أعلن البنك الدولى عن تقدم ثلاثة مرشحين لمنصب رئيس البنك الدولى أولهم وزير المالية الكولومبى السابق خوزيه انتونيو أوكامبو، ووزيرة المالية النيجيرية نغوزى اوكونجو ايويالا التى كانت المديرة العامة للبنك، فيما اتخذ الرئيس الأمريكى قراره بترشيح الأمريكى جيم يونغ كيم الذى ينحدر من كوريا الجنوبية لرئاسة البنك فى الساعات الأخيرة. ويرجع تأخر قرار أوباما لتعثر العديد من المحاولات فى إقناع هيلارى كلينتون بتولى هذا المنصب بالإضافة لتحفظ العديد من الدول على ترشيح لورنس سامرز وزير الخزانة الأمريكى الأسبق للمنصب الرفيع.
وعلى مدار 68 عاما حافظت الولاياتالمتحدة على رئاستها للبنك الدولى مقابل ضمانها للسيادة الأوروبية على صندوق النقد الدولى منذ تأسيسهما، ورغم فشل الدول النامية فى محاولة دعم المكسيكى اجوستين كارستينز أمام الفرنسية كريستين لاجارد فى انتخابات رئيس صندوق النقد فى يونيو الماضى، إلا أن الدول النامية مازالت تعول على زوال الإجماع الأوروبى الأمريكى فى يونيو القادم. إلا أن فور إعلان المرشح الأمريكى تسابقت الدول الكبيرة إلى دعمه، حيث عبر وزير المالية الكندى جيم فلاهيرتى عن دعمه ليونج كيم، بينما صرح المستشار الاقتصادى للكرملين بأن جنسية الرئيس المقبل للبنك الدولى اقل اهمية من زيادة دور دول «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) فى الهيئات الادارية، وأن هذه الدول يجب أن تلعب دورا مهما ليس بالضرورة عبر تولى القيادة، بينما قال وزير الخارجية الفرنسى الان جوبيه أنه «لا يرى سببا حتى الآن يدفع فرنسا لكى تعيد النظر فى الاتفاق على تقاسم الرئاسة بين الأمريكيين والأوروبيين للبنك الدولى ولصندوق النقد الدولى».
ولكن الدول النامية مازالت تتمسك بأمل نجاح مرشحيها اعتمادا على خبراتهما وكفاءتهما العالية مقارنة بالمرشح الأمريكى، حيث إن المرشحة النيجرية ايويالا هى وزيرة المالية النيجيرية بالإضافة إلى أنها ترقت لأكثر من عقدين داخل البنك الدولى حتى وصلت لمنصب المدير العام وهى حاصلة على شهادة فى الاقتصاد من جامعة هارفارد وعلى الدكتوراه فى الاقتصاد والتنمية من معهد ماستشوستس للتكنولوجيا.
أما المرشح الكولومبى اوكامبو فهو خبير اقتصادى وتولى مناصب وزير الزراعة ورئيس مجلس إدارة البنك المركزى الكولومبى والمدير التنفيذى للجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية والكاريبى لست سنوات، وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الاقتصادية والاجتماعية، وهو حاليا أستاذ فى جامعة كولومبيا فى نيويورك.
أما المرشح الأمريكى يونغ كيم فقد نال شهادته فى الطب من هارفارد، وكان استاذا فى جامعات عديدة، وتولى ملف الايدز فى منظمة الصحة العالمية لأربعة أعوام. وساهم فى إنشاء منظمة «بارتنرز ان هيلث» لمساعدة الفقراء حول العالم، وهو حاليا رئيس جامعة دارتماوث، أى أن جميع خبراته كانت فى مجال الصحة ومكافحة الأمراض وهذا ما يصعب مهمته فى إدارة المؤسسة الأهم فى مجال التنمية والتمويل الدولى ومكافحة الفقر إلا أنه ربما يكفيه قول الرئيس الأمريكى أوباما: «لا أعتقد أن البنك الدولى يمكن أن يكون له قائد أفضل منه».