حظر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي يتظاهر انصاره بانتظام ضد البحرين والسعودية الاحتجاجات اثناء قمة الجامعة العربية التي تعقد هذا الشهر على امل تجنب مشاهد يمكن ان تحرج الحكام الخليجيين وبغداد التي تستضيف القمة. ويستضيف العراق قمة الجامعة العربية التي تعقد من 27 الى 29 مارس اذار الحالي للمرة الاولى في أكثر من 20 عاما وهو حدث تستثمره حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي باعتباره المناسبة الدبلوماسية الاولى لبغداد بعد انسحاب القوات الامريكية في العام الماضي.
لكن القمة تغامر بجذب الانتباه للعلاقات الفاترة بين العراق، الذي تقطنه أغلبية شيعية وتقوده حكومة يتزعمها الشيعة والدول العربية الخليجية التي تحكمها جميعا اسر سنية. ونظم الاف من انصار الصدر مظاهرات ضد الاسر الحاكمة في الخليج بسبب أحداث البحرين التي دعت قوات من السعودية ودول خليجية اخرى العام الماضي لسحق الاحتجاجات التي نظمها الشيعة.
وفي أحدث مظاهرات يوم الجمعة الماضي أحرق أنصار الصدر أعلام السعودية والبحرين ورددوا هتافات معادية للبلدين. وذكر موقع مقتدى الصدر على شبكة الانترنت الذي تشارك حركته في الائتلاف الحاكم ان رجل الدين أمر أنصاره بعدم تنظيم احتجاجات اثناء القمة.
وذكر الموقع ان الصدر أكد ان استضافة الشعب العراقي للزعماء العرب يقتضي الالتزام تماما بكل متطلبات الضيافة.
وأضاف انه لذلك عارض الصدر اولئك الذين يريدون التظاهر اثناء القمة بشأن قضايا محددة مشيرا الى ان المضيف الحقيقي هو الشعب العراقي وليس الحكومة.
ولم يتأكد حتى الان عدد الزعماء العرب الذين سيحضرون القمة. ويمكن أن يكون الامن ذريعة للبعض لعدم الحضور. وسيرسل العراق قوات اضافية تضم الاف الجنود لاغلاق بغداد ويؤكد ان العاصمة ستكون آمنة. وأعلن مركز عمليات الامن ببغداد اليوم الاربعاء حظر سير الدراجات النارية والدراجات وعربات اليد في شوارع العاصمة اعتبارا من 17 مارس للاستعداد للقمة.
وسيغلق مطار بغداد امام رحلات الطيران التجارية عدة ايام لافساح المجال امام استقبال طائرات كبار الشخصيات. ونفذ متشددون عددا من الهجمات في الاسابيع القليلة الماضية من ابرزها تفجيرات واطلاق نار يوم 23 فبراير قتل فيها 60 شخصا على الاقل واعدام 27 من افراد الشرطة معظمهم عند نقاط تفتيش في غارات على بلدة في الخامس من مارس.
وسيكون الموضوع الرئيسي في جدول اعمال القمة أحداث سوريا التي لم توجه اليها الدعوة لان عضويتها في الجامعة العربية معلقة. ويبدو العراق اقل حرصا من دول الخليج لاتخاذ اجراء قوي ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وسيكون احتمال تنظيم مظاهرات ضد الدول العربية الخليجية مسألة بالغة الحرج لزعماء لا يتساهلون مع الاحتجاجات في الداخل ولم يتعودوا على مواجهة العداء عند زيارة دول عربية اخرى.
وقال خالد الاسدي النائب بكتلة دولة القانون التي يتزعمها الشيعة ويقودها المالكي ان المظاهرات علامة على التعددية السياسية وهي من أوجه قوة العراق لكن جميع الكتل السياسية الاخرى ملتزمة بنجاح القمة. وقال انه يجب فهم ان العراق دولة ديمقراطية وان الحكومة لا يمكنها ان تحظر أي مظاهرة. وأضاف قوله ان الاخوة العرب بدأوا يدركون ان العراق ديمقراطي وانه توجد تعددية هناك.
وقال المحلل السياسي ضياء الشكرجي انه لن تكون هناك مفاجأة اذا غاب كثير من الزعماء العرب عن القمة. وقال انه لا يعتقد ان عدد الرؤساء العرب الذين سيحضرون المؤتمر سيكون كما يأمل العراق. وأضاف ان الجامعة العربية لها موقف سلبي نحو العراق لسببين اولهما ان التغيير في العراق يعني ان العراق سيكون به نظام ديمقراطي ومعظم الدول العربية ليست ديمقراطية والثاني هو ان الشيعة يحكمون العراق بصفتهم الغالبية.