تأهب الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي يقوم بمهمة سلام عسيرة في سوريا لإجراء المزيد من المحادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد في الوقت الذي شنت فيه القوات السورية حملة على معاقل لقوات المعارضة في الشمال الشرقي. ولم يحقق عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تقدما يذكر أمس السبت في محادثات "صريحة وشاملة" مع الأسد الذي ألقي خلالها باللوم على "إرهابيين" يسعون إلى تقويض استقرار سوريا. ونقلت وكالة الأنباء العربية السورية عن الاسد حديثه لضيفه عن "استعداد سوريا لإنجاح أي جهود صادقة لايجاد حل لما تشهده سوريا من أحداث".
لكن لم يرد أي مؤشر على قبول الاسد ما قال متحدث باسم الأممالمتحدة إنه اقتراح عنان بوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإفراج عن المحتجزين وإجراء حوار سياسي. ويقول السوريون الذين يشاركون في انتفاضة ضد حكم الأسد إنه لا يمكن إجراء حوار له معنى مع زعيم تسبب في هذا القدر من العنف والمعاناة لشعبه.
والتقى عنان بزعماء دينيين في سوريا منهم المفتي وبطريرك كنيسة الروم الأرثوذكس اليوم. وقال متحدث باسم الأممالمتحدة إنه سيلتقي بالأسد مرة أخرى قبل التوجه إلى قطر. وتزامنت مهمة عنان مع هجوم يشنه الجيش السوري على معاقل للمعارضة في الشمال الشرقي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة جنود ومدنيا قتلوا أثناء قتال في قرية الجانودية بمحافظة إدلب صباح اليوم.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري والمقيم في بريطانيا إن مدينة إدلب أصبحت أكثر هدوءا بعد هجوم أمس الذي شنته دبابات وقال إن مقاتلين لا يملكون ما يكفي من السلاح انسحبوا أو قرروا عدم مواجهة الجيش الذي شن هجوما في شمال غرب البلاد بعد استعادة السيطرة على معاقل للمسلحين في مدينة حمص الأسبوع الماضي.
وقال المرصد إن 39 مدنيا منهم 25 في محافظة إدلب قتلوا أمس إلى جانب 39 مقاتلا و20 من القوات الحكومية ليصل بذلك إجمالي عدد القتلى إلى 98 . وذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي التقى وعنان في القاهرة يوم الجمعة للجامعة العربية أن بلاده "لا تحمي أي نظام" لكنها لا تعتقد ان اللائمة في الأزمة السورية يمكن أن تلقى على أحد الجانبين دون الآخر.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي يقود الدعوات لعزل الاسد وتسليح المعارضة إن وقف اطلاق النار لا يكفي. وقال انه يجب محاسبة قادة سوريا واطلاق سراح المسجونين السياسيين. كما قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن القصور في مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة - حيث استخدمت روسيا والصين مرتين حق النقض (الفيتو) ضد قرار يتعلق بسوريا - هو الذي أدى الى استمرار اعمال القتل.
وأضاف ان موقفهما اعطى النظام السوري رخصة للاستمرار في ممارساته العنيفة ضد الشعب السوري. وأدت الخلافات الدولية إلى منع المجتمع الدولي من اتخاذ قرار بشأن سوريا مع معارضة روسيا والصين للدعوات العربية والغربية للاسد للتنحي. وورث الاسد الحكم عن ابيه قبل حوالي 12 عاما.
وصاغت الولاياتالمتحدة مسودة قرار جديدة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لكن واشنطن وباريس قالتا إنهما ليستا متفائلتين من أنها ستحظى بالقبول. وعلى الرغم من الخلافات بين لافروف وبين الوزراء العرب إلا أن الجانبين قالا إنهما اتفقا على ضرورة إنهاء العنف في سوريا.
كما طالب الجانبان بمراقبة الأوضاع هناك بشكل محايد ومعارضة التدخل الأجنبي وتوصيل المساعدات الإنسانية ودعم جهود السلام التي يبذلها عنان. لكن المجلس الوطني السوري المعارض الذي يقيم زعماؤه خارج البلاد استبعد أي محادثات بينما يظل الأسد في السلطة.
وقال المجلس إن المفاوضات لا يمكن ان تجري بين الضحايا والجلاد وان على الاسد وحاشيته ان يتنحوا عن الحكم كشرط مسبق لبدء اي مفاوضات جادة. وتجتمع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي لافروف في نيويورك غدا الاثنين على هامش اجتماع وزاري خاص لمجلس الامن بشأن الانتفاضات العربية من المرجح ان تكون سوريا موضوعا رئيسيا فيه.