لم تكد السينما المصرية تخرج من حالة الجمود التي أصابتها بفعل تردي الأوضاع الأمنية في البلاد وخوف المصريين من أرتيادها، حتى دخلت في حالة بيات شتوي، بسبب موجات برد متلاحقة بشكل جعل المنتجين يندبون حظهم ويتحسرون على ضياع أموالهم وخسائرهم المستمرة منذ العام الماضي. ويحجم المصريون عن دخول دور العرض السينمائي في ظل طقس شديد البرودة وأتربة ورياح تجتاح البلاد بشكل لم يعتده الناس منذ فترة، ما دفعهم للبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.
وتقول رانيا موظفة، " لا أستطيع دخول السينما بسبب البرد القارس الذي لم أر مثله طوال عمري،البرد هذا العام بدأ منذ 6 أشهر ولا يريد أن ينتهي، نحن لا نخرج إلا للضرورة،مثل الذهاب إلى العمل ، وشراء الاحتياجات اللازمة لنا فقط".
وأضافت "رغم حالة الهدوء التي تمر بها البلاد حاليا وإستقرار الوضع الأمني نسبيا لكننا لا نستطيع الخروج للترفيه أو للذهاب للسينما بسبب برودة الطقس، رغم أنني من روادها ".
ويقول فوزي40 عاما، "لم ندخل السينما منذ أكثر من عامين رغم أنني كنت معتادا أنا وزوجتي على الذهاب إليها لمشاهدة الأفلام التي تعرض لأول مرة،الآن نفضل البقاء في المنزل لبرودة الطقس ولمشاهدة الأفلام في المنزل من خلال التليفزيون ".
وغاب الجمهور عن الأفلام المعروضة بالفعل حاليا "ريكلام" بطولة غادة عبد الرازق " و"جدو حبيبي" بطولة بشرى ومحمود ياسين ، و" واحد صحيح" بطولة هاني سلامة ورانيا يوسف، و"عمرو وسلمى 3" لتامر حسنى ومي عز الدين ، وفيلم "أسماء" للفنانة هند صبري و"بنات العم"بطولة وتأليف الثلاثي أحمد فهمي وهشام اسماعيل وشيكو،وشاركهم في البطولة يسرا اللوزي وأيتن عامر.
وقررت الشركة المنتجة لفيلم "حلم عزيز" طرحه في دور العرض السينمائي يوم 11 إبريل المقبل في بداية موسم الصيف السينمائي، بعد انتهاء فصل الشتاء ، بطرح 70 نسخة من الفيلم في دور العرض.
"حلم عزيز" بطولة كل من:أحمد عز، وشريف منير، وصلاح عبد الله، ومحمد إمام، ومي كساب، وسليمان عيد، وعمرو مهدي، ومحمود عبد الغفار، ومحمد الصاوي، ورانيا منصور. الفيلم من تأليف نادر صلاح الدين وإخراج عمرو عرفة.
وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي رومانسي حول رجل الأعمال عزيز، الذي تحدث له بعض المفارقات والمواقف التي تقلب حياته رأسا على عقب.
ويري نقاد أن برودة الطقس التي تجتاح البلاد جاءت لتعمق جراح السينما المصرية التي ما أن تخرج من كبوة حتى تتعرض لكبوة أخرى ، مطالبين بتدخل حكومي لإخراج السينما المصرية من مأزقها.
وقال الناقد طارق الشناوي، إن المنتج أصبح معذورا بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج السينمائي واستمرار الخسائر للعام الثاني على التوالي، دون وجود مؤشر إيجابي على خروج السينما من هذا المأزق ما يعني عدم صموده وهروبه،وبالتالي لابد من تدخل الحكومة متمثلة في وزارة الثقافة ودعمها نشاط السينما المصرية لإنقاذ هذه الصناعة من الفناء.
وأضاف، ""أتوقع إحجام المنتجين عن دخول مشاريع أفلام جديدة يخسرون فيها أموالهم ما يعني توقف تام لهذه الصناعة وتسريح عدد كبير من العاملين فيها لأن السينما تختلف كثيرا عن أي مجال أخر لانها نشاط ترفيهي وبالتالي هي سلعة حساسة تتأثر بأقل حدث لانها مرتبطة بالجمهور".
ويقول عاملون في أحدى دور العرض، "لا يوجد جمهور الكل في البيوت ، نحن نوشك على غلق الأبواب لانه لا جدوى من فتحها ، هناك خسائر بالملايين، هذا تدمير لصناعة السينما".