أوضح الدكتور محمد حبيب- النائب السابق لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، أن الحوار الأمريكي مع حزب الحرية والعدالة أمر طبيعي ولكن لا يجب أن يكون مع قيادات الجماعة، لأن الحوار أمر سياسي لا يتم مع الجماعة، ولكن الأمريكيين كشفوا أن الواقع يؤكد أن الجماعة هي التي تدير الحزب ويعمل من خلالها، وأن الجماعة هي التي دخلت الانتخابات وليس الحزب، وهو ما أدى إلى أن تتجه واشنطن للحوار مع الجماعة مباشرة.
وقال الدكتور محمد حبيب، خلال لقائه الإعلامي محمود الورواري في "نشرة القاهرة" على قناة العربية الفضائية، إنه كان واضحاً أن أي إنسان سيشكل حزباً سيتم فصله من الجماعة، واصفًا القرار بأنه قرار معيب ويؤكد عدم قدرة الجماعة على وجود الرؤية اللازمة لها من أجل التعامل مع المتغيرات السياسية الحالية، مشددًا على أن جماعة الإخوان تتحكم بشكل مباشر في حزب الحرية والعدالة.
وقال إنه "لا يوجد في حزب الحرية والعدالة من يستطيع أن يأخذ قرارًا يناطح به مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين".
وشدد حبيب على أن "الجماعة خالفت مبادئ حسن البنا الذي كان أكثر حنكة ورحمة وأكثر استيعابًا من الإخوان الحاليين"، مشيرًا إلى أن "أبو الفتوح" قامة من قامات الجماعة ولم يكن يجوز فصله بهذه السهولة.
ولفت إلى إنه يجب ألا تفهم قيادات الجماعة أن النقد لهم إساءة لهم وإنما هو نصح لهم لما فيه خير الوطن والأمة، مشيرًا إلى أن الجماعة سارت مع إرادة المجلس العسكري ووضح هذا جليًا في التعديلات الدستورية.
كما أشار إلى أن الرئيس التوافقي هو جناية كبرى في حق المجتمع، والاتفاق بين المجلس العسكري والتيارات الإسلامية تسير في هذا الاتجاه، ويمكن أن تتفق تيارات معينة على مرشح ما وتيارات أخرى على مرشح آخر ولكن الاتفاق مع المجلس العسكري هو افتئات على حرية الرأي العام.
وقال "إن الثورة كشفت عن حجم الخلل في الإنسان المصري والبنية التحتية لتكوينه في التعليم والصحة وغيرها من مجالات الحياة"، مشيرًا إلى أن "حجم التحديات شرس وخطير فلا يجب أن تكون جماعة الإخوان على رأس حكومة ائتلافية، وإنما يمكن أن تكون ضمن حكومة من التيارات السياسية الأخرى، حتى لا يقدموا تنازلات تحسب عليهم، ولذا يجب ألا تكون الحكومة الإخوانية في تلك المرحلة وإنما تأجيلها بعد أن تقل التحديات وتتراجع في المستقبل".
وأضاف أن "فصل الدكتور أبو الفتوح دفعني إلى دعمه وإلى الاستقالة من الجماعة لكيفية تعامل الجماعة مع أبنائهم، لأنهم أرسلوا رسالة مزعجة للرأي العام، لأن هذا أوضح كيف يمكن أن يتم التعامل مع معارضي الجماعة".
وأكد أن الجماعة تمارس السياسة أكثر من الدين لأن المنهج الحقيقي للجماعة هو العمل الدعوي، ودعا الجماعة إلى العودة إلى الركيزة الأساسية التي يرتكز عليها عمل الجماعة وأي عمل سياسي أو جماهيري وهي الركيزة الإيمانية التربوية الإنسانية الرفيعة.
واختتم حبيب حديثه بالإشارة إلى أن المجلس العسكري ليس له في السياسة أو التعددية ولم يجد أفضل من الجماعة، لأنها تنظيم هي الأخرى والتيارات الإسلامية كلها عبارة عن تنظيمات مثل القوات المسلحة، بالإضافة إلى حالة القبول لدى الشارع المصري للجماعة، وهو ما أدى إلى التقاء المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين في العمل السياسي.