاحب القرار الأخير.