«الحب الممنوع» حالة رومانسية تجسدها الفنانة التونسية فريال يوسف من خلال دورها فى مسلسل «ابن ليل»، وعلى الطريقة الصعيدية تقدم شخصية «عزة» التى تعيش قصة حب مع حامد مجدى كامل الشاب الذى رباه والدها الشيخ «عرفة» أحمد راتب بعد أن عثر عليه أهل القرية وهو رضيع بين الزراعات، ولأنه مجهول النسب فإن أعراف الصعايدة تأبى أن تزوج من بنات العائلات فى القرية، بينما يخونه صديقه الوحيد الذى يعلم حقيقة علاقته ب«عزة»، ويتقدم لخطبتها لتتصاعد الأحداث وتشتعل المشاعر وتتخذ اتجاهات متعددة.
ووسط هذه الأحاسيس المتضاربة تقف فريال يوسف أمام اختبار صعب، وخوضها تجربة التمثيل باللهجة الصعيدية فى أول بطولة لها بالدراما المصرية.
وتعلق فريال بقولها إنها اندهشت عندما علمت أنها ستجسد دور بنت صعيدية، ولكنها لم تستطع رفض ترشيحها من مخرج مثل إسماعيل عبدالحافظ، وقالت لنفسها: «طالما أنه رشحنى فى هذا الدور، فهو بالضرورة يرى عندى إمكانيات لم أرها أنا فى نفسى، وأن مخرجا بهذا الحجم لن يغامر بمنح دور لفنان غير مناسب».
وتضيف: «استعدت الثقة فى إمكانية قيامى بالدور من ثقة المخرج بى، وأتمنى أن أكون على قدر هذه الثقة وأن أقدم الدور بالشكل اللائق».
وعن التحديات التى تواجهها أثناء التصوير تقول انها تريد تقديم الدور باللهجة الصعيدية السليمة ليصل الدور للجمهور المصرى بشكل جيد، خاصة من أهالى صعيد مصر، وفى نفس الوقت تقوم بالتركيز الشديد للوصول إلى روح الشخصية ومشاعرها من خلال الأداء، تشير هنا إلى دور مصحح اللهجة عبدالنبى الهوارى، الذى تجرى معه بروفات مكثفه قبل تصوير أى مشهد، والذى تحرص على الحديث معه فى كواليس التصوير بلهجة العمل، والذى تحرص على التعرف على رأيه بعد تصوير المشاهد.
فيما تؤكد فريال يوسف صعوبة دور عزة والتى تقع فى حب حامد الذى تربى معها فى نفس البيت، ولكن يكون عليها أن تكتم هذا الحب، وهذا يتطلب حساسية شديدة فى الأداء، لأن التعبير عن هذا الحب يكون بالإمضاءات والنظرات أكثر من الاعتماد على لغة الحوار، فضلا عن أن الشخصية تشهد عدة تحولات تنعكس على انفعالات ومستوى التعبير عن المشاعر والأحاسيس، وتتصاعد تلك المتغيرات حتى نصل لمفاجأة كبرى فى نهاية الأحداث.
وعن الاستعدادات التى قامت بها قبل الدخول فى تصوير المسلسل قالت: «انا ذاكرت النص جيدا وأجريت جلسات عمل مكثفة مع المؤلف طارق بركات والمخرج إسماعيل عبدالحافظ ومصحح اللغة عبد النبى الهوارى للتعرف على تفاصيل الشخصية ومفرداتها من حيث الشكل والمضمون، وتم الاتفاق على أنها بنت عاشت فى القرية صعيدية معاصرة، وهى بنت شيخ القرية الأزهرى المستنير، الذى أتاح لها قدرا كبيرا من التعليم مما يجعلها شخصية مختلفة عن بنات القرية، وينعكس هذا على طريقتها فى اختيار الملابس والألوان فهى ترتدى ملابس تعكس ثقافتها وتضع على رأسها «إيشارب» بطريقة مختلفة عن باقى بنات البلدة، وتتحدث لهجة مختلفة بعض الشىء، ولكنها فى نفس الوقت لا تستطيع السير خارج تقاليد مجتمع القرية، ولا يمكنها الكشف عن سرها بالإعلان عن حبها ل«حامد»، أو الدفاع عن حلمها فى الارتباط بمن تحبه، وتفضل كتمان سرها حفاظا على كرامة أسرتها، وتتزوج من آخر وتعانى فى الحياة معه، ولكنها تظل على موقفها فى الحفاظ على بيتها.
وأكدت فريال يوسف إلى سعادتها بالعمل فى هذا المسلسل والحالة التى تجمع فريق العمل، وحوارات الكواليس التى تدور باللهجة الصعيدية، وحرص المخرج إسماعيل عبدالحافظ على دعوة كل العاملين فى المسلسل للإفطار فى جو عائلى يجعل من العمل متعة خاصة.
كما أشارت إلى مجموعة الفنانين الكبار الذين تقف بينهم فى هذا العمل، والذين استفادت من خبراتهم كثيرا، ومنهم يوسف شعبان وأحمد بدير ونهال عنبر وأحمد راتب ومحمد وفيق وأحمد خليل، وكذلك أبطال العمل من جيل الشباب مجدى كامل وأمير كرارة ومحمد عبدالحافظ.
وتراهن فريال كثيرا على نجاحها فى مسلسل «أبن ليل» وتقول انه سيكون شهادة ميلاد حقيقة لها فى الدراما المصرية، وأنه سيؤكد المكاسب التى حققتها العام الماضى مع مسلسل «خاتم سليمان» أمام الفنان خالد الصاوى والفنانة رانيا فريد شوقى، مؤكدة أن دورها فى «ابن ليل» يعد أول بطولة حقيقية لها على شاشة الدراما.
مسلسل «ابن ليل» يدور حول التقاليد التى تحكم صراع النفوذ والسلطة فى مجتمع صعيدى، وكيف يمكنها أن تحدث حالات من التحول فى بعض الشخصيات لتنقلهم من النقيض للنقيض.