طفرة علمية باهرة سجلتها الدورية العلمية المعروفة Journal of Sciene Translation Medicin فى مقالها الافتتاحى والذى يخصص للأبحاث العلمية المتميزة. دراسة حديثة مفتوحة (تنشر نتائجها تباعا مع استمرارها) لتجربة علمية فريدة تهدف إلى إجراء جراحات زرع الكلى بطريقة مختلفة تستخدم فيها تقنية الخلايا الجذعية تهدف إلى خلق ألفة بيولوجية بين خلايا المستقبل والكلى التى يتم نقلها من المانح الأمر الذى معه يمكن الاستغناء عن الأدوية المثبطة للمناعة التى يضطر زارع الكلى إلى تناولها طوال حياته. زراعة الكلى جراحة نسبيا حديثة تتيح لمريض الفشل الكلوى أن يحيا حياة أقرب إلى الطبيعية بعيدا عن مصير محتوم يفرض فشل الكلى فى أداء مهامها. لكن مستقبل المريض الذى تنقل إليه الكلى من متبرع بها مرهون دائما بعوامل لا تنتقص من مهارة الجراح. أهم تلك العامل هو تقبل جسم الإنسان لذلك العضو الغريب الذى يجب أن يحصل على موافقة كاملة من الجسم تضمن له أن يبدأ العمل فى توافق مع بقية الأعضاء. إذا لم يحدث هذا التوافق لفظه الجسم لذا كان من الضرورى أن يخضع المريض لتناول عقاقير مثبطة للمناعة طوال حياته، تلك الأدوية المثبطة للمناعة لها أيضا تفاعلاتها الجانبية التى قد تسفر عن ارتفاع ضغط دم المريض أو إصابته بالسكر وربما السرطان. كما أن مقاومتها الدائمة والمستمرة لجهاز الإنسان المناعى تصيبه بالهزيمة التى معها يصبح غير فاعل فى مواجهة أى عدوى ولو بميكروب ضعيف.
مشاكل الأدوية المثبطة للمناعة كثيرا ما طوت صفحة الكثير من عمليات زرع الكلى الناجحة جراحيا لذا فالأمل كان دائما فى الخلاص منها فهل بالفعل ستحول تلك التجربة الأمل إلى واقع؟
باحثو مستشفى نورث ويسترن وجامعة لويزفيل الأمريكية اشتركوا فى الإعداد لتلك التجربة التى خاضتها سيدة فى السابعة والأربعين من عمرها كانت تعانى من فشل كلوى سببه عيب خلقى تسبب فى تضخم كليتها حتى بلغ وزنهما ستة عشر رطلا: «كنت أبدو دائما كالحامل فى تسعة أشهر إلى جانب معاناتى من تبعات الفشل الكلوى. أنا الآن إنسان جديد تماما لا أعانى من أى مشاكل صحية ولا أتناول أى أدوية» كان هذا حديث لندزى بورتر للصحفيين بعد سنة من إجراء العملية.
تعتمد الطريقة الجديدة على محاولة خلق نوع من الألفة البيولوجية بين خلايا المانح والمستقبل الأمر الذى معه يمكن أن يجتمع النوعان من الخلايا المختلفان وراثيا فى الدم دون مشكلات مناعية.
يبدأ التحضير لعملية زرع الكلى قبل إجرائها بشهر على الأقل. يسحب من نخاع المانح قدرا من الخلايا الجذعية لتتم عليه مجموعة من الاختبارات وسلسلة من الإضافات المعقدة التى تتيح انتزاع العوامل المهمة التى معها تحدث التفاعلات المناعية العنيفة التى تتسبب فى لفظ الكلى المزروعة.
يسحب أيضا بعض من الخلايا الجذعية من المستقبل الأمر الذى معه يفسح مكانا للخلايا الجديدة التى تمت معالجتها بعد سحبها من المانح.
تحقن الخلايا الجذعية فى دم المستقبل فى حين تلقيه جرعات خفيفة من الأشعة (أمر مماثل لما يحدث فى علاج حالات سرطان الدم).
تعد تلك الخطوات التى تسبق العملية الجراحية لاستئصال كلى سليمة من متبرع لزرعها فى مكان أخر تعانى من المرض بمثابة عملية تهيئة نوع من الود والألفة البيولوجية بين خلايا المانح والمستقبل تضمن تعايشهما فى سلام بعد العملية.
تجرى الجراحة ويتناول بعدها المريض أدوية تثبط المناعة لفترة قصيرة حتى يكتمل التآلف بين الكلى الجديدة وأنسجة الجسم فيتم سحب أدوية تثبط المناعة بالتدريج.
خضعت لندزى (Lindsqy Porter) لتلك الخطوات فأجرت زراعة لكليتين جديدتين وكان عليها أن تتناول الأدوية المثبطة للمناعة لستة أشهر بعد العملية أعقبتها حتى الآن سبعة أشهر معنية بالصحة أنستها مرارة أيام كثيرة تخيلت أنها لن تنتهى أبدا لتلك النهاية السعيدة.
التجربة مفتوحة بدايتها تنبئ عن انتصار جديد للعلم والعاملين به ينتظر نجاحها مائة ألف أمريكى على لائحة انتظار جراحة زرع الكلى. لدينا تجربة عالمية فى مجال زراعة الكلى وجراحاتها بدأت من المنصورة ومازال يرعاها صاحبها الأستاذ الدكتور محمد غنيم فهل نأمل فى متابعة ومشاركة تعجل بتحقيق الحلم؟