بعد ليلة من الرعب، عاشتها قرية صنعاء بمركز الخارجة فى محافظة الوادى الجديد، تراجعت عصابة لصوص الحديد، إلى عمق الصحراء، وأطلقوا سراح 8 رهائن بينهم سائحة ألمانية، بعد حصار للقرية، أعقب إشعالهم النار فى عدد من المنازل والسيارات، أسفر عن مصرع فتاة. كانت قوات مشتركة من الشرطة والجيش، مصحوبة بأعداد كبيرة من أهالى القرى المجاورة، ونواب مجلس الشعب، توجهت إلى القرية المحاصرة، ما أجبر نحو 70 لصا على ترك الرهائن الذين يحتجزونهم، والعودة إلى عمق الصحراء.
بدأت أزمة قرية صنعاء، مساء أمس الأول، حينما هاجم اللواء طارق المهدى، محافظ الوادى الجديد، مجموعة من اللصوص كانوا يقطعون قضبان السكك الحديدية لخط سكة حديد أبوطرطور، والذين تبادلوا معه إطلاق النار، قبل أن ينسحبوا، ويعودوا مرة أخرى للانتقام، حيث أشعلوا النيران فى السيارات، وقطعوا الطريق المؤدى إلى القرية، وأطلقوا الرصاص على الأهالى، ما أسفر عن مصرع طالبة جامعية، وإصابة عدد آخر من الأهالى.
وانتقلت قوة مشتركة من الشرطة والجيش، بقيادة اللواء محمد كمال، نائب مدير أمن الوادى الجديد، نحو القرية الواقعة جنوب مدينة الخارجة لفك الحصار الذى فرضه اللصوص الهابطون من الجبل، والذين قدر عددهم بنحو 70 لصا، حسب تقديرات الأهالى.
وقال شهود عيان إن العصابة تركت خلفها 8 رهائن، بينهم سائحة ألمانية، والذين عثر عليهم، مصابين جراء ما تعرضوا له من اعتداءات بدنية.
وكان من بين المحتجزين، سائحة تدعى كريستا ماريا «70 عاما»، والتى قال مرشدها السياحى ميرغنى عبدالغنى ل«الشروق»، إنه كان يرافقها فى جولة سياحية، بصحبة ابن أخيه، أحمد مصطفى، مرشد سياحى، وأثناء عودتهم على طريق الخارجة باريس أمام قرية صنعاء استوقفهم التشكيل العصابى واحتجزوهم كرهائن، وتوجهوا بهم مع 5 رهائن آخرين إلى عمق الصحراء.
وكان من بين المحتجزين محمد عبدالقادر أحمد «43 عاما»، وعلى حسن محمود «61 عاما»، وأحمد قمر الدين محمد «25 عاما»، وأحمد عبدالقادر أحمد «30 عاما»، والذين تم نقلهم إلى مستشفى الخارجة العام.
وأظهرت التقارير المبدئية تعرضهم للضرب المبرح والجلد من قبل أفراد التشكيل العصابى، أثناء احتجازهم، حسبما ورد فى المحضر رقم 525.
وقال عدد من سكان القرية إن عمليات سرقة قضبان السكك الحديدية «مستمرة منذ نحو 3 سنوات، وكانت البداية من داخل الصحراء، وامتدت إلى مشارف القرية»، مضيفين شريطة عدم ذكر أسمائهم أن لصوص القضبان يستخدمون فى عملياتهم معدات وأوناشا، تحت سمع وبصر الجميع، دون أن يحاول أى مسئول منعهم أو التصدى لهم.
وقال حسن محمود عيد سائق من أهالى القرية «كنا نشاهد العديد من السيارات المحملة بكميات من حديد قضبان السكة الحديد، وكانت تسير مارة على الكمائن والطرق الرئيسية الرابطة بين الخارجة والأقصر دون أى مساءلة من الدولة»، مضيفا: «نطالب بسرعة ضبط هذا التشكيل الذى أصبح يهدد سكان القرى بالمنطقة، ونحمّل اللواء طارق مهدى (المحافظ) مسئولية ما حدث، وتهييج التشكيل العصابى بإطلاقه النار عليهم».
وحتى مثول الجريدة للطبع يرفض أهالى القرية تسليم جثمان الفتاة المتوفية وتدعى ولاء عبدالستار، إلى مشرحة مستشفى الخارجة العام، بناء على قرار النيابة، التى طلبت تقرير الصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة، مطالبين بتأمين الجنازة ودفنها دون عرضها على الطبيب الشرعى.