قتل 27 شرطيا في هجمات شنها اكثر من 50 مسلحا، اليوم الاثنين واستهدفت نقاط تفتيش للشرطة ومنازل مسؤولين امنيين في مدينة حديثة في غرب العراق. وقال مدير مستشفى حديثة العام الطبيب فاضل النمراوي في تصريح صحفي، أن المستشفى تلقى اليوم "27 جثة تعود جميعها لعناصر في الشرطة، وثلاثة جرحى من الشرطة، اضافة الى جثة مسلح واحد". وكان المتحدث باسم شرطة حديثة (210 كلم شمال غرب بغداد) الرائد طارق سايح حردان قال في وقت سابق ان "26 شرطيا بينهم ضابطان برتبة عقيد ونقيب قتلوا واصيب ثلاثة اخرون من الشرطة بجروح في هجمات داخل حديثة".واكد حردان ان "تنظيم القاعدة هو المسؤول عن الهجمات لاننا عثرنا على منشورات تعود للتنظيم في احدى السيارات التي تركها المهاجمون قبل ان يفروا".
وروى مدير شرطة بروانة جنوب حديثة عويد خلف ان "هجمات استهدفت اليوم نقاط تفتيش للشرطة ومنازل مسؤولين في انحاء حديثة وقد بدات عند الساعة 02,00 واستمرت لساعات".واوضح خلف ان "مسلحين يرتدون زي الجيش ويقودون سيارات عسكرية مسروقة هاجموا حديثة من شرقها وغربها في وقت متزامن، وقتلوا ستة من افراد الشرطة في هجوم على نقطة تفتيش في الشرق وستة آخرين في الغرب".
وتابع ان "المسلحين دخلوا وتوزعوا في المدينة حيث كان ينتظرهم مسلحون آخرون في سيارات مدنية واصبح عددهم حينها اكثر من خمسين، وشنوا هجمات ضد نقاط تفتيش للشرطة".وذكر خلف ان "مجموعة من المسلحين اتجهت نحو منزل العقيد محمد شوفير، مدير فوج الطوارئ في حديثة سابقا، فقتلوا ثلاثة من افراد حمايته ثم اخذوه هو وقد وجد لاحقا مقتولا في سوق المدينة".
وقال ان "المسلحين دخلوا بعد ذلك منزل النقيب خالد محمد صايل، آمر فوج القوات الخاصة في حديثة، فقتلوا ثلاثة من افراد حمايته وخطفوه قبل ان يعثر على جثته معصوبة العينين بين الاحياء".وتحدث خلف عن "عملية دهم وتفتيش كبيرة في المدينة التي وصلت اليها قوات اسناد من مناطق اخرى بحثا عن المسلحين الذين فروا وقتل منهم مهاجم واحد، وقد تم فرض حظر تجول فيها".
بدوره، قال حردان ان "المسلحين كانوا يستقلون سيارات دفع رباعي ويرتدون زي قوات الامن العراقية ويحملون اوامر القاء قبض مزورة صادرة من بغداد".واكد النقيب تايه طارق من شرطة حديثة ان المهاجمين "استخدموا 11 سيارة رباعية الدفع سوداء اللون ثبتت عليها شعارات حكومية لتبدو مطابقة تماما لتلك التي تستخدمها قوات الامن العراقية".
واضاف ان "الهجمات استهدفت اربع نقاط تفتيش ومنزلين، احدهما للعقيد والثاني للنقيب".واشار الى "وقوع اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمهاجمين، والعثور على جثة احد المهاجمين في احدى مواقع الهجوم" عند السوق الرئيسي وسط حديثة.
وفرضت قوات الامن حظر تجوال على حركة السيارات واجراءات امنية مشددة منذ الصباح في عموم المدينة، حيث اغلقت الطرق الرئيسية وانتشرت قوات الشرطة والجيش في اغلب الشوارع.وكانت محافظة الانبار التي تقع فيها حديثة وتشترك مع سوريا بحدود بطول اكثر من 300 كلم، تعتبر معقلا لتنظيم القاعدة قبيل تشكيل مجالس الصحوات في سبتمبر عام 2006.
وتعد هجمات اليوم الاعنف في العراق منذ 23 فبراير عندما قتل 42 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 260 بجروح في سلسلة هجمات في مناطق مختلفة من البلاد.وفي 19 فبراير الماضي، قتل 15 شخصا واصيب 21 آخرون بينهم عناصر في الشرطة في هجوم انتحاري استهدف اكاديمية الشرطة في شارع فلسطين في شرق بغداد.ويشهد العراق منذ عام 2003 اعمال عنف شبه يومية.
وبحسب الحكومة العراقية، بلغ عدد القتلى الذين سقطوا في العراق بين 2004 و2011 نحو سبعين الف شخص، وهو ادنى معدل للقتلى مقارنة مع مصادر اخرى حكومية واجنبية.وبلغت حصيلة اعمال العنف في العراق خلال فبراير 150 قتيلا معظمهم من المدنيين، وفقا لارقام رسمية.وتاتي الهجمات الاخيرة قبل اسابيع قليلة من القمة العربية التي من المفترض ان تنعقد في بغداد في 29 مارس.