استقبلت قبائل محافظة جنوبسيناء، السيد عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، في إطار زيارته لمدينة شرم الشيخ، وافتتاح مقر حملته الانتخابية بها. وأعرب موسى عن سعادته بزيارة هذا الوادي المقدس التي عقدها مساء أمس الخميس والتي قال فيها: "جئت لأستمع إليكم وأتعرف على مشاكلكم عن قرب، فسيناء جزء عزيز على كل المصريين، وسوف تأتي التنمية في هذه الأرض التي تعد أجمل من بقع كثيرة رأيتها على مستوى العالم وأتعجب من انتشار الجامعات في كافة المحافظات في الوقت الذي لا توجد جامعة بسيناء، مما يجعلنا نضع علامات استفهام كثيرة".
وردًا على سؤال حول إذا ما كان قد زار موسى مبارك في محبسه قال موسى: لا لم يحدث، ذلك العهد انتهى بغير رجعة.
وتابع موسى: الرئيس القادم سوف يستند لأصوات المصريين ولن تكون الرئاسة "ملكاً" وإنما ستكون مهمة شاقة وتحتاج منا أن نعمل سويا لإعادة بناء بلدنا، ويجب تمثيل أبناء سيناء بشمالها وجنوبها في الجمعية التأسيسية التي ستضع الدستور المصري".
على صعيد آخر، أدى موسى صلاة المغرب بمسجد الحسوة، وغادر متجها إلى مدينة الطور وأدى بها صلاة العشاء ثم توجه للسرادق الذي تم إعداده للمؤتمر الشعبي الذي حضره ما يقرب من 20 ألف سيناوي من مختلف التيارات والحركات السياسية والأحزاب والتيارات الإسلامية وعدد من السلفيين ونواب مجلس الشعب والشورى عن المحافظة.
بدأ المؤتمر الشعبي بدعوة موسى للجماهير الحاشدة بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء الثورة ثم كلمة للشيخ إبراهيم رفيع من قبيلة القرارشة، ممثلا عن قبائل جنوبسيناء، والتي قال فيها: "من هذا المكان نبايع السيد عمرو موسى رئيسا لمصر لمدة واحدة، لما يتميز به من إخلاص وضمير وأدب وعدم تكلف".
وأكد موسى خلال المؤتمر الشعبي "أن ما قدمته سيناء وأهلها طوال التاريخ القديم والحديث ودفاعها عن مصر وتضحيات شهدائها يستوجب علينا اليوم أن نحميهم"، وتابع: آن الأوان أن يعترف لهم الوطن بذلك، وسوف نعيد النظر في كل ما حدث من إجراءات وقوانين وغياب الأمن وخدمات الناس".
وشدد موسى خلال المؤتمر على أن صميم عمل الشرطة هو حماية الشعب وأن للشرطة حقوقا علينا تتمثل في الاحترام والمعاونة، ووعد بدراسة وافية بخصوص إطلاق سراح جميع المعتقلين من أبناء سيناء الذين قال أنهم "تعرضوا لظلم واسع خلال حكم النظام السابق"، مشيرًا إلى فتح صفحة جديدة مع أبناء سيناء.
وأوضح المرشح المحتمل للرئاسة أن هناك نية لديه بإنشاء مشروع هام في منطقة سيناء وهو "إقامة سد لتجميع وحفظ مياه الأمطار"، مضيفًا أنه لا يجب ربط التنمية بالقروض أو المعونات من الخارج، وأن رؤوس الأموال المصرية هي الأساس، وبعدها يفتح باب الاستثمارات العربية ثم الأجنبية، على أن يوضع ذلك في إطار خطة إعادة بناء مصر.
وتابع موسى: يجب أن نفكر في الاعتماد على الداخل وتعظيم وتوظيف الموارد، مشيرًا إلى أحقية أبناء سيناء في تملك أراضيهم، وضرورة إقامة منطقة حرة في مدينتي الطور ونويبع بجنوبسيناء، وضرورة استكمال المطار للنهوض بالمنطقة وإدخال أنواع متعددة من الأنشطة التي تدر دخلا للمواطن السيناو وتخلق فرص عمل كثيرة للشباب المتعطل، مضيفا أنه سوف يخصص مبلغ يقدر بنصف المبلغ المخصص كحد أدنى للأجور تصرف لحين توفير فرصة عمل للشاب العاطل".
وتطرق موسى إلى قضية معاهدة السلام مشددًا على أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية يجب أن تُبنى على الاحترام المتبادل وسيادة كل دولة على أراضيها، مضيفًا: "بالنسبة لمعاهدة السلام بيننا وبين إسرائيل فيحكمها الالتزام بالالتزام والاحترام بالاحترام، ونحن نعمل من أجل السلام العادل المحترم الذي تفخر مصر به، ونحن ملتزمون لإخواننا الفلسطينيين بأن نحصل لهم على دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية، ويجب أن تعمل السياسة المصرية على نبذ الحروب وإحلال السلام، وسنعمل على ألا يكون هناك قوى وصفها بال "مفترية" تفرض إرادتها على الآخرين".