لم يكن يتخيل الفنان أحمد عيد أن يتعرض لهذا الهجوم من قبل شباب الإخوان على الفيس بوك بعد عرض تريلر آخر أفلامه «حظ سعيد» والذى يتضمن مشهدا يقول فيه سعيد سيد وهو اسم الشخصية التى يلعبها عيد فى الفيلم «من كام سنة وأنا إخوان إخوان» وهى الجملة التى اعتبرها بعض الشباب تمثل تهكما عليهم وجاء ردهم سريعا بعمل حملة ضد افلامه التى وصفوها بالتافهة. استغراب أحمد ليس نابعا من الهجوم فحسب وإنما لسر يكشف عنه لأول مرة فى حواره مع «الشروق». ● هل تتفق مع هذا الغضب من تريلر الفيلم واعتقادهم أنك تتهكم عليهم؟ لا بالطبع غير موافق ومعترض بالاساس أن يحكم أحد على فيلم دون مشاهدته خاصة أننى لا أرى فى الجملة أى مجال للسخرية فهى عادية وتأتى فى سياق احداث العمل.
● ألا ترى أن استخدام هذه الجملة بالتحديد فى عمل دعاية للفيلم يثير أقاويل عديدة؟ وهذا هو الغرض من الدعاية فنحن نقدم عملا فنيا نسعى لكى يحظى على اقبال جماهيرى والشركة المنتجة رأت أن هذا المشهد سيثير اقاويل ويحقق الرواج المطلوب وهذا حقنا وللعلم فالتريلر القادم للفيلم سيتضمن مشهدا لبطل العمل وهو يقدم نفسه لأحد رجال الإخوان ويقول «أخ أكبر سعيد سيد» وهى الطريقة التى يتعرف بها الإخوان ببعضهم البعض وهناك مشهد بالفيلم والبطل يصرخ «أنا مش إخوان.. مش إخوااااااااان».
● إذن فلماذا تعترض على غضبهم بينما هناك نية للتلويح بالإخوان فى دعاية الفيلم وهو أمر يمنحهم الحق فى القلق؟ اعتراضى أنه لا يوجد شبهة إساءة واحدة لهم من هذه الجمل، وحتى لو فرضنا جدلا أننى أنتقدهم فى الفيلم فهذا حقى كفنان والمفترض ألا يغضب الإخوان بعد أن وصلوا إلى السلطة فهل نكرر ما كان يحدث فى النظام البائد الذى يرفض أى وجهة نظر معارضة إلى جانب أن غضبهم لا يعطيهم الحق أبدا فى وصف أفلامى بالتافهة فهذا سيدفعنى لكى أعلن عن أمر لم اعلنه من قبل أبدا.
● وما هو هذا الامر؟ حينما قدمت فيلم «أنا مش معاهم» استضافنى برنامج «البيت بيتك» واتهمنى احد النقاد حينها اننى إخوانى واقوم بعمل دعاية للإخوان وبعدها دعانى الموقع الإسلامى «إسلام أون لاين» واحتفلوا بالفيلم وبقيمة رسالته وأشادوا به وبعد اللقاء الذى أجروه معى صلينا جماعة وانصرفت وسط ترحيب كبير وإعجاب شديد ولم أشاء الإعلان عن هذا الموضوع وقتها حتى لا يتصور البعض اننى بالفعل إخوانى فأنا لست إخوانيا وإن كنت لست ضدهم، وقد حدث هذا حينما كان الإخوان يعانون من الاضطهاد والظلم والآن بعد أن تصدروا المشهد أصبحت أفلامى تافهة لأنهم اعتقدوا أننى أهاجمهم، لقد وقفت فى الميدان وكتفى ملاصقا لكتف الداعية صفوت حجازى وكنا ندافع عن ثورتنا فهل سيأتى اليوم ليتهمنى د.صفوت أو أى ممن ينتمى للتيارات الإسلامية بالتفاهة، أنا حزين فأنا فنان مسلم يدرك قيمة ما يفعله ولن يزايدوا على إيماننا ومبادئنا ابدا.
● هل تخشى أن يسبب هذا الهجوم أى تأثير على نسبة الإقبال على مشاهدة فيلمك؟ لا أخشى أى تأثير على نسبة الإقبال فنحن اجتهدنا وقدمنا عملا فنيا نتمنى أن يحالفه النجاح. مع التاكيد انهم لو شاهدوا الفيلم سيتقدموا لى بالاعتذار خاصة اننا فى الفيلم نشيد بالدور المهم الذى لعبه الإخوان فى الثورة من خلال شاب بسيط عاطل لا ينتمى لاى توجه سياسى أو تيار بعينه يذهب للتحرير حينما يعلم أن شقيقته تشارك فى الثورة ليعيدها إلى المنزل وحينها يسمع كلام يتردد أن الفرصة متاحة للإخوان ليتقلدوا السلطه لأنهم التيار الأكثر تنظيما فيرغب فى الانضمام لهم لكى يحظى على فرصة عمل وفى الميدان يسمع كلام عن موقف الإخوان الداعم للثورة وتضحياتهم وأحداث كثيرة لا أود حرقها نتعرض لها فى اطار كوميدى وبالتالى فنحن بشكل أو بآخر نشير إلى الدور الكبير الذى لعبه الإخوان فى الثورة، وبعد عرض تريلر لا يحمل أى إساءة أفاجئ بهذا الهجوم وبوصف أعمالى بالتافهة انا غاضب وحزين للغاية.
● هل تعتقد أن الكوميديا لها الحظ الأوفر فى جذب الجمهور فى هذه الأجواء الصعبة التى يعيشها المصريون؟ نعيش عصر الكوميديا الواقعية ولن أبالغ إذا قلت إن المتقدمين للترشح للرئاسة وإعدادهم تتزايد يوما بعد يوم هم أكثر المنافسين لفيلمى ومن لا يصدق فليشاهد وجوههم أو يتابع البرامج التى تستضيفهم أو مشاهدة جلسات مجلس الشعب فنحن نعيش مرحلة هزلية قمة الكوميديا والسخرية.