أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون ،أنه لم يكن هناك "ما يبرر القبض على محمد مراح" منفذ هجمات تولوز ومونتوبان التي قتل فيها سبعة أشخاص في جنوب غرب فرنسا، قبل ارتكابه تلك الجرائم .. لأن فرنسا دولة قانون ". وقال فرانسوا فيون في مقابلة اليوم الجمعة لإذاعة" ار.تي.ال" انه " ليس لدينا الحق في بلدنا أن نراقب باستمرار وبدون قرار قضائي شخصا لم يرتكب جريمة ، إننا في دولة قانون". ويأتي هذا الرد الحكومي بعد أن تصاعدت الدعوات لفتح تحقيق بشأن إخفاقات محتملة لقوات الشرطة الفرنسية الخاصة التي لم تتمكن من إلقاء القبض على محمد مراح "حيا".
وانتقد كريستيان بروتو، القائد السابق لقوات التدخل الخاصة التابعة للدرك الوطني، في تصريحات صحفية ، الاستراتيجية التي اعتمدتها قوات الشرطة الخاصة خلال اقتحامها للشقة التي كان يتواجد فيها محمد مراح ، وتساءل عن السبب الموضوعي الذي حال دون القبض عليه حيا.
وأعرب بروتو عن إندهاشه حول عدم تمكن " كتيبة كاملة من الشرطة القبض على شخص واحد معزول .. وكان من المفروض مهاجمته بواسطة القنابل المسيلة للدموع لكي يفقد الوعي .. ولكن تمت مهاجمته بعدد كبير من القنابل اليدوية ، مما زاد خوفه وجعله يطلق النار بكثافة غير عادية على رجال الأمن ".
وأضاف بروتو كان "بإمكان قوات الشرطة أن تستدرج محمد مراح إلى الخارج وتوقعه في فخ ثم تقبض عليه حيا . ربما قد تعتبر هذه الخطة صعبة التطبيق وغير واقعية ، لكن أريد أن أؤكد أن عندما كنت على رأس القوات الخاصة التابعة للدرك الوطني قمنا ب64 عملية مماثلة دون أن نسجل سقوط قتيل واحد ". وانتقدت إيفا جولي ، مرشحة حزب الخضر للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة ، إشراف وزير الداخلية الفرنسي كلود جيان شخصيا على عملية تولوز واتهمته بخرق القانون الجنائي الفرنسي .
وأضافت جولي في حديث مع إذاعة الشرق بباريس "لقد عملت قاضية لمدة عشرين سنة وقمت بقيادة مثل هذه العمليات مع القوات الخاصة. طبعا أنا أثق في هذه القوات ، لكن كنت أنا التي تقود العمليات وليس وزير الداخلية ". وتابعت "للمواطنين الحق اليوم أن يتساءلوا لماذا لم يتم القبض على محمد مراح أثناء خروجه من مسكنه ولماذا استخدمت كل هذه القوة والإمكانيات المادية والبشرية ".
وبدورها اتهمت مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان عبر شبكة إذاعة "فرانس أنفو" الاستخبارات الفرنسية بالتقاعس في مراقبة محمد مراح.. مؤكدة أن سلسلة الإجراءات الجنائية والقانونية التي اقترحها نيكولا ساركوزي أمس الخميس لمحاربة التطرف العقائدي في فرنسا لن تكون مجدية ". وقالت لوبان: "يبدو أن الرئيس الفرنسي بدأ يكتشف أننا سمحنا لأئمة أجانب بالدخول إلى أراضينا للترويج لأعمال العنف والفتنة ".