مطار القدس الدولي أو ما بات يعرف بمطار "قلنديا" أصبح هدفًا لمخططات إسرائيلية توسعية بعد قرار الحكومة الإسرائيلية تحويله إلى منطقة صناعية. واعتبرت اللجنة المحلية للتنظيم التابعة للحكومة الإسرائيلية أن أرض مطار قلنديا في شمال مدينة القدس يقع في الأراضي التابعة لها، وقررت هدم المطار المهجور وتحويله إلى منطقة صناعية.
وأثار القرار الإسرائيلي الجانب الفلسطيني –حسبما جاء في تقرير لقناة "روسيا اليوم" الفضائية- الذي اعتبر أن المطار يقع على أراض فلسطينية محتلة حسب القانون الدولي.
من جانبها، حذرت حركة السلام الإسرائيلية من خطورة القرار، مشيرة إلى أن ذلك القرار يعتبر ضربة قاضية لحل الدولتين الذي يطالب به المجتمع الدولي لإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وقالت المسؤولة عن مراقبة الاستيطان في حركة "السلام الآن" حجيت عوفران، أن تحويل المطار إلى منطقة صناعية سيقضي كليًا على فرصة إقامة دولتين للشعبين، مشددة على ضرورة تسليم المطار إلى السلطة الفلسطينية كونه أراضي محتلة عام 1967، وعدم نقل ملكية تلك الأراضي لبلدية الاحتلال بالقدس، مضيفة "لا يهمني على اسم من سيتم تسجيل الأرض، لكنها يجب أن تحول إلى السلطة الفلسطينية".
وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم الخميس، أن لجنة التنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس قامت مؤخرًا بتسجيل الأرض المقام عليها المطار كأرض تابعة للبلدية ولدولة إسرائيل.
وبينت الصحيفة، أن أرض المطار لم تسجل بأي تسجيل إسرائيلي، واستولت عليها مصلحة المطارات المدنية التي قدمت الطلب للبلدية بتسجيل الأرض على اسمها واسم الدولة في دائرة "أراضي إسرائيل".
وحسب "معاريف" فإن وزير المواصلات الإسرائيلي- يسرائيل كاتس، كان قد شكل لجنة خاصة حول المطار الواقع جنوبرام الله وشمال القدس لتحويل المنطقة إلى بلدية الاحتلال في القدس، حيث قررت إقامة منطقة صناعية على أرض المطار ونقل معدات البلدية إليه.
جدير بالذكر، أن المطار الذي توقف عن استقبال أية طائرات عقب اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 لوقوعه في منطقة فلسطينية محاطة بالسكان من كل الجهات، وعدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة- تسيبي ليبفي، رئيس الوزراء الفلسطيني- سلام فياض، بنقله للسلطة لتحويله لمطار دولي بعد التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين. وفيما كانت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق- إيهود أولمرت، وعدت بنقل ذلك المطار للسلطة، عملت حكومة بنيامين نتنياهو على السيطرة على منطقة المطار بشتى الوسائل، حيث كان قد كشف خلال الأشهر السابقة عن مخطط لإقامة مستوطنة على أراضي المطار لفصل مدينة القدس بشكل نهائي عن محيطها الفلسطيني.
واعتبرت السلطة الفلسطينية تحويل إسرائيل مطار قلنديا شمال القدس إلى منطقة صناعية مخالفًا للقانون الدولي، وانتهاكًا فاضحًا لحقوق الشعب الفلسطيني.
وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية- غسان الخطيب، إن "المطار موجود في مناطق محتلة وفقاً للقانون الدولي، وليس من حق إسرائيل أو بلدية الاحتلال في القدس إجراء أي تعديل على الوضع القائم"، مشيرًا إلى أن القرار الإسرائيلي يأتي في إطار النهج الإسرائيلي المستمر في التوسع الاستيطاني وتهويد القدس، وهو يتعارض كذلك مع متطلبات واستحقاقات عملية السلام، التي تفرض وجود دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقيةالمحتلة عام 1967.
وأغلقت إسرائيل مطار قلنديا أمام حركة الطيران في أعقاب اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وبقي مغلقًا منذ ذلك الحين وحتى اليوم، إلا أنه يوجد بداخله حاليًا منطقة صناعية لقطع غيار الطائرات العمودية وتتبع تلك المنطقة الصناعية لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
وأنشأ مطار قلنديا في فترة الانتداب البريطاني في عشرينيات القرن الماضي، ومن ثم أصبح خاضعًا لإدارة الحكومة الأردنية حتى عام 1967، إذ فرضت الحكومة الإسرائيلية سيطرتها على المطار وحولته إلى مطار عسكري. وفي عام 2000 أوقفت إسرائيل نشاط المطار إثر اندلاع انتفاضة الأقصى.