تجرى حاليا استعدادات قصوى من قبل رجال الشرطة والجيش ومجلس مدينة وادي النطرون بمحافظة البحيرة، لاستقبال جثمان البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث من المقرر دفنه في دير الأنبا بيشوي بصحراء وادي النطرون غدا الثلاثاء، بناء على وصيته. وتجرى الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الجثمان، والذي سيصل على طائرة عسكرية، ليلقى مثواه الأخير ويدفن في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
وقد قام مجلس المدينة بتزويد مهبط الطائرة ومبنى الدير بالإنارة اللازمة، وقام بمساعدة أفراد من الجيش والشرطة بتجهيز جانبي الطريق الذي يصل إلى الدير مباشرة ليستوعب الأعداد الكبيرة المتوقع حضورها، ولتفادي الزحام الشديد داخل المدينة، على أن يستعان برجال المرور في تسيير الحركة المرورية في ذلك اليوم حتى لا يحدث تكدس وزحام شديد.
يعتبر دير الأنبا بيشوي هو المكان المفضل للبابا شنودة، ففي هذا الدير تم إخباره بنبأ انتخابه بطريرك للكنيسة القبطية في نوفمبر 1971، وفيه أيضا قضى أكثر من سنتين رهنا للإقامة الجبرية بعد قيام الرئيس السادات بالتحفظ عليه وتحديد إقامته، على خلفية أحداث الفتنة الطائفية بالزاوية الحمراء، وكان البابا شنودة يقيم ثلاثة أيام في الأسبوع بهذا الدير طوال السنوات الماضية وحتى وفاته.
يذكر أن دير الأنبا بيشوي يعد من أهم المناطق الأثرية بمصر، فيرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع عشر، وهو أكبر أديرة وادي النطرون، وتبلغ مساحته نحو فدانين، ويضم 5 كنائس أكبرها كنيسة "الأنبا بيشوي"، بجانب مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبه، وفيه العديد من الأماكن الأثرية المميزة مثل المائدة الأثرية وبئر الشهداء، بجانب العديد من الأماكن التي يقطن بها الرهبان.